عون يعلق “نياشين الانتصار” على صدره!

آية المصري
آية المصري

من منا لا يعرف كيم جونغ أون الزعيم الكوري الشمالي وابن الزعيم السابق كيم جونغ إل الذي اعتبر أنه المخترع الأصلي للهامبرغر؟ كيم جونغ أون أسطورة الأخبار المُفبركة الذي قال عن نفسه انه ألف 1500 كتاب، وبسبب براعته تعلم القيادة بعمر الثلاث سنوات، كما تسلق أعلى جبل في كوريا الشمالية مرتدياً معطفاً طويلاً وحذاءً رسمياً، الى جانب تصريحه بأنه اتصل بمدرب كرة القدم الكوري خلال مباراة كأس العالم ضد البرازيل بهاتف غير مرئي إخترعه بنفسه!. انتصارات هذه العائلة ما بعدها انتصارات بالنسبة اليها، والحال نفسه عندنا لدى “آل عون” الذين نصّبوا أنفسهم الآمرون الناهون في لبنان، كيف لا وهم مخلصو الشعب بأكمله والحل يكمن في العصا السحرية التي يملكها الرئيس ميشال عون وصهره جبران باسيل.

أطل كيم جونغ أون لبنان، ميشال عون، في كلمة مُتلفزة أول من أمس ليعلن موافقة لبنان على إتفاق ترسيم الحدود البحرية بينه وبين إسرائيل، ويتبجح بأن هذا الاتفاق ما كان ليحصل لولا وجوده وصهره الذي كان وزيراً للطاقة والمياه حينها، وأنه “ثمرة مسيرة طويلة بدأت فعلياً في العام 2010 عندما أعدت الوزارة الخطة برئاسة باسيل”. وبهذا يكون عون تجاهل كل من شارك في هذه المفاوضات على مدار السنوات ولاسيما مبادرة الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي أطلقها في العام 2003 واقتصرت على عمليات الاستكشاف وتحديد المناطق التي يمكن تواجد النفط والغاز داخلها. فكيف تقرأ الجهات المعنية خطاب عون؟

الحلو: لدينا عصفورية

العميد المتقاعد خليل الحلو وصف في حديث لموقع “لبنان الكبير”، حديث الرئيس عون بأنه “فارغ”، موضحاً أن “المفاوضات بين لبنان واسرائيل في ملف ترسيم الحدود تعود الى العام 2007، وهذا الاتفاق حدث بضغط أميركي على الجانبين، اضافة الى أن اتصالات الرئيس الأميركي جو بايدن شخصياً بالفريقين هي التي أوصلتنا الى هذا الاتفاق”. واعتبر أن “إسرائيل غير مكترثة للاتفاق لأنها تتكل على قدرتها العسكرية في الردع، اما الجانب اللبناني فيعشق المزايدة ولا يدرك أي خط يريد”، قائلاً: “لدينا عصفورية بكل ما للكلمة من معنى، وبالتالي باسيل أو غيره من الوزراء كان سيأخذ بآراء اللجنة آنذاك وسيوافق عليها، فليسمح لنا فخامته لا يوجد لدينا سوبرمان، ولو كان موجوداً لما عايشنا هذه الأوضاع المزرية في البلاد، وبالتالي لا أحد يعلق نياشين على ظهر أحداث فرضت نفسها”.

وتعليقاً على كلام عون بأن باسيل هو المنقذ، أكد أن “اللجنة التي رسمت النقاط والحدود لا علاقة لها بباسيل، وهي لجنة فنيين والوزير عادةً يصادق على اللجنة ولا يرسم البيانات، ولا أعتقد أن باسيل خبير في الجيولوجيا أو من الذين ينزلون نقاط الاحداثيات على البحر، الا اذا كان يملك شهادة في هذا الموضوع ولا نعلم”.

وأشار الحلو الى أن “هذا الموضوع يعود الى الفنيين الذين وضعوا أمام الوزراء المتعاقبين أربعة خطوط، الخط رقم واحد، الخط رقم 23، الخط 29 الذي رسمته لجنة أخرى وخط هوف”، لافتاً الى أنه “لولا وجود إرادة دولية في هذه المرحلة خصوصاً بعد انقطاع الغاز الروسي عن أوروبا وأزمة المحروقات والركود الاقتصادي العالمي بالاضافة الى زيارة الرئيس بايدن الى السعودية من أجل زيادة الانتاج النفطي كي لا تصبح هناك كارثة اقتصادية عالمية بعدما خفّضت شركة أوبك الانتاج الى مليوني برميل في اليوم، ناهيك عن حرب أوكرانيا، كل هذه العوامل سرعت في الاتفاق لأن هناك حاجة الى الاستقرار في المنطقة وخصوصاً في جنوب لبنان ولكي يصار الى استخراج الغاز والنفط من شرق المتوسط وإمداد أوروبا به لدعم الاقتصاد العالمي، وهذه هي العوامل الحقيقية وراء انجاز الاتفاق”.

روكز: من سيحمي الأموال؟

اما النائب السابق شامل روكز فذكر بأن “هذا الملف يتم التباحث فيه منذ فترة طويلة عبر وفود متعددة”، مؤيداً استخراج الغاز والنفط في أسرع وقت ممكن “لما يؤثر ايجابياً على الاقتصاد ولكن ليس هناك وضوح كامل في بنود الاتفاق، بل الكثير من الغموض وعلامات الاستفهام حوله”.

وقال روكز: “لا أعلم ان كان هذا الاتفاق يُعد انجازاً، فهو غير واضح وكله ثغرات ولكن في حال تمكنا من استخراج الغاز والنفط فهذا سيكون انجازاً لكل اللبنانيين ويدعم مستقبل الأجيال القادمة وسيكون نوعاً من التعويض. والأهم بعد الاستخراج أن نعلم أين ستذهب الأموال، فهل هذه المجموعة التي تستلم البلاد حالياً وهي نفسها من أوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم ستحمي الأموال؟”.

خير الله: عون صاحب البترول

وأوضح الكاتب والمحلل السياسي بشارة خير الله أن “هذا المشروع عمره 11 عاماً باعتراف الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، وأيضاً يعود الى 40 عاماً (إتفاق 17 أيار) الذي جرى أثناء ولاية الرئيس السابق أمين الجميل. والرئيس عون لم يتمكن من أن يأتي بشيء جديد عن اتفاق 17 ايار أو ما قدمته الحكومة أثناء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان وتحديداً المرسوم 6433”.

ورأى خير الله أن “ميشال عون وفريقه بأكمله (عربشوا) على شجرة الخط 29 ونزلوا عنها بضغط أميركي، وبالتالي يحاول اليوم أن ينسب هذا الانتصار اليه والى باسيل كي يتمكن من ازالة العقوبات عن هذا الأخير وليكون رئيساً للجمهورية. كما أن خطابه يجعلنا نعتقد أنه صاحب البترول أو مخترع البارود”.

معظم الشعب لا يتفق مع خطاب الرئيس عون وتحديداً بتنصيب نفسه وصهره أنهما عرابا هذا الاتفاق، ويبدو أنهما يريدان اعتبار هذا الاتفاق التاريخي مع إسرائيل ضمن إنجازاتهما الوهمية ولكن “الشمس طالعة والناس قاشعة”.

شارك المقال