الحزب يسعى لـ”تطيير” ميقاتي… ومعادلة فرنجية مقابل سلام؟ 

آية المصري
آية المصري

لم تنتهِ الصراعات والمنازلات السياسية طيلة عهد ميشال عون وبداية عهد الفراغ، وتحديداً بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل. وهذا الكباش السياسي بدأت وتيرته تتصاعد أكثر بعد توقيع عون قبيل مغادرته قصر بعبدا، مرسوم قبول استقالة حكومة ميقاتي، وهي لزوم ما لا يلزم، وتعبّر عن كراهية العهد السابق وحقده على موقع الرئاسة الثالثة لا سيما وأنه اعتاد شن الحروب على رؤساء الحكومات السابقين. 

وما لم يكن في الحسبان إنضمام حليف باسيل أي “حزب الله” الى هذه الصراعات مع العلم أنه أبدى استياءه من تصرفات باسيل الولادية خصوصاً في ما يتعلق بعدم قبوله بمرشحه الحقيقي رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية. وتتداول المعلومات أن الحزب لا يريد تعيين ميقاتي مجدداً رئيساً لأي حكومة في المرحلة المقبلة، وليقتصر دوره على إدارة مرحلة الفراغ ومن بعدها من الأفضل أن يتفرغ لأعماله الشخصية أو خوض غمار النيابة، لأن رئيس الحكومة المقبلة يجب أن يكون وسطياً وليس من الفئة الميقاتية. 

من هنا تطرح التساؤلات: ما مدى صدقية هذه المعلومات المتداولة؟ وهل فعلاً يريد “حزب الله” الاطاحة بالرئيس ميقاتي؟ مع العلم أن من المبكر التحدث عن مرشح الحكومة المقبلة في ضوء الفراغ الرئاسي الذي لا نعلم كم سيطول أمده. 

المعلومات مستبعدة وخاطئة

مصادر مقربة من “حزب الله” نفت في حديث لموقع “لبنان الكبير” كل ما يجرى تداوله عن أن الحزب لم يعد يريد الرئيس ميقاتي، مؤكدة أن “الحزب لم يقل انه لا يريد تكرار تجربة ميقاتي في المستقبل، وظروف تكليف رئيس حكومة من عدم تكليفه تناقش في وقتها وظروفها”. ولفتت الى أن “الملاحظات حول الرئيس ميقاتي تحكى في الصالونات السياسية ولكن الجزم بأنهم لا يريدونه معلومات مستبعدة وخاطئة، لاسيما وأن هناك أطرافاً اليوم تحدثت عن تسويات جديدة تُطرح في المرحلة المقبلة عبارة عن رئيس الجمهورية سليمان فرنجية مقابل رئيس الحكومة نواف سلام”. 

وأشارت المصادر الى أن “أي رئيس حكومة من حيث المبدأ يجب أن توافق عليه القوى الدولية والاقليمية لا سيما أميركا والسعودية، وبالتالي في حال الوصول الى تفاهم حول رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المقبل ستصوّت كل الأطراف والكتل النيابية والحزب بصورة أساسية، فالسياسة عبارة عن وقائع وكل طرف بحسب حجمه وليس بالعواطف”.

لا معطى يؤكد المعلومات

في المقابل، أكدت مصادر مقربة من الرئيس ميقاتي أن “لا معطيات أو معلومات رسمية حول هذا الموضوع حتى اللحظة، مع العلم أنه يتوجب تحديداً على مجلس النواب الانكباب على موضوع انتخاب رئيس للجمهورية، وفور تحقيق هذا الاستحقاق والوصول الى رئيس جدي على مجلس النواب تسمية رئيس حكومة جديد بهدف التشكيل”، مشددة على أن “هذا الأمر منوط بمجلس النواب وأي موضوع آخر نعتبره نتيجة الكباش الموجود مع باسيل، ولا نملك أي معطى يؤكد هذه الأخبار المتداولة”. 

الحزب ليس صاحب القرار الوحيد

واعتبرت مصادر مطلعة على ملف التشكيل أن “التحدث عن رئاسة الحكومة المقبلة أمر غير منطقي”، مستبعدة “لجوء حزب الله الى هذا المنطق لأن العادة لم تجرِ أن يتحدثوا عن خصومهم بهذا المستوى فكيف اذا كانوا يتحدثون عن الرئيس نجيب ميقاتي؟”. 

وأوضحت أن “غالبية المصادر تحكي أشكالاً وألواناً ولا أحد بإمكانه تأكيد هذه الأقوال سوى من خلال بيان رسمي صادر عن الجهات الاعلامية في حزب الله”، مؤكدة أن “الواجب الأساس اليوم انتخاب رئيس للجمهورية ولنر المواصفات اللازمة وصورة الرئيس المقبل وتوجهاته وانتماءاته الحقيقية ومن ثم نتحدث عن الحكومة. فالحزب فريق واحد من الكتل النيابية وليس صاحب القرار الوحيد والمتفرد به وهناك عدة كتل نيابية تقرر وتحسم الأمر”. 

مع استبعاد ما ينقل عن مصادر مقربة من “حزب الله”، يبدو أن الحزب لن يلجأ في هذه المرحلة الى الإطاحة بالرئيس ميقاتي لاسيما وأنه يتولى صلاحيات رئاسة الجمهوية طيلة فترة الفراغ الرئاسي، لذلك يسعى للتودد اليه، فهل ستشهد المرحلة المقبلة تسوية سليمان فرنجية مقابل نواف سلام؟

شارك المقال