هل تستعين روسيا بالمسيّرات الإيرانية في أوكرانيا؟

حسناء بو حرفوش

لطالما طرحت التكهنات حول استعانة موسكو بالمسيّرات الإيرانية الهجومية في إطار الحرب الأوكرانية، فإلى أي حد يتوفر دليل على ذلك؟ وفقا للصحافي البريطاني المتخصص في التكنولوجيا، ديفيد هامبلينغ، تتوفر مجموعة من المعطيات التي تستدعي مضاعفة المساعدات المقدمة لكييف.

وحسب مقال هامبلينغ في موقع “فوربس”، “انتشر دليل مرئي يعتبر الأول عقب انتشار الشائعات حول هذا الموضوع بالتحديد، عبر مواقع التواصل الإجتماعي. وشكّلت الصور التي نشرها ضابط أوكراني على منصة “تويتر”، دليل على أن المسيّرات الإيرانية تستخدم من قبل روسيا، حيث ظهرت في الصور بقايا مسيّرة متسكعة من طراز شاهد -136، عقب إسقاطها على يد القوات الأوكرانية بالقرب من منطقة كوبيانسك.

وتتعدد نقاط الاختلاف التي تسمح بالتمييز ما بين المسيّرات هذه وصواريخ كروز. ويذكر على سبيل المثال، القدرة على التحليق والبحث عن الأهداف والبرمجة قبل الإطلاق، وسرعة الطيران والقدرة على العودة إلى القاعدة في حال عدم توفر الهدف أو تغييره.

وكان البيت الأبيض قد لفت في تموز الماضي، إلى اعتزام روسيا شراء مئات المسيّرات العسكرية من إيران، لافتا إلى التدريبات التي انطلقت بالفعل وإلى عمليات التسليم التي يُنتظر استئنافها والتي لربما حصلت بالفعل. وعلى مدى الأعوام الأربعين الماضية، نجحت إيران في تطوير صناعتها للمسيّرات في ظل العقوبات المفروضة عليها والتي حدّت من قدرتها على استيراد التكنولوجيا. فقامت بإنتاج مجموعات متنوعة وكبيرة من المسيّرات التي صدّرتها من أجل تأمين التمويل وبغية استخدامها من قبل وكلائها في منطقة الشرق الأوسط، مثل حزب الله والحوثيين.

وعلى الرغم من أن المسيّرات تعتمد على تقنية الهندسة العكسية للآليات الأميركية التي استولى الإيرانيون عليها عام 2011، مما يعني أن المسيّرات ليست أصلية الصنع، إلا أنها فعالة لناحية إثارة القلق واستدعاء الحذر لدى الولايات المتحدة.

وتؤمن “الذخيرة المتسكّعة” لروسيا إضافة هي بأمس الحاجة إليها في هذا الوقت، في إشارة للقدرة على إصابة أهداف دقيقة من مدى بعيد. وتقوم القوى الروسية حاليا، بضربات بعيدة المدى باستخدام مخزونها المتضائل من الصواريخ الباليستية. هذا مع الإشارة إلى عدم قدرة روسيا على الاعتماد على هذه الأخيرة بشكل تام لأن معدل الفشل قد يبلغ 60%. وتعد المسيّرات من طراز شاهد -136 كبيرة مقارنة بذخائر التسكع عادة، حيث تزن حسب الأرقام الأولية، حوالي 200 كغ، ويبلغ طولها 12 قدمًا بينما يمتد طول جناحيها حتى 8 أقدام، وقد يتخطى مداها الألف ميل.

وخلال مناورات “الرسول الأعظم” عام 2021، استعرضت إيران شاهد 136، في إطار مقاطع فيديو أظهرت ضرب أهداف متعددة بدقة عالية. وفي حين أن تزييف مثل هذه المقاطع محتمل بسهولة، تركّز الاهتمام على الدقة في الضربات، واستخدام التصوير البصري أو الأشعة تحت الحمراء للتعرف الى الأهداف مع عدم الكشف عن نظام التوجيه.

أما عن التنسيق لناحية تحليق أسراب المسيّرات، فاستخدمت مجموعات من الطراز المذكور من دون أن يتوفر دليل على الاستعانة بالتقنية الفعلية التي تسمح لهذه الذخائر بالتحليق معًا كفريق منسّق، علما أن إيران معروفة بالعمل في هذا المجال. وعوضا عن العمل في أسراب، يبدو أن الخطة تميل للضغط من خلال تنفيذ هجمات ساحقة لإغراق الدفاعات الجوية بعدد كبير من الأهداف.

وتشير المعطيات إلى استخدام وكلاء إيران الآخرين، مثل الحوثيين، لهذا الطراز في عملياتهم. ووفقا للصور المنشورة، تحمل البقايا في أوكرانيا علامات تحدّد الذخيرة على أنها ربما أسلحة مخصصة للروس، في إشارة محتملة إلى أن وضع الاتفاق بين إيران وروسيا قيد التنفيذ لبعض الوقت. وفي حال ثبت ذلك، تواجه أوكرانيا خطرا جديدا يهدّد مراكز القيادة والمدفعية والدفاع الجوي واللوجيستيات والأهداف العسكرية الأخرى والبنى التحتية المدنية، وهذا يستدعي أخيرا تكثيف المساعدات الأميركية لأوكرانيا، وتحديدا لناحية دعم أنظمة الدفاع الجوي”.

شارك المقال