باسيل يريد “رئاسة الحكومة” ليستقوي داخل التيار

رواند بو ضرغم

لم يأت الرؤساء الثلاثة في اجتماعهم في قصر بعبدا على الملف الحكومي، ولم يقاربوه من باب الحث على التأليف، إذ كان الهمّ الرئاسي غارقاً في بحر الترسيم وانجاز الاتفاق لاطلاق النفط والغاز.

لا تزال أولوية ثلاثية “حزب الله” – نبيه بري – نجيب ميقاتي عند إنجاز تأليف الحكومة، وولادتها قبل دخول الرئاسة الأولى في حقبة الشغور، وانتشال لبنان من فوضى دستورية تعمّق الأزمات. ولكن شروط رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل تغيرت، وتراجعت وتيرة الايجابية التي كانت تكتنف “حزب الله” بعد دخوله على خط تخفيض سقف مطالب حليفه.

آخر المعلومات الحكومية، وفق مصادر خاصة بموقع “لبنان الكبير” تقول إن باسيل انتقل في المطالب الى تعديل خمسة وزراء في حكومة تصريف الأعمال، منهم وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب ووزيرة التنمية الادارية نجلا الرياشي ووزير السياحة وليد نصار. أما المفاجأة في مطالب باسيل الوزارية فهي استغناؤه عن وزير العدل هنري خوري، وطرحِهِ اسم نقيب المحامين في بيروت ناضر كسبار خلفاً له. وعُلم أن كسبار زار باسيل في اللقلوق والأخير وعده بتنصيبه وزيراً للعدل.

ووفق معلومات موقع “لبنان الكبير” فإن مطلب رئيس الجمهورية ميشال عون بتوزير زينة عدرا بدلاً من نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي رفضه ميقاتي، وتمسك بالشامي لإتمام التفاوض مع صندوق النقد الدولي.

ومع أن ميقاتي لا يزال منفتحاً على التعديلات الوزارية التي يطرحها باسيل، تقول مصادر مطلعة على المساعي الحكومية لموقع “لبنان الكبير” إن الثنائي الشيعي وميقاتي متفاجآن من مطالب باسيل المتدرّجة، اذ بدأ بتعديل اسم أو اسمين أو ثلاثة، ليصل بعدها الى طلب تعديل خمسة. هنا تسأل المصادر: لماذا لا يصار الى تعديل حكومي كامل، بدلاً من الخضوع الى تعديل حصة باسيل المسيحية؟

هذه الشروط الباسيلية وفق المعنيين لا تلغي احتمالية التأليف، وخصوصاً أن نية غالبية الأطراف واضحة بالدفع نحو التأليف، ولكنها حتماً تصعّب المفاوضات الحكومية، وخصوصاً أن نية باسيل مكشوفة عند حلفائه وخصومه، وهي تقضي بتوزير مجموعة حزبية لصيقة به تمكنه من إدارة الحكومة بنفسه وهو خارجها، ولتوطيد زعامته داخل التيار بعد مغادرة الرئيس عون قصر بعبدا وانتقاله الى الرابية. فباسيل يريد تنصيب نفسه حاكماً بأمر البلاد في فترة الفراغ، ولاسيما أنه يعمل على أن لا يُنتخب رئيس للجمهورية إذا لم يكن هو رئيساً، أو إذا لم يدعم “حزب الله” مرشحاً رئاسياً يختاره باسيل بنفسه، يكون من بيته السياسي ليتحكم به طيلة عهده. كما أن باسيل يريد أن يواجه الانقسامات والانشقاقات داخل تياره بتقوية وضعه الداخلي وإظهار نفسه بصورة القوي في ظل الرئاسة الأولى ومن دونها. فهل يخضع ميقاتي لشروط باسيل ويُقدم له ورقة حكومية رابحة تعوّم مستقبله السياسي، بعد أن أغرق البلاد في الانقسامات والأحقاد والانهيارات؟!

شارك المقال