إيطاليا: ردود فعل متباينة على فوز ميلوني

حسناء بو حرفوش

إنفراجة جديدة حققها اليمين الايطالي مع فوز جورجيا ميلوني في الانتخابات التشريعية التي أجريت الأحد. فكيف أتت ردود الفعل على عودة الحزب الى السلطة في سابقة منذ العام 1945؟ موقع “أس بي أس” الأميركي سلط الضوء على “القلق الذي أعرب عنه بعض الزعماء الأوروبيين مع العودة المقررة للحكومة الأكثر يمينية في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية.

وتعود جذور الحزب إلى حركة ما بعد الفاشية التي أسسها أنصار موسوليني، وقد أشادت ميلوني نفسها بها عندما كانت صغيرة. ويمثل نجاح ميلوني التي تبلغ 45 عاماً، تغييراً هائلاً في إيطاليا، وهي عضو مؤسس في الاتحاد الأوروبي وثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو. ويأتي هذا التغيير بالنسبة الى الاتحاد الأوروبي، بعد أسابيع فقط من صعود الديموقراطيين السويديين اليمينيين المتطرفين في الانتخابات السويدية”.

وفي المقال الذي حمل عنوان “الحركات الشعبوية تنمو لكنها تنتهي بكارثة”، تركيز على تحذير وزير الخارجية الاسباني خوسيه مانويل ألباريس، من أن الحركات الشعبوية تنمو في الأوقات الصعبة، لكنها تنتهي دائمًا بصورة سيئة. وقال أمام الصحافيين ان “هذه أوقات يسودها الغموض وفي مثل هذه الأوقات، تنمو الحركات الشعبوية دائماً، لكنها تنتهي بالطريقة نفسها، أي بكارثة لأنها تقدم إجابات قصيرة الأجل لمشكلات معقدة للغاية”.

بدورها، أكدت رئيسة الوزراء الفرنسية إليزابيث بورن أن فرنسا ستحرص على الاهتمام بحقوق الانسان وقيمه. ورفضت التعليق مباشرة على الأداء القوي لحزب “إخوة إيطاليا” الذي تتزعمه ميلوني، ولا على “الخيار الديموقراطي للشعب الايطالي”.

أوروبا والأمل في “التعاون البناء”

ولم تعد ميلوني تريد أن تغادر إيطاليا منطقة اليورو، لكنها تقول إن روما يجب أن تؤكد أكثر على مصالحها، وان لديها سياسات تبدو مستعدة لتحدي بروكسل في كل شيء من قواعد الإنفاق العام إلى الهجرة الجماعية. وأعربت الحكومة الألمانية عن اعتقادها بأن إيطاليا ستحافظ على صداقتها المتينة مع أوروبا. وقال وولفغانغ بوشنر نائب المتحدث باسم المستشار أولاف شولتز للصحفيين: “علينا بالطبع انتظار النتيجة الرسمية النهائية لهذه الانتخابات ولكن المستشارة ستشدد على أن إيطاليا بلد صديق لأوروبا ونفترض أن ذلك لن يتغير”.

وأضاف متحدث باسم وزارة المالية أن برلين تتوقع أن تواصل الحكومة الايطالية الجديدة احترام اتفاقية الاستقرار التي تحدد القواعد المالية لمنطقة اليورو. كما شاركت المفوضية الأوروبية أملها في علاقة بناءة مع الحكومة المقبلة في إيطاليا. وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي إريك مامر إن المفوضية تعمل انطلاقاً من مبدأ أن “الحكومات نتاج الانتخابات”.

وفي غضون ذلك، أشاد رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراويكي بـ”النصر العظيم” لليمين الايطالي المتطرف. وعلق على الفوز عبر منصة “فيسبوك” مستخدماً الرموز التعبيرية ليقول إن البلدين أقوى معاً.

بدوره، سارع رئيس الوزراء المجري اليميني فيكتور أوربان الى تقديم التهاني لـ”جورجيا ميلوني وماتيو سالفيني وسيلفيو برلسكوني على الانتخابات اليوم (الأحد)! في هذه الأوقات الصعبة، نحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى أصدقاء يتشاركون معنا الرؤية والنهج أمام التحديات التي تواجهها أوروبا.”

وسعت ميلوني إلى طمأنة أولئك القلقين بشأن افتقارها إلى الخبرة وماضيها الراديكالي في وقت تشهد فيه أوروبا تضخماً شديداً وأزمة طاقة تلوح في الأفق وحرباً في أوكرانيا. وأعلنت أن الناخبين بعثوا بـ”رسالة واضحة” لدعم حزبها لقيادة ائتلافهم اليميني إلى السلطة. وأكدت للصحفيين أنها تلقت من خلال الانتخابات دعوة لقيادة “هذه الأمة وأنها ستؤدي واجبها من أجل جميع الايطاليين وبهدف توحيد الناس وتعزيز ما يوحدهم وليس ما يفرقهم”.

شارك المقال