الاجراءات الأمنية “تحت مجهر” الطرابلسيين!

إسراء ديب
إسراء ديب

استفاقت طرابلس منذ ساعات على إجراءات عسكرية فاجأت أبناء المدينة براً وجواً تنفيذاً لمداهمات مختلفة شمالاً، إذْ نفذت قوّة من الجيش بدعم من القوّات الجوية، عمليات أسفرت عن توقيف عدد من المطلوبين بجرائم مختلفة، وضبطت في حوزتهم عدداً من الأسلحة والذخائر ومبلغاً من المال. وبعد تسليم هذه المضبوطات الى الجهات المختصّة، تساءل طرابلسيون عن سبب هذه المداهمات المفاجئة والتي بدأت منذ الصباح الباكر وسط انتشار كثيف للجيش بأجهزته وآلياته التي ظهرت جلّياً عند مدخل طرابلس الجنوبي، الأمر الذي أدّى إلى زحمة سير خانقة.

وتُشير مصادر أمنية لـ “لبنان الكبير” إلى أنّ “القوى الأمنية والعناصر العسكرية تقوم بواجباتها مع تضاعف مستوى الفلتان الأمني المتمثل في إطلاق الرصاص العشوائي، إضافة إلى ازدياد عمليات النشل والسرقة أخيراً بصورة كبيرة في مناطق شمالية متعدّدة ومنها طرابلس”.

يُمكن القول إنّ هذه المداهمات لم يشتكِ منها الكثير من الطرابلسيين، بل على العكس تماماً، رحب عدد كبير من أهالي المدينة بها، فيما عبّر آخرون عن قلقهم منها بسبب تخوّفهم من مشهدٍ يُعيد ذكرى تطبيق الخطّة الأمنية “الهشة” في الأعوام الماضية إلى الواجهة من جديد، وهو مشهد يبغضه طرابلسيون نظراً الى شعورهم المتكرّر بانعدام الثقة بينهم وبين المؤسسات الأمنية التي “تُطبّق أمناً جزئياً على مناطق فيما تغفل عن التجاوزات في مناطق أخرى…”، فضلاً عن الكثير من القضايا التي تبقى عالقة بين طرابلس والدّولة بأجهزتها الأمنية المتنوّعة بما فيها الكثير من الغبن والاهمال الكبيرين بحقّ أبناء الفيحاء.

هذه الاجراءات المتأخرة قليلاً، جاءت بعد مرور شهر على اجتماع عقده وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي ومجلس الأمن المركزي وتحديداً في 13 أيلول الماضي، عقب حديثه عن تنفيذ خطة أمنية “مستدامة” لم ندرك فحواها وكيفية تنفيذها حتّى هذه اللحظة، بل اعتبرت أوساط طرابلسية أنّها كانت نتيجة مجرّد لقاء أمني عابر يُشبه غيره من اللقاءات التي اعتادت عليها المدينة، إذْ لم يترافق مع وضع أيّة استراتيجية أمنية تسمح للمواطنين بالارتياح أو تحدّ من الخروق الأمنية التي تحصل يومياً في ساعات الصباح والمساء بلا توقف، ولم تشهد المدينة أيّة تغيّرات تُشير إلى محاولة الحدّ من الفوضى التي كان أوحى مولوي كما قادة الأجهزة الأمنية بالرغبة في ضبطها “بالقوّة”، فلم ير أيّ طرابلسيّ لا قوّة “ولا من يحزنون”، ولم تبسط هذه القوى يدها بسلطتها وقوّتها على المدينة، على الرّغم من قدرتها على ضبط الوضع الأمني بصورة فاعلة.

وأكدت الأوساط لـ “لبنان الكبير” أنّ هذه الاجراءات وعلى الرّغم من فرضها بالقوّة صباحاً، تبقى ضعيفة وغير كافية، “ليس بسبب قدرة العصابات الموجودة شمالاً وقوتها، بل لعدم فرض الأمنيين قوّة مستدامة ومدروسة ترصد مختلف التجاوزات بصورة فاعلة ودائمة، وما يُشير إلى هذا الضعف، إطلاق الرصاص العشوائي الذي ملأ منطقة القبّة ليلاً وأدّى إلى خسائر مختلفة، فكان أشبه بالاستقبال الشعبي الواضح لهذه الاعتقالات، مع مختلف التعدّيات المستمرّة وأبرزها قيام مجهول برمي قنبلة مولوتوف باتجاه صيدلية الأمان في محلّة السرايا العتيقة وفراره إلى جهة مجهولة. وعلى الرّغم من الحديث عن تعقّب الأمنيين لمكانه بغية توقيفه، الا أنّ التجربة في طرابلس تُشير إلى وجود خلل واضح في الخطط وتنفيذها أمنياً”. فيما تتحدّث معطيات حقوقية عن الاشتباه بـ “تورّط جهاز أمني في جريمة التلّ الأخيرة مع عدم الكشف عن التحقيقات التي أثارت ملف الارهاب في طرابلس، وكلّها تفاصيل تُثير الشكوك، الأمر الذي يجب أن يضع تحرّكات الأمنيين الضعيفة مؤخراً تحت مجهر الطرابلسيين وليس العكس، وعلى المواطنين التنبّه الى التوقيت الذي تتحرّك فيه الأجهزة الأمنية والسبب الذي يدفعها إلى التركيز على ملفات وتحرّكات في وقتٍ محدّد وإهمالها في وقتٍ آخر”.

ووفق معلومات “لبنان الكبير”، داهمت مخابرات الجيش اللبناني مناطق طرابلسية عدّة منها باب التبانة بعد إقامة حواجز في مناطق وتنفيذ مداهمات مفاجئة في مناطق أخرى، طالت عائلات عدّة منها: الصباغ، شعبو، شعبان، خرمه… وغيرها.

شارك المقال