في يومه العالمي… السلام مفقود في لبنان!

جنى غلاييني

في اليوم العالمي للسلام الذي يُحتفل فيه بتاريخ 21 أيلول من كل عام، يبكي لبنان على أطلال السلام، وهو يعاني واحدة من أسوأ الأزمات المالية منذ قرون وفقاً للبنك الدولي الذي ألقى اللوم على الطبقة السياسية الفاشلة، الى جانب تراكمات وضغوطٍ أخرى أوصلت الشعب الى مرحلة اليأس والانهيار والخوف من المستقبل.

كيف لبلد كلبنان أن ينعم بسلام و80٪ من سكانه يعيشون الآن تحت خط الفقر؟ فالأزمة الاقتصادية وانهيار الليرة اللبنانية أديا إلى تضخم حاد وارتفاع أسعار المواد الأساسية بأكثر من 800٪، حتى اللوازم الضرورية أصبحت بعيدة المنال، والعديد من العائلات لا تعرف كيف ستؤمن وجبتها التالية.

لقد فقد الكثير من الناس وظائفهم من دون أن يكون لديهم أي مصدر دخل آخر، ما يعني أن أولئك الذين عاشوا وضعاً جيداً في السابق يكافحون الآن لتأمين تكاليف الحياة اليومية، فيما لا تزال الفجوة بين الأغنياء والفقراء تزداد اتساعاً.

وما يزيد الطين بلة، أن البلاد تواجه أزمات حادة لا سيما في ما يتعلق بالكهرباء والماء والاتصالات والوقود والأدوية، وكلها من الضرورات الأساسية في أقل بلد في العالم. وكان لهذا النقص ولا سيما انقطاع التيار الكهربائي في غالبية المناطق تأثير مدمر، لا سيما على قطاعي التعليم والرعاية الصحية.

ولا ننسى التطرّق الى أزمة اللاجئين، الذين يشكلون عبئاً على البنية التحتية للبلد، والتي كانت قبل أن ينزحوا بالكاد تقوم بتلبية احتياجات المواطنين. وأدى التدفق الهائل إلى خلق اختلالات كبيرة من منظور البنية التحتية وكذلك من الزاوية الاقتصادية والمالية. علاوة على ذلك، ليس من الواضح على الإطلاق ما إذا كان هؤلاء الأشخاص سيعودون إلى ديارهم ووفق أي خطة!.

وسجلت الليرة اللبنانية امس، أدنى مستوى لها على الإطلاق مقابل الدولار الذي وصل سعر صرفه الى 38900 ليرة في السوق السوداء. وأدى وقف البنك المركزي الدعم على المحروقات إلى زيادة الضغط على الليرة اللبنانية بحيث يشتري مستوردو الوقود الدولارات من السوق بدلاً من مصرف لبنان.

كما أغلقت البنوك أبوابها بعدما اقتحم عدد من المودعين فروعاً لها باستخدام أسلحة مزيفة أو حقيقية مطالبين بالحصول على أموالهم المجمّدة في حساباتهم منذ انهيار الاقتصاد في العام 2019.

وبعد سنتين على انفجار مرفأ بيروت في 4 آب، لا يزال أهالي الضحايا يبحثون عن الحقيقة من أجل العدالة، لكن التحقيق المحلي لم يتوصّل الى أي نتيجة حتّى الآن بسبب الضغوط والمزايدات السياسية.

وفي ضوء كل ذلك، يسعى لبنان الى الانتهاء من المفاوضات مع اسرائيل بشأن ترسيم الحدود البحرية، والتي تتوسط فيها الولايات المتحدة منذ تشرين الأول 2020، وسط تهديدات من الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله بعدم السماح لإسرائيل باستخراج الغاز من حقل “كاريش” قبل أن يحصل لبنان على حقوقه.

مشكلات لبنان الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لا نهاية لها منذ أن بدأ عهد رئيس الجمهورية ميشال عون، ومع اقتراب انتهاء ولايته التي يعدها اللبنانيون بالدقائق والثواني، هل هناك احتمال أن ينعم لبنان بسلام على يد رئيس إنقاذي مسؤول أمام شعبه يضع مصلحة البلد فوق مصالحه الشخصية؟

شارك المقال