المساعدات الاجتماعية تعوق بدء العام الدراسي في “اللبنانية”

آية المصري
آية المصري

بدأ العد التنازلي لبدء العام الدراسي الجامعي، وباشرت الجامعات الخاصة عامها الحضوري لكن الحال في الجامعة اللبنانية يختلف عن سائر الجامعات الأخرى، نظراً الى أزماتها المتتالية وإضراباتها التي لا تُعد ولا تُحصى، فمنها من يقوم به أساتذة الجامعة من جهة، ومنها من ينفذه المدربون (الموظفون) في الجامعة من جهة أخرى، بحيث يشددون بصورة مستمرة على الاستنسابية بين الموظف والأستاذ، معتبرين أن حقوقهم مهدورة بينما الأستاذ يحصل على كامل حقوقه.

ومنذ بضعة أيام تمكن موظفو الجامعة من الحصول على المساعدات الاجتماعية التي أقرتها الدولة، ولكن الأزمة لم تنته وبدأ صراخهم يعلو مجدداً لأن الأساتذة حصلوا على كامل المساعدات وهم جالسون في منازلهم بينما المدرب حصل على جزء من هذه المساعدات بحجة أنه لم يتواجد حضورياً ثلاثة أيام في الأسبوع. فماذا يحدث في جامعة الوطن؟ وهل نحن أمام إضرابات جديدة تلوح في الأفق؟ وما رأي الجهات المعنية بكل ما يحدث؟

بدران: مضطر لتنفيذ المراسيم

رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران أكد في حديث لموقع “لبنان الكبير” أنه لا يمكنه تجاهل المراسيم الصادرة ومضطر لتنفيذها كسائر المؤسسات الرسمية وبالطريقة نفسها، موضحاً أن “المساعدات الاجتماعية عن أشهر كانون الثاني، شباط وآذار لم تنص على إلزامية الحضور في الجامعة وبالتالي حصل المدربون على المساعدات كاملةً، لكن أشهر نيسان، أيار وحزيران أصدر بشأنها وزير العمل مصطفى بيرم تعميماً يقضي بالحضور الالزامي 3 أيام أسبوعياً أي 12 يوماً في الشهر وبالتالي من لم يحضر هذه الأيام لم يحصل على كامل المساعدات”.

أضاف: “في الوقت نفسه لدينا شهر تموز وآب لا يوجد ربط بين المساعدة والحضور الالزامي بحيث سيحصل الموظف على المساعدات الاجتماعية بالكامل”. وأشار الى أن “الدفع يتم بحسب تقارير الحضور والغياب التي نحصل عليها من الكليات، وعلى هذا الأساس ننفذ. اما في حال كانوا يريدون التصعيد والعودة الى الاضرابات فهذا يعود لهم، ولكن لا يمكنهم مطالبتنا بالدفع لأنه مرتبط بحضورهم”.

حمادة: نتواصل مع الرئيس قبل التصعيد

اما رئيس الهيئة التنفيذية لرابطة العاملين في الجامعة اللبنانية حبيب حمادة فأسف لواقع الجامعة وهذه الاستنسابية المهيمنة بين الأستاذ والموظف. وقال: “نحن نتواصل مع الرئيس بسام بدران لنرى كيف سنصل الى حل مناسب على أساس أن يكون كل العاملين في الجامعة متساوين في الحقوق والواجبات وبدون أي نوع من أنواع التمييز”.

ولفت الى أن “المدرب لم يتمكن من الحضور الاجباري في الجامعة نتيجة عدم حصوله على راتبه”، مشدداً على أن “ما يحدث معضلة كبيرة، ومن حقنا الحصول على المساعدات الاجتماعية التي أقرتها الدولة كاملةً، ونحن نتشاور مع رئيس الجامعة من أجل التوصل الى الحل والا فسنعود للاعلام ونكشف الحقائق كلها لأن صاحب الحق لم يعد يأخذ حقه وهذه الأمور لا يجوز حصولها في الجامعة اللبنانية”.

المدربون: رفع دعوى ومطالعة قانونية

وأشار بعض المدربين في الجامعة الى أنهم لم يتسلموا رواتبهم بعد، وفي المقابل المساعدات الاجتماعية جاءت عن 6 أشهر وهي عبارة عن مليون ونصف المليون ليرة لبنانية. ولكن كل من لم يحضر 3 أيام في الجامعة لم يحصل على كامل المساعدات “وهنا تقع الكارثة نظراً الى أن أساتذة كثيرين مسافرون أيضاً وحصلوا على كامل المساعدات الاجتماعية فأين العدالة؟”، لافتين الى أن هناك عدداً من الموظفين يريدون رفع دعوى وأحدهم في إطار تجهيز مطالعة قانونية بشأن هذه المساعدات وسيرفعها الى رئيس الجامعة.

منذ فترة ومشكلات الجامعة اللبنانية لا تنتهي، ويبدو أن هذه الأزمات المتواصلة لا تبشر بالخير مع بدء العام الدراسي، فالى متى سيبقى الطالب أسير كل هذه الخلافات؟ ومتى ستحصل الجامعة بجميع أركانها على حقوقها وتنتهي الاضرابات؟

شارك المقال