بخاري في البقاع بين أهله… ومع العشائر “سمن على عسل”

راما الجراح

زيارة طويلة وموسعة قام بها السفير السعودي لدى لبنان وليد بخاري أول من أمس في منطقة البقاع، بدأها من مؤسسة أزهر البقاع بلقاء مع فاعليات المنطقة ومشايخها بحضور النائبين بلال الحشيمي وحسن مراد، ورؤساء بلديات القضاء، وانتقل بعدها إلى البقاع الغربي ليختتمها في زحلة، بعدما كان من المفترض أن تنتهي في بلدة الفاعور للقاء العشائر العربية التي تربطها بالسفير السعودي قرابة دم كما يُحبذ الأخير تسميتها، ولكن تعرقلت الأمور وانسحب الموكب بعد وصوله الفاعور لتقديرات أمنية لدى الفريق الأمني. وسيقوم بخاري بزيارة قريبة إلى الفاعور فالعشائر هم “أهله وناسه” كما يعلم الجميع.

في تفاصيل الزيارة وأهدافها، أُشيعت أخبار غير صحيحة عن أنها جاءت لترجيح كفّة أحد المرشحين لمركز الافتاء في زحلة والبقاع، ولكن في الحقيقة ان الزيارة كانت إستكمالاً لسلسلة زيارات قام بها السفير في شمال لبنان وبيروت وصولاً إلى البقاع ومناطق أخرى في لبنان، وطرح في كل جولاته موضوع أهمية إنتخاب رئيس جمهورية وطني وسيادي ومنفتح. كما تم طرح ضرورة معالجة مسألة إغلاق الحدود السعودية أمام المنتجات اللبنانية والسعودية وطلبت آلية محدّدة في قرار وقف الصادرات من لبنان، وسيعاد النظر بالقرار في وقت قريب عندما تشكل حكومة وتكون هناك آلية لمعالجة المواضيع، ويبتّ بالسياسات عموماً. كما تطرق إلى الدعم الانمائي الذي تحرص عليه المملكة العربية السعودية تجاه لبنان وأن أمن لبنان من أمن المملكة، وباستثناء ذلك لم يكن للزيارة أبعاد لا لانتخابات الإفتاء ولا لإختيار الشخص المناسب في المكان المناسب.

وعن عدم شمل الزيارة قيادات من تيار “المستقبل”، أكد مصدر خاص لموقع “لبنان الكبير” أن “ما يتم الحديث عنه من مقاطعة كوادر المستقبل لجولة بخاري أو استثنائه زيارتنا عارٍ من الصحة، كل ما في الأمر أننا لا نزال تياراً علق عمله السياسي، وأي دعوة أو زيارة ستُسجّل علينا من أي طرف كان، فكان الحضور بصفات شخصية. وبين المستقبل والسعودية علاقة كبيرة وتقرير مصير ونتمنى للمملكة كل الخير”.

الحشيمي: الفتنة لم ولن تمر

وأكد النائب الحشيمي عبر موقع “لبنان الكبير” أن “زيارة السفير السعودي للبقاع ممتازة ولها أهمية كبيرة وتدل على اهتمام المملكة العربية السعودية بأبنائها في لبنان ووقوفها إلى جانبنا. واللقاء معه في زحلة على مأدبة الطعام والتي ضمت عدداً كبيراً من الأطياف السياسية المختلفة للتأكيد على أن السعودية منفتحة على كل ما يصب في مصلحة الشعب اللبناني وهذا البلد الذي عانى ما عاناه في عهد ميشال عون. وأكد السفير على أهمية انتخاب رئيس سيادي، شفاف، إصلاحي، ومنفتح على العالم العربي وهذا ما يهم السعودية، واعتبر أنه في حال إنتخب رئيس بهذه الصفات في المرحلة المقبلة فالمملكة ستقوم بعدة إتفاقات ما يصب في مصلحة الشعب”.

وأشار الى أن “السفير شدد على تطوير الأمور الإنمائية في منطقة البقاع ومعالجتها، وجولته من أزهر البقاع، إلى دار الحنان، ومدرسة الأفروس كوليج، وعلى النواب من مختلف التوجهات، وكأنه يقول للبنانيين عموماً والبقاعيين خصوصاً أن المملكة إلى جانبهم ولن تتخلى عنهم في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، وستُعالج هذه الأمور بإنتخاب رئيس جمهورية يتلاءم ويتلاقى مع الجميع”.

وتوجه الحشيمي الى المبغضين قائلاً: “الذين ينتظرون الفرصة من ثقب الباب لشن حقدهم على السفير بخاري والمملكة يجب أن يعلموا أن السفير يرى في العشائر العربية سنداً له، ويتباهى بها، حتى أنه يهمه أمرها قبل أي أمر آخر، والمملكة السعودية حريصة جداً عليها، وما حصل ليس إلا مجرد قرار اضطراري من الفريق الأمني وهذا الأمر طبيعي جداً والطرفان (سمن على عسل)”.

الغزاوي: السعودية إلى جانبنا

وأشار مدير مؤسسة الأزهر الشيخ علي الغزاوي الى أن “السفير بدأ جولته من أزهر البقاع والتقى العلماء ووجهاء البقاع وأعضاء المجلس الشرعي وقضاة شرعيين ومدنيين، ولا علاقة لزيارته إلى الأزهر بانتخابات الافتاء، ولو كان الأمر كذلك لاقتصرت زيارته على الأزهر فقط، ولكنها كانت موسعة ومُحددة أساساً قبل تحديد الإنتخابات. وزار طرابلس قبلنا وجال على أقطابها، كذلك فعل في البقاع. أما بالنسبة الى ما يُقال وما حصل في الفاعور في ختام هذه الزيارة فنحن نتبنى البيان الذي صدر عن العشائر العربية وعشيرة الحروك والتغريدة التي صدرت عن السفير بخاري، ونحن لا نزيد عنها ولا ننقص منها، ويجب أن يعلم الجميع أنه بسبب تقديرات أمنية غادر السفير، والطرفان قالا كلمتهما وحُلّت الأمور ونحن لن نكون أولى من العشائر لنتكلم في بيانها ولا أولى من السفير لنتكلم عنه”.

وقال: “السعودية إن لم تساعد لبنان مادياً فهي تساعده معنوياً، ولم تكف عن مد يد المساعدة بالمعنى والمبنى لكل لبنان، وقدمت حوالي ٧٠ مليار دولار للبنان وشعبه. بداية المعنى كانت من الطائف، واستمراراً إلى المؤسسات اللبنانية، وعلى سبيل المثال وزارة التربية جميعنا يعلم كم دُعمت من السعودية، وهي دائماً حريصة على دعم وجود لبنان”.

العرّه: الرابط صلة دم

ولفت صاحب أحد فنادق البقاع محمد العره الى أن “زيارة السفير بخاري إستكمالية للزيارات التي يقوم بها في كل مناطق لبنان تقريباً، وقد وعد بزيارة البقاع منذ فترة، وهدفت جولته الى فتح قنوات تواصل مع جميع الأطراف، وهذه ليست المرة الأولى التي يزور فيها البقاع ولكن هذه المرة كانت موسعة أكثر، والسعودية موجودة وبقوة في كل لبنان، واليوم أي رئيس سيتولى رئاسة الجمهورية سيكون هدفه الأول فتح العلاقة مع السعودية”.

وأكد أن “ما حصل في بلدة الفاعور تفصيلي، وهو أمر أمني بحت، ومعروف عن السفير بخاري محبته الكبيرة للعشائر ونضاله الدائم لتبقى في مقدمة المجتمع، وفي كل جلساته يحمل دائماً قضية العشائر وضرورة الوقوف إلى جانبها، اذ يعتبرها أهله وتربطه بها صلة دم وقد ذكر ذلك خلال لقائه شباب البقاع وشاباته ضمن مبادرة جسور”.

شارك المقال