إنقلاب داخل بلدية عرسال… والمحافظ: مستقيلة حكماً

آية المصري
آية المصري

خلافات بالجملة تعيشها بلدية عرسال البقاعية منذ نشأتها في العام 2016، فبعدما كان مجلسها مؤلفاً من 21 عضواً كونها تُعد من أكبر البلديات في لبنان، إستقال منذ حوالي العامين ونصف العام ستة أعضاء ليصبح مجمل العدد 15 عضواً.

ولكن هذه الخلافات لم تنتهِ وتحديداً بين الأعضاء ورئيس البلدية باسل الحجيري، بحيث أقدم ثمانية أعضاء جدد خلال شهر آب الماضي على الإستقالة. هذه الاستقالات لم تؤخذ في الاعتبار، واستهزأ بها عدد كبير من أهالي عرسال لاعتقادهم أن الأمور ستُحل في القريب العاجل وتعود المياه الى مجاريها، ولكن ما لم يكن في الحسبان هذا التصعيد الذي عاشته البلدة في الأيام الأخيرة، اذ زادت الأوضاع سوءاً وباتت هذه الأزمة على ألسنة الجميع.

فما حقيقة ما يجري في عرسال، وهل سيُحل مجلس البلدية فعلاً؟ وما رأي الجهات المعنية والأهالي؟

خضر: إحالة الملف الى “الداخلية”

بعد تداول العديد من المعلومات عن أن محافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر أعلن حل بلدية عرسال صباح أمس، أكد خضر في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “المحافظ لا يملك صلاحية حل مجلس البلدية، ونتيجة الاستقالات الكبيرة التي حصلت بات اليوم عدد الأعضاء المستقيلين أكثر من النصف وبالتالي هذا ما يحُل البلدية”، موضحاً أن “الاستقالات تقدم بها الأعضاء في 19 آب ويومها لم أوافق عليها، لكن المستقيلين أكدوا المضي باستقالاتهم في 8 أيلول، وبحسب القانون أي عضو مستقيل يقوم بتأكيد إستقالته حتى لو لم يقبلها المحافظ تُعتبر بعد شهر نافذة”.

أضاف: “بعد التأكيد على الاستقالات لم أقبلها أيضاً، إفساحاً في المجال للتفاهم والمصالحة بين الأعضاء ورئيس البلدية ولتجنب حل مجلسها، لكن مضت مهلة الشهر وأصبح هناك الكثير من التدخلات والمحاولات لتهدئة الأوضاع، كما تدخل النائب ملحم الحجيري والمفتي السابق الشيخ بكر الرفاعي وتمكنا من جمع الأعضاء مع الرئيس وجلسنا مع بعضنا البعض أكثر من مرة ولم يحصل أي توافق بينهم، وعاودوا الاصرار على عدم الرجوع عن إستقالاتهم، وبالتالي باتت الاستقالات نافذة إعتباراً من 8 تشرين الأول وأصبحت بلدية عرسال حكماً مستقيلة”.

ولفت خضر الى “أننا أحلنا الملف بالكامل في تاريخ 11 تشرين الأول على وزارة الداخلية كي يعلن معالي الوزير بسام مولوي حل البلدية وتكليف المحافظة بتسيير الأمور الى حين انتخاب مجلس بلدي جديد”.

جلسة مسائية من أجل التفاهم

في المقابل، شددت مصادر من بلدية عرسال على وجوب “ألا يحل مجلس البلدية نظراً الى كثرة الأحاديث عن صعوبة إجراء الانتخابات البلدية في القريب العاجل وأن الخيار سيكون التمديد لسنوات أخرى”، متمنية “تحسن الأوضاع وأن تسلك الأتجاه الصحيح”. وأوضحت أن هناك جلسة مسائية ستعقد مع الأعضاء للتوصل الى تفاهم.

ولفت العديد من أهالي عرسال الى أن الاستقالات الأخيرة تعود الى خلافات داخلية عدة، فبنظر المستقيلين طريقة تعاطي رئيس البلدية باسل الحجيري خاطئة على مستوى الخدمات من جهة، ومع الأعضاء الآخرين من جهة أخرى، فهو لا يستمع إليهم ولا يستشيرهم في أبسط الأمور.

واعتبروا أن من غير المنطقي أن يكتشف المستقيلون كل هذه الأمور بعد ست سنوات من العمل مع رئيس البلدية، فهل أنهم لم يتعرفوا خلال كل هذه الفترة الى شخصيته الحقيقية في العمل البلدي؟

المشكلات تكاد لا تغيب عن بلدة عرسال، وآخرها حل مجلس بلديتها شرعياً وقانونياً، فهل ستكون هناك قرارات إستثنائية تعيد شرعية البلدية أم ستشهد الأمور المزيد من العواقب؟

شارك المقال