الارتطام الكبير بعد الانهيار

مروان سلام
مروان سلام

لم يعد بمقدور سيد العهد العاجز ولا زمرته إيقاف السفينة، التي قادوها بفشل ذريع منذ خمس سنوات نحو جبل الكارثة، الذي حطموا فيه بحقدهم ركائزها الثلاثية: لبنان الدولة، لبنان الكيان ولبنان الشعب.

فبالرغم من كل نداءات الاستغاثة الحقيقية من الشعب اللبناني التي بدأت منذ ثورة السابع عشر من تشرين وانتفاضاتها، إلا ان غزوة العهد ومعه الأحزاب والتيارات لها والتغلغل فيها لوأدها في المهد كانت تتقدم على ما عداها من مصالح وطنية تمسكاً بالمراكز والمناصب، وإمعاناً في مغانم السلطة والفساد في كل قطاعات الدولة ومؤسساتها التي تحكّم فيها الفراغ والفلتان الإداري من كل حدب وصوب.

وفيما نحن نقتل أمامهم بدم بارد ونبحث فقط عمن يذر التراب فوقنا لنرتاح بعد كل معانتنا الصحية المعيشية المالية والاقتصادية والاجتماعية، نرى أن هناك غياباً مطبقاً لكل الرؤى التي يفترض بها أن تخرجنا من الحفر الآسنة والموحلة التي نعيش بها، نرى أن العهد وسيده العاجز وزمرته ومن لف لفهم من المسؤولين جميعهم من دون استثناء يبحثون عن جنس الملائكة في تشكيل الحكومة أمام أنظار كل دول العالم، التي ليس لديها سوى التهويل في العقوبات، حتى باتت وكأنها هي الأخرى تساعد بشكل أو بآخر بصمتها على إمعان السلطة الفاسدة في ارتكاب المجازر الجماعية بحقنا كمواطنين من دون تدخل رادع أو محاسبة.

ويمعن العهد وسيده العاجز وزمرته بمقولة أن هناك من يريد لهم أن يفشلوا في عامهم الأخير من الحكم، كأنما كانت أعوامهم الأولى مليئة بالبطولات والنجاحات وإغراقنا بالبحبوحة ومهرجانات الفرح المتنقلة.

يتناسون أن سرقة أموالنا في المصارف كانت أمام أعينهم.

يتناسون أن احتياط مصرف لبنان أصبح قاب قوسين أو أدنى من أن يمس ويسرق.

يتناسون أن قطاع الماء والكهرباء دمر وهدم.

يتناسون أن القضاء أصبح قضاءات.

يتناسون أن بيروت دمرت فوق رؤوسنا وقتلوا بإهمالهم من قتلوا من دون حسيب او رقيب.

يتناسون أن قطاع السياحة أصبح سائحاً.

يتناسون أن القتل والسرقات على الرغيف أصبحت من المسلمات الطبيعية.

يتناسون أن الدستور اللبناني أصبح خرقة بين أيديهم بسبب الخروق الكثيرة جداً.

يتناسون أن السلم الأهلي أصبح بخطر أمام لغة الطائفة والمذهبية التي ما زالت في نفوس الزمرة والأزلام والتابعين وتابعي التابعين منهم المتخصصين في نكء الجراح ونبش القبور.

يتناسون أن فلتان السلاح المتفشي بجزر أمنية تخطى ما تبقى من مقومات دولة وهيبتها لتصبح الدويلة متقدمة عليها في التنظيم الممنهج والمبرمج لقضمها.

يتناسون أننا بتنا في عهدهم نبحث بين القمامة عن بطاقة تمويلية أو صندوق إعاشة.

يتناسون أن هناك من يبحث عن فلس الأرملة كي يهاجر لأنهم قتلوا فيه الإيمان بأقل الإيمان بعودة وطن.

وتراهم بعد الانهيارات المتتالية والمتعاقبة، يستنجد العهد العاجز ومعه زمرته برسالة إلى مجلس النواب للبحث عن قشة تكسر ظهر لبنان قبل الارتطام الكبير.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً