العسكريون المتقاعدون يعتصمون… لنيل حقوقهم لا أكثر

حسين زياد منصور

لم يكن مشهد الامس غريباً، فقد اعتدنا مشاهد التظاهرات والاعتصامات والاعتراضات، لكن ما شاهدناه خلال جلسة إقرار الموازنة في مجلس النواب، من وقوف العسكر في الخدمة الفعلية في مواجهة المتقاعدين، الابن في مواجهة أبيه، والسعي الى اقتحام الموقع، تعبيراً عن رفضهم مواد الموازنة، كان مستغرباً بالفعل.

التحركات كانت تضم نقابيين ومتقاعدين أبرزهم قدامى العسكريين الذين حاولوا الدخول الى المجلس واقتحامه لايصال مطالبهم، وكانت أبرز هتافاتهم الرافضة للموازنة أنها ستزيد على المواطنين المشكلات والأعباء المالية والضريبية خصوصاً مع تدنّي الأجور والرواتب والتدهور المستمر لليرة اللبنانية، لكنهم أوقفوا اقتحامهم كي لا يقع التصادم بينهم وبين القوى الأمنية كونهم زملاء لهم، بحسب ما أشار القيّمون على التحرك، وهو ما عاد وأكده العميد جورج نادر، مشيراً الى أن الهدف والرسالة من الاعتصام والتظاهر وصلا.

وهذا ما بدا جلياً لدى خروج بعض النواب للتجاوب معهم، كجميل السيد الذي طلب تشكيل وفد مصغر ضم العميدين مارون خريش وجورج نادر عن الجيش والعميد فيصل تنيان عن قوى الأمن الداخلي.

نادر

“نحن رافضون للموازنة من أساسها، فهي موازنة تتكل على الضرائب، في ١٤ من الشهر الجاري بعد أن شكلنا حالة ضغط وتحدثنا الى النواب، كان اقتراحهم اعطاءنا ٣٠٠٪، ونحن لا نريد لا ٣٠٠ ولا ٣٠”، بحسب ما أكد العميد نادر في اتصال مع “لبنان الكبير”، مشدداً على أن “ما نريده حل من اثنين، زيادة الراتب أسوة بالقطاع العام تتناسب مع الغلاء المعيشي وانهيار قيمة الليرة، أو خفض الضرائب وحماية السلع الاستهلاكية الأساسية والتي لم يعد بمقدورنا الحصول عليها ولا نريد الزيادة إذاً. لكن النتيجة هي اعطاؤنا ٣٠٠٪ والغاء ضريبة الدخل”.

وقال: “الخلاصة اعطاؤنا حقوقنا بما يتناسب مع الغلاء المعيشي أو خفض أسعار السلع الاستهلاكية”.

المطالب

ومن بين مطالب العسكريين المتقاعدين تلك التي تتمحور حول مساواتهم مع أمثالهم بالدرجات في القطاعات المدنية، واحتساب المساعدة الاجتماعية على أساس ١٠٠٪ من قيمة المعاش التقاعدي كاملاً، ورفع الحد الأدنى للمساعدة الاجتماعية ودفع قيمة المساعدات المدرسية نفسها للمتقاعدين والتي حصل عليها عسكريو الخدمة الفعلية عن العامين ٢٠٢١-٢٠٢٢، وتنفيذ قرار المجلس الدستوري رقم 13 /2019 والذي يقضي بإلغاء ضريبة الدخل على معاشات المتقاعدين، وتخصيص الاعتمادات الفورية في الموازنة لتأمين الاستشفاء والأدوية لعسكريي الخدمة الفعلية والمتقاعدين.

زرازير

وخلال التدافع بين المتقاعدين والعسكر في الاعتصام، تعرّضت النائبة سينتيا زرازير للضرب والدفع، لكنها تمكنت من الابتعاد عن مكان التظاهر والعودة الى مجلس النواب. وكانت زرازير خرجت من الجلسة للمشاركة في الاعتصام تضامناً مع العسكريين المتقاعدين.

شارك المقال