“حزب الله” يفتح الحدود أمام ميليشيات إيران… ويسعى لتغيير ديموغرافي

فاطمة حوحو
فاطمة حوحو

تساءل اللبنانيون بدهشة عن القرار المفاجئ الذي جاء من دون مقدمات، باعفاء العراقيين من تأشيرة الدخول إلى لبنان، والذي على إثره حطت في يوم واحد حوالي أربعين طائرة دفعة واحدة في مطار رفيق الحريري الدولي ما تسبب بإرباك واضح في حركة الاستقبال، لتظهر لاحقاً صورة على مواقع التواصل الاجتماعي لشاب يشتري من أحد السوبرماركت ويرتدي “تي شيرت” كتب عليها “الحشد الشعبي”، بحيث إعتبر البعض أن الهدف بات واضحاً في أن “حزب الله” المسيطر على الدولة ومؤسساتها ومنها المطار، يتخذ القرارات لغاية في نفس يعقوب، فما هي هذه الغاية التي حاول البعض إلباسها رداء مموهاً تحت عنوان تشجيع السياحة الدينية فيما هي في الحقيقة استباحة للساحة اللبنانية من ميليشيات ايران في المنطقة؟!

بحسب مصادر سياسية متابعة فإن “القرار السريع بالسماح للعراقيين الدخول من دون فيزا هو قرار للضغط على لبنان، وبدا واضحاً من خلال الحجم غير العادي للطائرات التي تصل الى بيروت، ففتح الحدود الجوية بهذا الشكل مؤشر على أن الأمر مدبر، وهو دخول غير قانوني كونه يقع في اطار استقدام ميليشيات الى لبنان وليس من أجل الاستفادة اللبنانية من الأموال التي قد يصرفها هؤلاء. هذا القرار خطر ومتعلق بمشروع حزب الله وايران ويأتي استكمالاً لسياسة استباحة الحدود من العراقيين والايرانيين واليمنيين والباكستانيين والأوزباكيين حتى وكل من له علاقة بمحور المقاومة وهنا المشكلة الأساسية”.

وتستدرك المصادر بالاشارة الى أن “ارباك حركة المطار بحجة أن الطائرات العراقية التي حطت فيه للمشاركة في مناسبة دينية وزيارة مقامات دينية، بعضها وهمي ومخترع، اذ يسيطر عليها حزب الله في البقاع والجنوب لاسيما في النبي شيت وبعلبك ومحيبيب بالاضافة الى زيارة مليتا وبوابة فاطمة”، متسائلة “من هم هؤلاء الذين يدخلون الى لبنان؟ من يراقب تحركاتهم فيه وكيف يجري التأكد من أنهم غير مطلوبين للعدالة وليسوا من أصحاب السوابق؟ أليس مجيئهم بهذا الشكل يعتبر خرقاً للأمن الوطني اللبناني؟ خصوصاً اذا ما أخذ في الاعتبار أن حزب الله يقيم معسكرات تدريب لفصائل ما يسمى محور المقاومة في المنطقة من اليمن الى العراق الى سوريا الى البحرين، من الدول التي اخترقها الحرس الثوري الايراني وشكل فيها ميليشيات غب الطلب تخدم السياسة التوسعية الايرانية لنشر نظام الولي الفقيه، وقد باتت الضاحية الجنوبية مقرها للتدريب العسكري وكذلك لممارسة النشاط الاعلامي بحيث انتشرت مقرات اذاعية لهذه الميليشيات بإسم المعارضة المدعومة من ايران، وبذلك يأتي الخطر من تحول هذه المنطقة إلى منطقة استيعاب لتنظيمات مصنفة بالارهاب وتشكل خطراً عليها وعلى أمن أهلها”.

ولا ترى هذه المصادر “أي افادة للبنان من مثل هذه السياحة بل يستفيد منها حزب الله المسيطر على مواقعها اذا جرى الاعتبار فعلياً أنها سياحة مفيدة، علماً أن هؤلاء لا يزورون جونية ولا يركبون التلفريك ولا يصعدون للتزلج أو يرتادون الأماكن السياحية في جبل لبنان والشمال، جل ما يفعلونه يجري بتوجيه من الحزب، علماً أن لبنان غير مجهز لمواسم سياحية مثمرة فلا كهرباء ولا بنى تحتية ولا مياه ونسبة الغلاء مرتفعة للغاية والتنقلات مكلفة، اما المنتجات التي يبيعها لبنان اليوم فغالبيتها من ايران وتركيا والعراق وسوريا، وبذلك فإن الافادة تعود الى حزب الله وليس الى الخزينة اللبنانية، وبالتالي هؤلاء الذين يأتون لا تبرير لمجئيهم سوى أن حزب الله قرر استباحة لبنان وفتح حدوده”.

وتتساءل “من يضمن أن جميع من يدخل قد يخرج في ظل الفوضى التي تحدث نتيجة ضغط من هؤلاء السياح العراقيين الذين يعتبر تواجدهم أيضاً عبئاً على المرافق اللبنانية وتلبية حاجات القادمين للسياحة الدينية غير متوافرة؟”، لافتة الى أنهم “سيشكلون أزمة للبنان ومجيئهم واضح أنه لخدمة مشروع حزب الله الذي يبرر تواجدهم بدون عوائق بأن الدولة سمحت لهم”.

وتعتبر المصادر أن “الأمر واضح الهدف من هذه التأشيرات التي رفعت في السابق عن ايران وسمح بتهريب واستضافة الأفغان والباكستانيين الزينبيين والفاطميين والبحرانيين وحماس في الضاحية الجنوبية، وهو أن حزب الله يلعب دور المنسق والجامع لعناصر الممانعة انطلاقاً من الضاحية الجنوبية ويجهز القوى البشرية واللوجستية والاعلامية لتكون كلها تحت حمايته، ما يدل على أن إيران تهدف إلى مواجهة اسرائيل من خلال فتح الحدود اللبنانية واستخدام القوى الممانعة التي تتبعها من طهران حتى لبنان، في تهريب الأسلحة الذكية التي تتعرض في سوريا لغارات اسرائيلية ويجري تدميرها علماً أنه يجري نقلها من لبنان، الذي يتوقع أن يكون مفتوحاً أمام تيارات لممارسة وظيفتها الايرانية أي نقل الأموال والمواد اللوجستية والأسلحة عبر الطيران المدني من مطارات العراق نحو بيروت لتسليم الهدايا المرسلة من ايران الى حزب الله”.

ومن هنا تنظر هذه المصادر إلى ما يمكن أن تؤدي إليه هذه الأمور من مخاطر على الأمن القومي اللبناني عبر “تكرار تجربة قديمة في العام 1969 عندما قام العدو الاسرائيلي بتدمير طائرات لبنان وعطل مرفق المطار الحيوي الذي كانت المقاومة الفلسطينية تستغله لنقل سلاح تستخدمه في عملياتها العسكرية في الخارج، اضافة الى ما يعنيه ذلك من تعريض فعلي لحياة المدنيين الذين يستقلون هذه الطائرات إن كان بهدف الزيارة أو السياحة الدينية أو الاستجمام أو التعليم، للخطر”.

وترى المصادر أن “الأخطر من ذلك كله هو تطبيق حزب الله مقولة (مش عاجبكم هاجروا) وفتشوا عن بلد جديد لكم، أي ينجح في خطة ايران تسليم لبنان للموالين للحزب بعد فتح الحدود أمام شيعة ايران والعراق والدول الأخرى وبالتالي إحداث خرق ديموغرافي عبر تهجير من لا يعجبه، فالحزب يلعب دور المايسترو ويقود عملية الربط بين الفصائل الايرانية في المنطقة، وهناك طبعاً ضغوط روسية على بشار الأسد ظهرت في استقبال الجهاد وحماس وبالتالي استخدام لبنان كورقة يبتز فيها الروس الولايات المتحدة من خلال تدفق هؤلاء البشر الى لبنان، اضافة الى عملية تهريب الأسلحة عبر استخدام مطار بيروت أو تهريب البشر عبر البحر الى أوروبا لارباكها كي تسعى الى الضغط عليها من أجل إبرام صفقة معينة في لبنان وعدم معاداة حزب الله لوقف عمليات الهجرة أو من خلال ترسيم الحدود”.

وتشير المصادر أخيراً الى استقبال الأمين العام لـ “حزب الله” حسن نصر الله وفداً حوثياً، “فالحوثيون في اليمن يعتبرون الوجه المقابل للحزب ويقلدون ما يقوم به في لبنان، وفي هذا الاستقبال رسالة لاستفزاز دول الخليج والعرب بعد أن استضاف مؤتمرات للمعارضة في الضاحية الجنوبية والقول: لا نهتم بمن لا يعجبه، فنحن نقرر من يأتي ومن يذهب”.

شارك المقال