إجرام مطلقي النار

آية المصري
آية المصري

هي لحظة أو ربما أقل قد تنهي حياتك، لحظة لن يدرك معناها الا من عاشها، ومن المؤكد أنها ستكون من أصعب الأوقات التي يمكن أن تمر عليك، فكيف لو كانت هذه اللحظة مليئة بالرصاص الحي؟ لن تدري ماذا تفعل كي تحمي نفسك وأسرتك، ربما لو حاولت الهرب من أي رصاصة ستقابلك رصاصة أخرى وهنا تقع المصيبة، ستسرع للاطمئنان الى أفراد عائلتك وأنت أمام خيارين اما ستراهم أمواتاً أو أحياءً. فما الذي ستعيشه بعد إطلاق النار؟

ظواهر التفلت الأمني تزداد في هذه الآونة خصوصاً في ظل الأوضاع المعيشية والاقتصادية السيئة التي تعصف بالبلاد، لكن في كل منطقة هناك بيئة خصبة للمشاجرات والفتن، وجماعات مختصة بإثارة المشكلات وإطلاق النار على من تريد، لأنها تملك السلاح غير الشرعي وأحزابها تؤمن لها الغطاء الشرعي. وفي بعلبك الدويلة تحكم المزرعة، بحيث بات شبان المنطقة لا يعون كيفية التحدث بطريقة عادية وتقتصر أحاديثهم على التهديدات وإطلاق النار بهدف الشروع بالقتل حتى باتت تصرفاتهم السيئة تدفعهم الى القتل من دون أي تردد أو خوف.

الأهالي في مختلف المناطق البقاعية وتحديداً البعلبكية لم يعد بإمكانهم تحمل المزيد من الأعباء والمشكلات، لأن عقلية غالبية شباب بعلبك باتت متخلفة لدرجة أنها مستعدة للقتل من دون أن يرف لها جفن. صوت الرصاص الحي وإستخدام الأسلحة الثقيلة بات يرعب الصغار والكبار، والخوف من رصاص طائش يهمين على كل بيت بعلبكي. اما المستهدف الذي يتم “رشح” منزله بالرصاص فلا يمكنه تجاوز العقد والحالة النفسية التي سترافقه مدى الحياة، فهو شاهد غبار السلاح وسمعه عن قرب وعايشه. فما مصير المنطقة مع هذا الاجرام؟ وما رأي القوى الأمنية بهذه الظواهر وحملة السلاح في بعلبك؟

هذا الوضع المتفلت بحاجة الى علاج في أسرع وقت ممكن وسيحاسب الجميع، بحسب ما أكدت مصادر أمنية لموقع “لبنان الكبير”، موضحة أنه “عندما يتم إيقاف مطلقي النار والخارجين عن القانون يدركون جيداً داخل الزنزانة أنه لم يعد بإمكانهم الاستقواء على أحد، بحيث يخسرون أهم شيء لديهم وهو حريتهم، وبالتالي العدالة طبقت بهم، وكل شخص يرتكب جرائم بمختلف أنواعها بحق المواطنين ستتم محاسبته وتوقيفه حيّاً ولو طالت المدّة”.

وأكد أحد المواطنين الذي رفض الكشف عن إسمه أن الوضع المتفلت في بعلبك نتيجة الأحزاب المهيمنة على المنطقة، فـ “حزب الله” يدعمها بصورة مباشرة بحيث شكل لجنة أمنية تعنى بحل كل الخلافات بين الأهالي والعشائر. ومهما كبر الصدام بين العائلات تتم تهدئتها بواسطة الحزب، وحتى في أصعب الظروف لدى وقوع ضحية تدفع الأموال ويغلق الملف من دون أي عقوبة لمطلق النار ومرتكب هذه الجريمة وهذا أساس الخراب والبلاء.

وقالت المواطنة عبير: “ألا تكفينا أزمات البلاد حتى يزداد الشر لدى شباب بعلبك الخارجين عن القانون يوماً بعد يوم؟ الى متى ستبقى هذه الأحزاب الى جانبهم وتؤمن لهم الغطاء السياسي؟ والى متى سيبقى مصيرنا الموت اما برصاصة طائشة او برصاصة عن سبق الإصرار؟ يكفي ما نتحمله من مشقات في البلاد ومن حقنا أن نعيش في بعلبك بسلام وأمان”.

من الواضح أن المواطن البعلبكي مستاء لدرجة كبيرة من هذا الحزب الداعم لكل الطفار والخارجين عن القانون، وهذه الزمرة من الشباب التي لا تعنيها الدولة ولا تهابها وكل يوم تفتعل مشكلة لإطلاق النار وقتل أحد ما. هذه المشكلة يجب الانتهاء منها بأسرع ما يمكن، كما يجب إنزال أشد العقوبات بكل من لا يهاب الدولة ولا يحترمها.

شارك المقال