“حزب الله” يدقّ أبواب بعبدا وبري يستنفر

رواند بو ضرغم

من يراقب حراك رئيس مجلس النواب نبيه بري في الأيام القليلة الماضية، يعلم أن بري شغّل محركاته السياسية ومساعيه الحكومية ويضع نصب عينيه إنجاز تأليف الحكومة وسيفعل…

فعلى هامش جلسة مجلس النواب السبت الماضي، التقى الرئيس بري كلاً من الرئيس المكلف سعد الحريري، وبعدها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، وخرج بري يوم ذكرى التحرير ليصارح اللبنانيين بأن المدخل الإلزامي للإنقاذ هو في أن يبادر المعنيون بتأليف حكومة وطنية من ذوي الاختصاص غير الحزبيين، لا أثلاث معطلة فيها لأحد، متماهياً بذلك مع موقف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والمبادرة الفرنسية.

للرئيس بري مبادرة متكاملة وهو باشر في تسويقها وتدوير زواياها لتسلك طريق التنفيذ، هذا ما تؤكده معلومات موقع “لبنان الكبير”، وتعززت مبادرة بري بموقف الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي أعلن أن للحل الحكومي طريقين لا ثالث لهما: الأول في أن يبادر الحريري بزيارة عون، وهذا الطرح غير قابل للتنفيذ قبل التوصل إلى اتفاق أو بالحد الأدنى الحصول على ضمانات بتسهيل التأليف وفقا للدستور ووضوح آلية حل العقبات التي اعترضت تأليف الحكومة، فيبقى الطريق الآخر الذي تحدث عنه السيد نصرالله ويوافق عليه جميع الأطراف، وهو في اللجوء إلى مساعدة صديق، أي الرئيس بري وتفويضه لإيجاد مخرج حكومي، وهذا ما يعني أن “حزب الله” دخل رسمياً على خط التأليف تسهيلاً للمهمة، فمن غير المعقول أن يورط الحزب حليفه الرئيس بري ويكلفه في مبادرة غير مضمونة النتائج، وعليه فإن موقف “حزب الله” اعتُبر إطلاق صافرة التحرك باتجاه حليفه المسيحي أي “التيار الوطني الحر”، حيث لا يكفي أن يدعم “حزب الله” الرئيس بري من غير تحقيق أي شيء ملموس والحصول على تنازلات من باسيل وفرض إيجاد حلول والحد من ممارسته للتعطيل… ولكن كيف؟

معلومات “لبنان الكبير” تؤكد أن “حزب الله” سيتحرك وسيلتقي موفدوه كلاً من الرئيس عون والنائب جبران باسيل للحصول منهما على التنازلات وتحديداً في العقبات المتبقية، على اعتبار أن الثنائي الشيعي أكد أن مشكلة التأليف داخلية بحت و”سوس الخشب منه وفيه”… في المقابل سيتواصل الرئيس بري مع الرئيس الحريري فور عودته من الإمارات للبحث في الشأن الحكومي وللتوصل إلى صيغة مشتركة ومقبولة، وبدأ بري أيضاً بالتنسيق مع نادي رؤساء الحكومات ملتقياً الرئيس السابق فؤاد السنيورة للحصول على أكبر مروحة توافق سياسي دعماً للحكومة المنتظرة.

كل العقبات برأي الفرقاء السياسيين يسهل تجاوزها بإدارة الرئيس نبيه بري الذي يتقن تدوير الزوايا وتذليل العقد، فليست المشكلة باختيار الحقائب أو توزيعها، وحتى إن حقيبتي “الداخلية” و”العدل” لا تعتبران عقبة أمام التأليف لأن الثوابت تحتم بأن لا تجتمع الحقيبتان بيد طرف سياسي واحد، وهذه الثوابت متفق على عدم تجاوزها من قبل جميع الفرقاء. بل تبقى المشكلة الأساسية التي يعمل على حلها الثنائي الشيعي عقبة تسمية الوزيرين المسيحيين من خارج حصة الأحزاب، وإيجاد مرجعية لتسميتهما، يقبل بها الرئيس المكلف من جهة، ولا يمانع عليها النائب باسيل وخلفه رئيس الجمهورية. وهذه العقدة قابلة للحل وإيجاد مخرج لها في الأيام المقبلة، وبدأت المساعي لحلها. وفي الختام، بعد انتهاء المفاوضات والحصول على التنازلات وحل عقدة الاسمين المسيحيين، فإن الرئيس المكلف سعد الحريري على استعداد لزيارة بعبدا وتقديم تشكيلة من ٢٤ وزيراً.

 

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً