التيار والحزب ينفصلان رئاسياً!

عاصم عبد الرحمن

ميشال معوض، عصام خليفة، لبنان الجديد، ورقة بيضاء وغيرها من الأسماء التي تبرز على مسرح جلسات انتخاب الرئيس الفولكلورية التي تعرض أسبوعياً وأبطالها نواب لبنان المبدعون، إلا أن ما يميز العرض المسرحي هذا الخميس هو إحجام “التيار الوطني الحر” عن التصويت بالأوراق البيض، فهل يقطع طريق التوافق على سليمان فرنجية بالاقتراع لأحد نوابه مرحلياً؟

لا شك في أن جلسة انتخاب الرئيس هذا الأسبوع لن تختلف عن سابقاتها لناحية اكتمال نصاب الجلسة الأولى وتعدد الأسماء الرئاسية داخل صندوقة الاقتراع ليطير نصاب الجلسة الثانية لغايات في نفوس أكثر من يعقوب سياسي.

ومن المتوقع أن يزيد المرشح الرئاسي ميشال معوض من رصيده التصويتي ولكن بلا شك من دون إمكان بلوغه حتى الـ 65 صوتاً مهما انضم نواب جدد إلى قافلة التصويت له.

اسم جديد سيطرحه بعض نواب التغيير والمستقلين الذين سيتوزع تصويتهم بين النائب السابق صلاح حنين أو غيره لا يهم على اعتبار أن للتغييريين اسماً جديداً كل أسبوع، والمؤرخ عصام خليفة.

لبنان الجديد سيحافظ على مكانته بحدود الـ 10 أصوات من نواب تكتل “الاعتدال الوطني” وبعض السُنَّة المستقلين، أما الورقة البيضاء فلا شك في أن منسوبها سيتراجع إلى حدود الـ 35 صوتاً أو أكثر على اعتبار أنها ستنحصر بالثنائي الشيعي و”التكتل الوطني” الذي يمثل المرشح سليمان فرنجية نتيجة تراجع “التيار الوطني الحر” عن التصويت بالورقة البيضاء، وهو ما أعلن عنه كل من النائب جبران باسيل ونائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، كذلك ممارسة التحييد عن لعبة تطيير النصاب لئلا يتهم التيار بالتعطيل والمساهمة في المزيد من التأزم السياسي، بالاضافة إلى سببين هما:

– القول لـ “حزب الله” انه “مش ماشي الحال” ولن نسير بخيار سليمان فرنجية مهما طال أمد الشغور الرئاسي.

– التأكيد أن التيار ماضٍ في خياراته الرئاسية بصورة منفصلة عن إرادة الحزب ورغبته.

أمام هذه المشهدية التصويتية التي يرسمها “التيار الوطني الحر” في وجه “حزب الله” يتحقق هدفان سياسيان للنائب جبران باسيل هما:

– التأكيد على أن ترشح جبران باسيل لرئاسة الجمهورية قائم وسيطرح على بساط النقاش لحظة ولادة الظرف المحلي والخارجي الملائم.

– التأكيد على إلزامية ممر جبران باسيل إلى القصر الجمهوري أمام أي مرشح رئاسي مهما عظمت حظوظه وفق تسوية تجعل منه عراب العهد المقبل.

ومن المرجح أن يصوّت “التيار الوطني الحر” في الجلسة الرابعة لانتخاب الرئيس لأحد نوابه ابراهيم كنعان أو آلان عون على الرغم من عدم حماسة جبران باسيل للاسمين المطروحين، إذ كان يفضل اللعب في الوقت الضائع بإسمَيْ كل من ندى البستاني وسيزار أبي خليل ريثما تنضج ظروفه الرئاسية وفق اعتقاده.

إذاً، ينفصل كل من “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” على خشبة مسرح الجلسة الرابعة لانتخاب الرئيس ليبقى الحزب متمترساً خلف جبهة الورقة البيضاء التي لا تزال تؤكد فشله في نضوج خياره الرئاسي، في حين يبتعد التيار عن حليفه في الخيارات الرئاسية، فهل هي لعبة جديدة يلعبها باسيل علها تأتي به رئيساً أم إسفين آخر يدق في جسد تفاهم مار مخايل؟

شارك المقال