انتخابات “مفيدة” وحسابات “بديلة”

فؤاد حطيط
فؤاد حطيط

“لا قيمة لرأي الغرب في انتخاباتنا”… هل كان ممكنا للرئيس – المرشح بشار الأسد أن يقول غير ذلك رداً على “افتراء” هذا الغرب حين اعتبر أن الانتخابات “مزيفة وليست حرة ولا نزيهة؟”.

من حق الأسد، وهو الحاصل حكماً على “بيعة” جديدة “بصماً” من مواطنيه الخاضعين لجبروته، و”رضا” من عرّابه الروسي الذي أحيا نظامه من الرميم فعلاً، و”توكيلاً” من الولي الإيراني الذي حماه من موت وشيك قبل سنوات قليلة… من حقه أن يسحق “رأي الغرب” تحت قدميه، مثلما فعل طويلاً بـ”رأي الشعب” تحت أنظار ومسامع هذا الغرب الذي شمّت أنوفه الغاز الكيماوي الأسدي مرات عديدة وكان دائماً يكتفي بالتنديد الكلامي.

هذه انتخابات في”سوريا”…المفيدة للروسي والإيراني أولاً، ونتائجها مرسومة مسبقاً بقياس المصالح المستقبلية لهذين اللاعبين، إلى حين اكتمال ظروف ولادة “سوريا الجديدة” سياسياً وطائفياً، التي تتطلب مزج هياكل “سوريات” عدة في نموذج واحد تتقاطع فيه مصالح الكل بما في ذلك الولايات المتحدة وتركيا والأكراد والمعارضة السنية.

وكان لافتاً إرسال واشنطن مؤخراً وفداً من الخارجية الأميركية إلى المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في شمال شرق سوريا، في أول فعل لإدارة الرئيس جو بايدن التي لم تكشف حتى الآن أي سياسة مفصلة تجاه سوريا.

وفي الوقت الذي أكدت فيه موسكو بلسان وزير دفاعها سيرغي شويغو أنها تحافظ على اتصالات وثيقة مع واشنطن، على الرغم من الخلافات الجوهرية بينهما حول سوريا، فإن المنطق يفرض الظن بوجود عنوان سوري في المفاوضات الأميركية – الإيرانية في الملف النووي، كما لعناوين إقليمية بارزة أخرى تلعب فيها طهران وتقلق واشنطن وحلفاءها.

اللعب الآن في “سوريا المفيدة” حيث الانتخابات الصورية، التي تتلطى وراءها موسكو وطهران، وفي “سوريا البديلة” حيث الحسابات الأميركية تتراكم على الأرض تحت شعار الاستمرار بمحاربة الإرهاب الداعشي لكن بهدف إبقاء الضغط على الجميع إلى حين “الصفقة الكبرى”.

 

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً