نصاب الثلين تاريخي… وطرح الخلاف “لعب ولاد”

محمد شمس الدين

فشل المجلس النيابي في انتخاب رئيس للجمهورية، للمرة الخامسة، ولكن في هذه الجلسة ارتفعت أصوات عديدة تطالب بتحديد النصاب الدستوري لجلسات انتخاب الرئيس، وحصل سجال بين رئيس مجلس النواب نبيه بري، وكل من النائب سامي الجميل والنائب ملحم خلف. وبعيداً عما إذا كان الأمر مذكوراً بحرفيته في الدستور، كيف انتخب رؤساء الجمهورية المتعاقبون، قبل الطائف وبعده؟

الرئيس بشارة الخوري: عقدت جلسة الانتخاب في 21 أيلول 1943، حضرها 47 نائباً من نواب المجلس الـ 55، وفاز الخوري من الدورة الأولى إذ نال 44 صوتاً ووجدت 3 أوراق بيض.

الرئيس كميل شمعون: عقدت جلسة الانتخاب في 23 أيلول 1952، انتخب شمعون رئيساً في الدورة الأولى بعد حصوله على 74 صوتاً من مجموع النواب الحاضرين الـ 76 نائباً (عدد النواب حينها كان 77 نائباً) ووجدت ورقة بيضاء وأخرى باسم النائب عبدالله الحاج.

الرئيس فؤاد شهاب: عقدت جلسة الانتخاب في 31 تموز 1958، أي بعد 8 أيام من بدء المهلة الدستورية للانتخاب، حضر الجلسة 56 نائباً من النواب الـ 66 الذين يشكّلون أعضاء المجلس. لم تسفر نتيجة الدورة الأولى عن فوز شهاب إذ نال 43 صوتاً، بينما نال ريمون إدّه 10 أصوات ووجدت ورقتان بيضاوان وورقة ملغاة. فاز شهاب في الدورة الثانية ونال 48 صوتاً، في حين نال إدّه 7 أصوات، ووجدت ورقة بيضاء.

الرئيس شارل حلو: عقدت جلسة الانتخاب في 18 آب 1964، أي بعد انقضاء 27 يوماً على بدء المهلة الدستورية، حضرها جميع النواب (99 نائباً آنذاك)، وفاز حلو في الدورة الأولى بعد نيله 92 صوتاً، في حين نال بيار الجميل خمسة أصوات، ووجدت ورقتان بيضاوان.

الرئيس سليمان فرنجية: عقدت جلسة الانتخاب في 17 آب 1970 بحضور كامل أعضاء المجلس النيابي الـ99، في الجولة الأولى لم يتخط أي شخص عتبة 2/3 اللازمة، وانتقلت الانتخابات إلى الجولة الثانية، حيث تم الادلاء بأصوات إضافية (كان هناك 100 صوت في الجولة و99 نائباً فقط في المجموع) وبالتالي ألغيت الجولة. في الجولة الثالثة حقق فرنجية فوزاً مفاجئاً على إلياس سركيس، بفارق صوت واحد، 50 مقابل 49.

الرئيس الياس سركيس: عقدت جلسة الانتخاب عند الساعة الواحدة والربع من بعد ظهر يوم السبت 8 أيار 1976، برئاسة رئيس مجلس النواب كامل الأسعد وحضور رئيس الحكومة رشيد كرامي، وغياب 29 نائباً من أصل 99. ونال سركيس المرشح الوحيد في الدورة الأولى 63 صوتاً ووجدت 5 أوراق بيض، وكونه لم يحصل على أكثرية الثلثين، عقدت دورة ثانية وحصل على 66 صوتاً ووجدت 3 أوراق بيض. وانتهت الجلسة عند الساعة الواحدة وأربعين دقيقة أي بعد 25 دقيقة على بدئها وكانت من أقصر الجلسات.

الرئيس بشير الجميل: عقدت جلسة الانتخاب في 23 آب 1982، وافتتحت عند الساعة الواحدة والنصف من بعد ظهر يوم الاثنين في 23 اَب بعد تأخرها عدة ساعات لتأمين النصاب القانوني (62 نائباً)، وقاطعها 30 نائباً مع وجود 7 نواب متوفين. نال الجميل في الدورة الأولى 58 صوتاً والعميد ريمون اده صوتاً واحداً ووجدت 3 أوراق بيض، ولأن المرشح لم يحصل على أكثرية الثلثين أعيد الانتخاب ونال الجميل 57 صوتاً ووجدت 5 أوراق بيض.

الرئيس أمين الجميل: انتخب في 21 أيلول 1982، بحضور 80 نائباً، وحصل على 77 صوتاً.

الرئيس الياس الهراوي: انتخب في 24 تشرين الثاني 1989 في “بارك أوتيل” – شتورة في البقاع بحضور 52 نائباً من أصل 72، ونال 47 صوتاً في الدورة الثانية، ووجدت 5 أوراق بيض، بعد أن فشل في الحصول على أكثرية الثلثين في الدورة الأولى.

الرئيس اميل لحود: انتخب في 13 تشرين الأول 1998 بعد تعديل دستوري لمرة واحدة يتيح لقائد الجيش أن يترشح، وانتخب بإجماع 118 نائباً حضروا الجلسة من أصل 128.

الرئيس ميشال سليمان: انتخب في 25 أيار 2008، بحضور 127 نائباً ونال 118 صوتاً، ووجدت 6 أوراق بيض و3 أوراق بأسماء مختلفة.

الرئيس ميشال عون: انتخب في 31 تشرين الأول 2016، بحضور 127 نائباً وهو كامل عدد أعضاء مجلس النواب بعد استقالة نائب منه، ودامت جلسة الانتخاب أكثر من ساعتين تخللتها أربع دورات انتخابية، انتهت بفوز عون بأكثرية 83 صوتاً في الدورة الثانية، مقابل 36 ورقة بيضاء و7 أوراق ملغاة وورقة باسم ستريدا طوق جعجع.

إذاً تاريخياً، إن كان قبل اتفاق الطائف أو بعده، فإن نصاب الثلثين مطلوب، بغض النظر عما إذا كان محدداً في الدستور حرفياً أم لا، ولم يكن هناك اعتراض على هذا الأمر سابقاً، فلماذا يصر البعض على اختلاق مشكلة فيه اليوم؟ وفي حال كانت الأدوار معكوسة، هل كان سيقبل هؤلاء بتغيير مبدأ النصاب؟ هذا المبدأ اعتمد كي لا يكون هناك تكتل ذو بعد طائفي يفرض رئيس جمهورية بقوة الأمر الواقع، وأصلاً هل من المنطق أن يصبح هناك رئيس جمهورية بأقل من نصف عدد المجلس النيابي؟

في هذا السياق، اعتبرت مصادر مرجعية سياسية في حديث لـ “لبنان الكبير”، أن كل ما يجري اليوم هو حرتقة و”لعب ولاد”، فبدلاً من أن يتحمل النواب مسؤولياتهم، ويتوافقوا على رئيس للجمهورية، يحرتقون إعلامياً كأنهم ينتظرون كلمة السر، على الأرجح من الخارج.

شارك المقال