الفرزلي لـ”لبنان الكبير”: الأنانيات وحدها تمنع التشكيل

هيام طوق
هيام طوق

صحيح أن “تكتل لبنان القوي” يشهد منذ مدة انسحابات للنواب من صفوفه، إلا أن خروج نائب رئيس المجلس النيابي إيلي الفرزلي كان له وقعه على المستوى الوطني كما على مستوى التيار العوني، فهو من أبرز الشخصيات التي خاضت معركة وصول العماد ميشال عون إلى سدة رئاسة الجمهورية، كما كان أحد أركان ما يعرف بـ”مجموعة السبت” التي كانت تجتمع أسبوعياً في الرابية برئاسة عون. لكن على الرغم من ذلك، تمايز الفرزلي عن “التكتل” بأكثر من محطة، ولعل أكثرها خلافية تجسدت بعد ثورة 17 تشرين الأول 2019 وتحديداً في عز الخلاف السياسي مع رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري، حيث أصر حينها على عودة الحريري إلى السراي الحكومي في حين كان “التيار” مع حلفائه يبحثون عن رئيس آخر لتكليفه تشكيل الحكومة.

أما القنبلة السياسية التي أطلقها الفرزلي حين دعا إلى إسقاط النظام بدءًا من رئيس الجمهورية، والى تسليم السلطة لقيادة الجيش، فكانت نتيجتها الطلاق مع “التكتل”.

موقع “لبنان الكبير” تواصل مع الفرزلي الذي كان يتابع لحظة بلحظة مستجدات تشكيل الحكومة واللقاءات التي تعقد في هذا الإطار، لكنه بدا متحفظاً عن إعطاء أي معلومة جديدة عما وصلت إليه الاتصالات، كما رفض بشدة التحدث عن خروجه من “تكتل لبنان القوي” معتبراً أنه “علينا التحدث بالقادم من الأيام وليس في الماضي، والموضوع قد أغلق”. علماً أنه كان صرح في مقابلة إعلامية أنه

انسحب من التكتل “بعدما اشتممت رائحة مخططات تدميرية خلفها باسيل، وكل دول العالم تحمله مسؤولية عرقلة حل الأزمة السياسية”.

وقال الفرزلي: “لا شيء جديداً على صعيد تشكيل الحكومة”، مشدداً على أن “كل ظروف التشكيل متوافرة إلا أنها لا تستطيع أن تجتاح الأنانيات والكيديات”.

ورأى أن “عقد التشكيل كلها داخلية وليس هناك أي أثر للخارج في الأزمة الحكومية. المشكلة داخلية بصورة مثالية، لذلك تحدثت عن الأنانيات والكيديات”، لافتاً إلى أنه ” إذا لم تتشكل الحكومة سننتقل من قعر إلى قعر”.

وعن خروجه من “تكتل لبنان القوي”، قال: “لا أريد التحدث إطلاقاً عن هذه الخطوة لأن الموضوع أصبح وراءنا، ويجب الآن التحدث بالقادم من الأيام وليس بالماضي”.

وأشار إلى “أننا مصرون جداً على إجراء الانتخابات النيابية العامة سنة 2022 في موعدها، ولا يجب أن يبحث أحد في إمكانية تأجيلها، أو خلق ظروف تأجيلها، وهناك جهوزية دولية لتأمينها على أمل ألا يطرأ أي طارئ. علينا أن نبشر بالإيجابيات وليس التشكيك بالسلبيات”.

وعما يتحدث به المحللون عن مصلحة الفرزلي الخروج من “التكتل” للترشح على لائحة “المستقبل” في البقاع الغربي بعد تراجع شعبية التيار البرتقالي، لفت إلى أن ” المصلحة السياسية لم تتغير منذ العام 2005، لكن كان هناك مسار سرت فيه حيث توافرت ظروفه، وقاتلت من أجل إحداث تغيير، واقترحت قانون انتخاب، واليوم كان لدي وجهة نظر لم يُعمل بها”، مشيراً إلى “أنني أدافع عن وجهة نظري كما دافعت بقوة متناهية عن أن رئيس الجمهورية يجب أن يكون ممثلاً للبيئة التي ينتمي اليها كذلك على مستوى رئاسة الحكومة، يجب أن يكون رئيس الوزراء ممثلاً للبيئة التي ينتمي إليها كي نستكمل العقد الوطني ونؤمن المظلة الوطنية في العيش المشترك لأي حكومة قادمة”.

وعن تواصله مع الرئيس المكلف سعد الحريري، لفت الفرزلي إلى “انني أتواصل معه من وقت لآخر، إلا أن الحديث عن الانتخابات المقبلة لا زال مبكراً “لنوصل إلها بنصلّي عليها”.

وأشار إلى أنه “لا يفكر بتشكيل جبهة معارضة مع النواب الذين انسحبوا من تكتل لبنان القوي”.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً