الفخامة يقترح… الصهر يرفض… الاشتراكي “مش بعينه”

رواند بو ضرغم

يتبادل رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل مهمة النكد السياسي والعبث بالتوازنات السياسية.

فبعد أن تراجع عون عن مطلبه تطعيم الحكومة بوزراء دولة سياسيين، بدأ البحث في أسماء بديلة عن وزيري الاقتصاد والمهجرين. وزيران سني ودرزي، يسميهما رئيس الجمهورية ويوافق عليهما الرئيس المكلف نجيب ميقاتي. الا أن النكد السياسي تمثل في طرح عون على ميقاتي أن يكون الوزير السابق صالح الغريب بديلاً للوزير عصام شرف الدين. أما تبادل الأدوار فتمثل في رفض صهره النائب جبران باسيل اسم صالح الغريب، ووفق معلومات موقع “لبنان الكبير” فإن باسيل عاتب عون على طرح الاسم، فأسقطه جبران قبل أن يرفضه ميقاتي.

وهنا تستغرب مصادر قريبة من رئيس الحزب “الديموقراطي” طلال أرسلان رفض باسيل للغريب، وخصوصاً أن الأخير دفع دماء مرافقيه دفاعاً عن وجود باسيل في قبرشمون، فأدخل الطائفة الدرزية في إشكال داخلي. ولا تزال قضية قبرشمون عالقة في المحاكم، ولم يكترث باسيل لما دفعه أرسلان من شعبية، ظهرت في هزيمته المدوية في الانتخابات النيابية.

وكذلك تقول مصادر أخرى مقربة من تيار درزي تحالف معه “التيار الوطني الحر” في دائرة الشوف – عاليه، ان باسيل طعن حلفاءه الدروز في ظهرهم، فبعد أن وعد كلاً من أرسلان ورئيس “تيار التوحيد” وئام وهاب بأن يعطيهما مقعد وزير الدفاع في حكومة ما بعد الانتخابات، الا أن النتيجة أفضت الى حصول التيار على أصوات أرسلان ووهاب، فخسرا مقعديهما النيابيين، وتنصّل باسيل من وعده بإنصاف الدروز، ووصل الى حد رفض اسم صالح الغريب وزيراً.

على المقلب الآخر، يؤكد “الاشتراكي” على زهده بالمقاعد الحكومية، و”اللقاء الديموقراطي” لن يشارك في طرح أسماء للتوزير، ولن يعطي الثقة لأي حكومة في هذا العهد الجهنمي. إنما ترى مصادر كليمنصو أن شريكي التأليف ومن خلفهما، عليهم احترام النتائج الانتخابية التي فرضت وجود “الاشتراكي” على الساحة الدرزية بالاضافة الى تغييريين.

أما الحكومة فستبصر النور فور عودة ميقاتي من نيويورك، والوزير الدرزي لن يكون مستفزاً لرئيس الحزب “الاشتراكي” وليد جنبلاط، ومقبولاً من أرسلان، ويُرجح أن يكون متمولاً درزياً كما يطمح باسيل بأن يكون.

وعن المقعد السني، فإن المطلب مشترك بين ميقاتي وباسيل، بأن يكون بديل الوزير أمين سلام شخصية سنية يوافق عليها تكتل عكار لتقاطع أهداف ميقاتي السنية وباسيل الرئاسية. أما اسم البديل فلا يزال مجهولاً ولم يُناقش بعد.

وفي اللحظة الأخيرة، سيسلم رئيس مجلس النواب نبيه بري اسم الوزير السابق ياسين جابر ليكون بديلاً عن وزير المال يوسف خليل، وذلك لأسباب شخصية تتعلق بالوزير خليل وعدم قدرته على تحمل ضغط المعارضين من ١٧ تشرين وأهالي ضحايا انفجار المرفأ. ووفق المصادر لا يحق لعون الاعتراض على الاسم وخصوصاً أن بري لم يعترض على حصة عون وترك شأن الاختيار له بالشراكة مع ميقاتي. أما استفزاز جنبلاط فلن يرضى به بري ولن يتحمله ميقاتي.

شارك المقال