حرفوش بيدق “باسيلي” لعرقلة ميقاتي

إسراء ديب
إسراء ديب

لا يكفّ المرشح السابق للانتخابات النيابية في دائرة الشمال الثانية (طرابلس، المنية والضنية) عمر حرفوش، عن إطلاق الشائعات ضدّ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي يُواجه بدوره حملة انتقادات واسعة تُحمّله مسؤولية الأوضاع الصعبة التي ضربت البلاد. وكانت آخر محاولات “صاحب مبادرة استعادة الأموال المنهوبة” أو “مؤسس مشروع الجمهورية الثالثة” كما تحبّ بعض المواقع الاخبارية أن تطلق عليه، نشره عبر مواقع التّواصل الاجتماعي، صورة زعم فيها أنّ ميقاتي اتّصل به مرّات عدّة، عبر تطبيق “واتساب”، لكنّه لم يجب على اتصالاته المتكرّرة، معلّقاً عليها بالتالي: “ما رديت… خفت يكون جنب شي (اسونسير). ملاحظة: اذا نكر انه اتصل، رح اضطر انشر رقمه”.

وكان حرفوش صرّح في وقتٍ سابق خلال مقابلة عبر “الجديد” أنّ الرئيس ميقاتي “عنده حساسية ضدّه”، في وقتٍ كان اشتعل سجال حادّ مباشرة على الهواء بين حرفوش ومستشار ميقاتي فارس الجميل عبر الـ “أو تي في”، الأمر الذي يُعيد العقبة بين الشخصيتين الطرابلسيتين، والتي عاد ونصبها حرفوش بنفسه أمام العلن من جديد.

حرفوش المتّهم بتقرّبه من “التيار الوطني الحرّ” ورئيسه النائب جبران باسيل، لم يخف قرب برنامجه ورؤيته السياسية أو تشابههما مع رؤية باسيل، لكنّه في الوقت عينه يتمكّن من “خلق” شخصية منفردة له عن التيار البرتقالي، وذلك عبر تأكيده أنّه لا يحمل في برنامجه عنصرية ضدّ أيّ طرف أو طائفة، وهذا ما يُميّزه عن المشروع “الباسيلي” الذي ضرب عرض الحائط بالأساسيات الوطنية التي اهتزّت مع إطلاقه أفكاراً عاد وطرحها حرفوش من جديد للرأي العام، “ليكون مشروعاً مناسباً لترؤس الحكومة الجديدة”.

من هنا، أشارت أوساط طرابلسية لـ “لبنان الكبير” إلى أنّ “حرفوش يطمح الى رئاسة الحكومة أكثر من أيّ نائب منتخب آخر أو أيّ شخصية سنية موجودة على الساحة السياسية أو الديبلوماسية، في ظلّ رغبة عونية تكمن في رغبة هذا الفريق بوجود شخصية مقرّبة من التيار تتولّى رئاسة الحكومة للقيام بمهمّة رسمية صعبة، وهذا ما يُفسّر ظهوره المتكرّر عبر الشاشات أو صوره المنتشرة في الطرقات أو الاعلانات الجديدة التي ظهرت حتّى على الـ (ام تي في) للاعلان عن الجمهورية الثالثة التي يتحدّث عنها”.

ورأت الأوساط أن “مشروع حرفوش لن يستمرّ حين يتوجه رئيس الجمهورية ميشال عون من قصر بعبدا إلى الرابية، فهذه الشخصية التي أكّدت أنّ مستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق سليم جريصاتي كان قد حاربها بلا دليل واضح وقاطع، استقبلها الرئيس عون مرّات عدّة رغماً عنه، وبالتالي لا نغفل عن الفائدة الكبيرة التي يحظى بها حالياً كلّ من يتقرّب من عون الذي كان حمى باسيل الذي بلع الأخضر واليابس في لبنان، وهو ما يسعى إليه كلّ المقرّبين منه خصوصاً قبل موعد رحيله الذي سيُخسرهم أموالاً أو مشاريع كانوا يطمحون اليها وعملوا على تحقيقها في عهده”.

وإذْ لفتت إلى استفزاز حرفوش لميقاتي عبر ذكره بأسلوب لا يمتّ الى الديبلوماسية أو الى الأسلوب السياسي السليم بصلة، شدّدت على أنّ حرفوش مكلّف بهذه المهمّة للضغط على ميقاتي بوضوح، وهي رغبة “باسيلية” استكمالاً لورقة الضغط التي يستخدمها الطرفان سياسياً منذ فترة.

وفي الواقع، لا يُخفي حرفوش تداول اسمه لرئاسة الحكومة أو الضغط على ميقاتي، فقد كان علّل هذا الضغط بـ “الرغبة في الاسراع في تشكيل حكومة”، وذلك نظراً الى كون اسم حرفوش يُشكّل عاملاً مستفزاً لميقاتي، وذلك وفق ما يرى حرفوش ويُصرّح.

أوساط ميقاتي: مجنون يحكي وعاقل يسمع

أما أوساط ميقاتي فنقلت عبر “لبنان الكبير” عدم اكتراث رئيس الحكومة المكلّف بهذه الأقاويل والشائعات، “التي لا تضرّ إلّا بصاحبها”، وقالت: “الرئيس مشغول حالياً بعملية تشكيل الحكومة بالتأكيد، ولا وقت لديه للالتفات الى سذاجة البعض أو أهداف البعض الآخر، فالحكومة التي يسعى إلى تشكيلها الأسبوع المقبل من خلال الخروج من قصر بعبدا منتصراً لاعلان ولادتها لحلّ أزمات مختلفة هي الأهمّ بالنسبة إليه حالياً، لا حرفوش ولا أيّ شخص آخر يُمكنه عرقلة هذا المسار، وبالتالي إنّ الرئيس يُدافع عنه مناصروه أو مؤيّدوه ويردّ الكثير منهم على هذه الشائعات بالتجاهل كحلّ أمثل للتعامل معها”.

أضافت الأوساط: “لفتنا نشره صورة أنّ ميقاتي يتصل به عبر الواتساب، فمجنون يحكي وعاقل يسمع، هل يُعقل لرئيس حكومة سابق وحالي، لديه مليارات أن يتنازل لتصل به الحال الى الاتصال بحرفوش عبر الواتساب؟ ألا يُدرك ميقاتي مثلاً أنّ حرفوش لديه سوابق في نقل الصور أو الدلائل ضدّ أيّ شخصية، وذلك بعيداً عن حرمة الشخصية التي ينشر ضدّها؟ هل يخشى ميقاتي من حرفوش إلى هذه الدرجة، خصوصاً وأنّه بات يُهدّد بنشر رقمه؟ وكأن حرفوش هو الوحيد الذي يحمل هاتف الرئيس ميقاتي الذي تناوله الجميع… كفى استخفافاً بعقولنا وليخيطوا بغير هالمسلّة”.

وشددت على “أننا لن نركّز مع نماذج تُريد عرقلة عملنا باستمرار، فالرئيس ميقاتي هو من سيُشكّل الحكومة حالياً ولا نريد الاكتراث لأيّ موضوع آخر يُهدّد هذه الرغبة الوطنية…”.

شارك المقال