هل تنجح محاولات باسيل في دق اسفين بين “الثنائي”؟

آية المصري
آية المصري

خلّفت العاصفة المستمرة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري و”العهد القوي” السابق وتحديداً رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، أزمات عدة، وصلت الى جمهوري حركة “أمل” و”التيار” اللذين وقفا وجهاً لوجه يتراشقان الشتائم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ويفاخر جمهور الحركة جهاراً بأنه لم يكن يوماً من محبي الرئيس ميشال عون ولولا نصفه الآخر “حزب الله” لما كان وقف الى جانب العهد في العديد من المواقف والملفات. فهل سيتمكن باسيل من تخريب علاقة “الثنائي” ودق اسفين بينهما؟

“حزب الله” يسعى لتقريب وجهات النظر

مصادر مقربة من “حزب الله” أكدت لموقع “لبنان الكبير”، أن “حزب الله من الأساس مع تنظيم أي خلاف بين حلفائه، وألا تكون هناك سقوف عالية فيه، وفي المرحلة المقبلة سيبذل المزيد من الجهد لتقريب وجهات النظر بين الأطراف”، معتبرة أن “علاقة الحزب بأمل والتيار الوطني الحر إستراتيجية، وبالتالي سيحاول الحزب إيجاد مساحة مشتركة بين الأطراف لخدمة البلد، وسيسعى كي لا يصل الخلاف السياسي الى مستوى خال من السقوف، وأن يكون بادارة معينة”.

وعما اذا كان بإمكان “حزب الله” حل هذه الصراعات القائمة بين الطرفين، قالت المصادر: “بعد تجربة السنوات الست الماضية أكثر نقطة ضعف كانت موجودة هي الصراعات بين الحلفاء، وحزب الله كان معنياً بها وسيحاول تمتين واقع حلف المقاومة مع حلفائها”.

“حلم إبليس بالجنة”

اما الكاتب والمحلل السياسي حسن الدر فرأى أن “تخريب علاقة الثنائي بواسطة باسيل مماثل لحلم إبليس بالجنة”، موضحاً أن “لا مشكلة بين حركة أمل والتيار الوطني الحر، وكل ما في الأمر أن هناك شخصاً أساء الأدب والأخلاق مع الرئيس نبيه بري والناس لديها كرامة. وفي السياسة، التيار الوطني الحر خارج السلطة وهو بمثابة تيار سياسي عادي له ما له وعليه ما عليه، ويجب التعاطي مع الملفات على هذا الأساس”.

وأشار الى أن “الرئيس السابق ميشال عون حاول لدى التوجه الى الرابية أخذ كل بعبدا معه لكنه لا يستطيع فهو رئيس كسائر رؤساء الجمهورية السابقين ولديه كتلة نيابية وشعبية لا أحد ينكر ذلك لكن يتوجب عليه التعاطي على هذا الأساس وهذا حجمه”، لافتاً الى أن “هناك استحقاقاً واحداً اليوم يتعلق بانتخاب رئيس، والرئيس بري دعا الى حوار ورفضه عون، ومن المؤكد أنه سيحاور الكتل الباقية وستأتي الى عين التينة. وموقفه واضح ومعلن بالنسبة الى رئاسة الجمهورية، وبالتالي باتت مشكلة الوطني الحر مع حزب الله، مع العلم أن موقف الحزب واضح بدعمه لسليمان فرنجية بحيث أصبح العمل الحقيقي له هو بين فرنجية وباسيل وليس بين الرئيس بري وباسيل”.

وأكد الدر أن “حزب الله حريص على العلاقة مع الوطني الحر وهذه حاجة وطنية، لكنه سيعمل على تقريب الأجواء وتسيير أعمال حكومة الرئيس نجيب ميقاتي كما ينص الدستور، ولن يفترق هذا الحلف”، واصفاً علاقة “الثنائي” الداخلية بأنها “عميقة جداً”.

لا شيء يدمر علاقة “الثنائي”

في المقابل، اعتبرت مصادر مطلعة أن “كل ما سرّب عن الاجتماع بين السيد حسن نصر الله وجبران باسيل يوحي بانطباع سلبي في علاقتهما بحيث لم ينجح الحزب بعد في إقناع باسيل بمرشحه سليمان فرنجية، وهذا التسريب الذي حصل ينفي امكان دق اسفين بين أمل والحزب”، مشددة على أن “لا شيء يدمر علاقة الثنائي الشيعي، وكل ما يجري عبارة عن لعبة تتقاسمها كل الأطراف وليست هناك مشكلات حقيقية وجدية”.

وأوضحت المصادر أنه “في حال وجود أمر استراتيجي والحزب لديه مشروع معين جدي فسيلزم باسيل وبري به، اما بالنسبة الى القضايا الخلافية في التيار فهي لا تضر الحزب بل يستفيد منها ويلعب دور المصلح والجامع. والرئيسان بري وعون لم يخسرا في هذه اللعبة، وكل طرف قام بشد عصب جماعته وطائفته”.

يتضح من كل ذلك أن علاقة “الثنائي الشيعي” عميقة وستظل أقوى من أي وقت مضى، والحزب سيستمر في لعب دور الجامع بين “الوطني الحر” و”أمل”، ولكن في المقابل لا أحد يضمن “شيطنات” باسيل.

شارك المقال