العملية الأمنية في بعلبك الى متى؟

آية المصري
آية المصري

بعد “إسكوبار” البقاع والمحاولات المتكررة على مدار أشهر لإلقاء القبض على أحد أكبر تجار المخدرات والملقب بـ “أبو سلّة”، لم يتوقع أهالي البقاع عموماً، والبعلبكيون خصوصاً أن تعود أجواء المداهمات الى مربعها الأول. فبعد الكثير من الفلتان الأمني في المنطقة، عاشت بعلبك خلال الأيام الأخيرة موجة طويلة من سماع صوت الرصاص الحي الذي كانت أسبابه مجهولة، ولكن من يسكن في هذه المنطقة يعتاد على هذه الأصوات نتيجة البيئة “المتخلفة” المهيمنة عليها.

واستيقظ المواطن البعلبكي منذ ساعات الفجر الأولى أمس، على صوت مروحيات عسكرية تبينّ أنها للجيش اللبناني وتُشارك في العملية الأمنية التي ينفذها بقاعاً. كما استفاق أهالي بلدتي بريتال وحورتعلا والجوار على أصوات الرصاص والقذائف الثقيلة من جراء المداهمات التي يقوم بها الجيش للقبض على الفارين من العدالة، وتخلل هذه العملية الكثير من الاشتبكات العنيفة وجرى خلالها إطلاق قذائف صاروخية ما أدى الى مقتل أحد المطلوبين.

والسؤال: هل تمكن الجيش من إلقاء القبض على المطلوبين؟ والى متى ستستمر هذه العملية الأمنية؟ وما رأي الأهالي بهذه التدابير؟

مصادر أمنية أكدت في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “هذه العملية الأمنية تُحضر منذ فترة طويلة لمنطقة البقاع وتحديداً لبعلبك نظراً الى كثرة مشكلاتها في الآونة الأخيرة، وقد تُرجمت على أرض الواقع، ولن تنتهي هذه العملية هنا”.

فعاليات من أهالي بعلبك – الهرمل أوضحت أن “المشكلات غابت عن بعلبك طيلة فترة البحث عن أبو سلّة، حتى أننا فوجئنا بهذا الاستقرار في المنطقة، ولكن من الطبيعي ألا تدوم هذه الأجواء الهادئة نظراً الى البيئة الخصبة العاشقة للخلافات والمشكلات”. مؤكدة “أننا فور سماعنا بالمداهمات التي تنفذ في بريتال وحورتعلا علمنا أن الأوضاع ستتفاقم وأن هناك عملية أمنية في المنطقة وهذا إيجابي لأننا لم نعد نحتمل المزيد من التوتر والقلق”.

وأشارت الى أن “البعلبكي يعيش أزمات متواصلة نتيجة الأوضاع السيئة في البلاد، وهذا أمر مماثل لكل أبناء المناطق الأخرى. وهذه الفئة التي تحب الخروج على القانون وعدم الاعتراف بقوة الدولة لا تمثل إبن بعلبك الساعي الى تأمين لقمة عيشه بشرف وتربية أولاده وتعليمهم”. وقالت: “كفى إستهزاء وإطلاق أحكام غير صحيحة علينا، نحن نريد أن يُسلم كل مطلوب الى العدالة لأنه يزيد من متاعب المدينة ولا نفتخر به، كما يكفي إعتبار كل بعلبكي خارجاً على القانون، لدينا فئة كبيرة من الشباب وهي خير مثال للأخلاق والثقافة والتعليم”.

وتمنت “أن تستمر هذه العملية الأمنية لأطول وقت ممكن للوصول الى الهدف المرجو منه، وتنظيف المناطق من كل مطلوب وفار من العدالة”، آملة “أن يستقر الأمن في المنطقة وألا يتأذى أي عسكري جراء هذه العملية”.

وكانت قيادة الجيش أعلنت في بيان عبر “تويتر” عن “تدابير إستثنائية للجيش في منطقة البقاع، ومداهمات في بريتال بالاشتراك مع القوات الجوية ومقتل أحد المطلوبين، وجرى إيقاف عدد كبير من المطلوبين بموجب مذكرات توقيف بجرم تصنيع المخدرات والاتجار بها وسرقة السيارات، وقد ضبط معمل للكبتاغون ومعدات لتصنيع المخدرات، وأسلحة وذخائر وعدد من السيارات المسروقة. وسلمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص”.

وأرفق هذا البيان بصور تبيّن كل أنواع الذخائر والأسلحة الثقيلة، اضافة الى أنواع كثيرة من المخدرات والآلآت التي تمكنت قوات الجيش من ضبطها خلال المداهمات.

يبدو أن القرار اتخذ بإلقاء القبض على أكبر عدد من المطلوبين للعدالة من أجل إستقرار الوضع الأمني والابتعاد عن المشكلات اليومية، ولاسيما في بعلبك حيث المواطن متحمس لتوقيف كل مطلوب مُسطر بحقه مذكرات إحضار وجلب.

شارك المقال