“جامع” يفرّق وفراغ يحكم

لينا دوغان
لينا دوغان

مع دعوة الرئيس نبيه بري إلى أولى جلسات انتخاب رئيس للجمهورية بحيث يتفرغ مجلس النواب لهذه المهمة، تدخل البلاد عملياً مرحلة الاستحقاق الرئاسي والذي بدأ الحديث به فعلياً منذ ما يقارب الستة أشهر في محاولة للوصول الى الاتفاق على إسم مرشح مقبول من جميع الأطراف، لكن حتى ساعة الاستحقاق لا وجود لأي شخصية متفق عليها في الأفق.

ومع ذلك كله بدأ العد العكسي وبدأ الحديث ببورصة الأسماء المرشحة لمنصب الرئيس وتتركز على شخصيات عدة قديمة مثل: سمير جعجع، سليمان فرنجية، جوزيف عون، جبران باسيل، دميانوس قطار، جهاد أزعور زياد بارود، رياض سلامة، ناجي البستاني وميشال معوض، وشخصيات جديدة مثل: جورج فارس، سمير عساف والسيدتان تريسي شمعون ومي الريحاني، لكن أي إسم من هؤلاء لا يأتي في الصدارة إذ يبقى الغموض الرئاسي سيد الموقف، فإن وُجدت الأسماء يبقى أن نبحث في المواصفات وهنا عقدة العقد.

كل جهة ترسم مواصفات رئيسها، بعض المطالب يقول بضرورة أن يكون من خلفية إدارية ومالية وقانونية يحتاج اليها لبنان خصوصاً في موضوع التفاوض مع صندوق النقد الدولي، ومطلب آخر يتحدث عن مواصفات سيادية إنقاذية وعن رئيس يجمع اللبنانيين، وهناك من يقول بالانتخاب مباشرة من الشعب وبتمثيل شعبي قوي. هذا كله من دون برامج رئاسية تُذكر إلا سليمان فرنجية الوحيد الذي وضع رؤوس أقلام لبرنامجه الرئاسي.

من هنا، هل يمكن الاستنتاج أن الاستحقاق الرئاسي دونه مصاعب قبل حصوله؟

بالعودة إلى أولى جلسات انتخاب الرئيس والتي وافقت كل الكتل على المشاركة فيها وكان لكلٍ موقف: كتلة “الوفاء للمقاومة” قالت إنها ستشارك في الجلسة واعتبرتها جلسة كشف نوايا، مضيفة أن هناك أسماء تدعمها لكن المواصفات هي الأهم.

كتلة “التنمية والتحرير” أعلنت المشاركة ودعمت دعوة بري التي تسرّع الخطى باتجاه الرئيس المقبل.

“لبنان القوي” قال إنه لم يتفق على إسم مرشح على الرغم من مشاركته.

“الجمهورية القوية” يشارك ويحضر إسم مرشح للمعارضة.

نواب التغيير يشاركون من دون إسم.

يعني في النهاية تأمن النصاب ولم يؤمن التوافق على إسم محدد، وتعذر حصول أي مرشح على ثلثي الأصوات وأخفق مجلس النواب في الجلسة في انتخاب رئيسٍ للجمهورية.

الأكيد أننا سنشهد الكثير والعديد من الجلسات المماثلة نتابع فيها حرق الأسماء طالما أولاً أن المسيحيين غير متفقين وبكركي لن تعيد التجربة في لم الشمل على ما يبدو، وطالما أن شروط “حزب الله” بالنسبة الى مواصفات الرئيس لا تزال على الطاولة، وهذا الرئيس يجب أن يكون مقبولاً من الجميع وهذا “الجميع” لا يجمعه جامع، فمن المرجح أن يحكمنا الفراغ أشهراً ندخل معها العام الجديد وطبختنا الرئاسية وإن كانت تنتظر نار التسويات فسنكون آخر المتذوقين.

شارك المقال