المرأة والتمرد ضد النظام في إيران

حسناء بو حرفوش

سلط المحلل جوناثان غاير في مثال بموقع “فوكس” الالكتروني، الضوء على “التمرد في الشارع الايراني وعلى رمزية الانتفاضة النسائية ضد أشكال القمع والعنف”. وكتب: “في حالة من التمرد، نزلت الايرانيات إلى الشوارع في أكثر من 50 مدينة في جميع أنحاء إيران وشددن على التنديد بمقتل مهسا أميني الأسبوع الماضي، من خلال حرق حجابهن. وعلى الرغم من أن الشرطة الايرانية زعمت أنها توفيت بعد إصابتها بجلطة دماغية وتعرضها لسكتة قلبية، أصر شهود عيان على أنها توفيت بعد إصابتها بضربات في الرأس.

وبحسب ما ورد، قتل ما يصل إلى 36 شخصاً خلال المظاهرات وقامت الحكومة أيضاً بتقييد الانترنت، لذا قد لا تتضح الصورة بشكل كامل. ومع ذلك، تردد الكلام عن الاعتقالات المتزايدة للمدافعين عن حقوق الإنسان والنشطاء والصحفيين. وبينما تحدى المتظاهرون الحكومة بانتظام في السنوات العديدة الماضية، وأعربوا في كثير من الأحيان عن مظالم اقتصادية، بقيت المرأة محورية في سياسة المقاومة الايرانية منذ ثورة 1979 وما قبلها. أما الجديد في الاحتجاجات الأخيرة فهو تنوع الناس في الشوارع والطبيعة الواسعة للمقاومة الايرانية في المدن الكبيرة والصغيرة.

وخلال المظاهرات التي عبرت في جميع أنحاء البلاد، يهتف المتظاهرون: (امرأة، حياة، حرية). وتركت هذه الكلمات صدى عميقاً لأنها إيجابية وموحدة، حسب ما يعلق الأستاذ في جامعة ساسكس البريطانية، كامران ماتين. وحسب الأخير: يعكس هذا الشعار الثلاثي خيوطاً مختلفة من السخط في إيران. وخلف هذا الشعار، توحدت كل شريحة من شرائح المجتمع الإيراني التي تعاني من نوع من المظالم والتي ترغب في التعبير عن رأيها ضد الحكومة.

ولكن لماذا تقوم النساء الايرانيات بحرق الحجاب؟ تطالب الايرانيات رداً على وفاة أميني، بوضع حد لقوانين الحجاب الالزامية وحرق الحجاب في مظاهر رفض قوية. ولهذا كانوا يهتفون في طهران: (لا نريد الحجاب القسري). وبالتالي، هذا يرتبط بالسبب المزعوم وراء اعتقال أميني من قبل الشرطة. ويحمل فعل الاحتجاج معانٍ متعددة.

في هذا السياق، شبّهت نجار متحدة، أستاذة الدراسات الجندرية والنسوية في جامعة ديوك، صور النساء الإيرانيات وهن يحرقن الحجاب بحادثة حرق حمالات الصدر في الستينيات. حينها، كان لهذا الفعل معان كثيرة في آن واحد: فهو تعبير عن النسوية والتحرر، ولكنه في الوقت عينه تعبير عن رفض أوسع لحرب فيتنام وللرأسمالية. وبالمثل، فإن الصور من المظاهرات في جميع أنحاء إيران خلال الأسبوع الماضي تعكس الاعتراض على الحجاب الإجباري وضد شرطة الأخلاق، ولكن أيضاً على التنديد بسيطرة الدولة التي تضع رقابة على أجساد النساء. فما يسمى بشرطة الأخلاق، وهي وحدة مستقلة موجودة منذ العام 1979، لا تفرض الحجاب فحسب، بل تطبق أيضاً مجموعة متنوعة من القوانين، بما في ذلك التجمعات المختلطة بين الجنسين وحظر شرب الكحول. وخلال أواخر التسعينيات عندما كان محمد خاتمي رئيساً لإيران، شهدت البلاد عدداً من الإصلاحات، لكن خليفته محمود أحمدي نجاد عكسها. وأبقى الرئيس الحالي، إبراهيم رئيسي، الذي يتسم بسياسة محافظة، على مثل هذه القيود وشجع المسؤولين على اتخاذ إجراءات صارمة. وأخيراً، تأخذ السلطات في إيران على عاتقها تفسير القوانين، بشكل ينظر إليه المتظاهرون على أنه عنيف وتعسفي”.

شارك المقال