باسيل “يتفرعن” على “حزب الله” ويحرق الجسور مع فرنجية

آية المصري
آية المصري

تناسى النائب جبران باسيل ثلاثية العمامة والعم والصهر، وانطلق بحقده وكرهه على أسياده. وقاحة لا نرى مثيلاً لها سوى لدى “التيار الوطني الحر” وتحديداً رئيسه الصهر الأعجوبة المتعجرف الذي يستغل كل فرصة سانحة أمامه ليطلق نار أحقاده في كل الاتجاهات. ونظراً الى أن وجوده من عدمه بات غير ضروري فهو يفتعل الأزمات ويستغلها تارة لايصال رسائل معينة الى من يختلف معهم في السياسة، وتارة أخرى الى حليفه المقرب.

باسيل لا يريد مرشح الظل رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية وقالها علناً في الصالونات الباريسية، مؤكداً أن لا رئيس يأتي من دون موافقته، ما يوحي بأنه لا “يبتلع” القبول بفرنجية كمرشح رسمي، وأن عقدة القصر الجمهوري والكرسي لم تنتهِ لديه بعد. ولكن من المعروف حتى الآن أن الثنائي الشيعي يريد فرنجية في سدّة الرئاسة ويسعى الى عدم الاعلان عنه كمرشح في جلسات انتخاب رئيس الجمهورية كي لا يحرق اسمه. فهل تسريبات باسيل الأخيرة مفتعلة؟ وهل يريد إيصال صوته ورسائله الى “حزب الله” مع اعتباره أنه لا يمون عليه فعلياً أم أن هناك ضمانات وشروطاً جديدة يضعها على حليفه؟

الكلام الجدي بداية العام

مصادر مقربة من “حزب الله” أكدت في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “لا جدية في التعاطي خلال هذه الفترة كونها فترة أعياد ومونديال، والكلام الجدي دولياً وإقليمياً يبدأ مع بداية العام الجديد”، مشيرة الى أن “جبران باسيل يحرق الجسور بينه وبين سليمان فرنجية ويصعّب بذلك الأوضاع على الحزب، وبالتالي سيحاول رفع شروطه ومطالبه فهو يريد ضمانات معينة من حزب الله تمكنه من تأمين أوراق تخدمه حكومياً وفي مختلف التعيينات نظراً الى كون فرنجية المرشح الجدي لهذه الفترة”.

واعتبرت المصادر أن “مصلحة باسيل مع فرنجية لأنه يبقى أفضل من غيره سياسياً، لكنه لم يتمكن بعد من ابتلاع قبوله بفرنجية كمرشح رسمي في بعبدا”، لافتة الى أن “باسيل يدرك جيداً أن حظوظ فرنجية رئاسياً كبيرة، والمسألة متعلقة بالظرف السياسي وبالميثاقية المسيحية الكبيرة. وبالتالي القوات اللبنانية ستحضر الجلسات ولن تصوّت لفرنجية وكل هذا يجعل أكبر كتلتين مسيحيتين القوات والتيار الوطني الحر لا تريدان فرنجية وهذا سيكون فوق إرادة المسيحيين. لهذا السبب لن يدخل حزب الله من هذا الباب وسيكمل جهوده من اجل إقناع باسيل بخيار فرنجية”.

الأمين: الحزب تهمه الصفقة الخارجية

في المقابل، رأى المحلل السياسي علي الأمين أن “الأساس عند حزب الله هو الصفقة مع الخارج، وكل ما يحدث في الآونة الاخيرة وتحديداً تسريبات باسيل هو ضمن خانة التفاصيل، وفي حال تمكن الحزب من إبرام صفقة خارجية وضمنت له أساسياته يتفق ويعلن عن اسم مرشحه الرسمي فيما بعد”، معتبراً أن “حسابات الحزب دائماً على الخارج وليس في الداخل، وأي حدث داخلي يحتاج الى غطاء خارجي ولا نفع لأي رئيس اذا لم يأتِ الرضا عنه دولياً، لذلك يفتح الأبواب الخارجية ومن خلال هذه الأبواب يأتي الرئيس المناسب ضمن تسوية واتفاق معين، خصوصاً وأن الحزب تهمه مواصفات الرئيس أن يكون سهل المنال ولا يعوقه الاسم”.

ولفت الى أن “جبران باسيل يلعب دوراً لإظهار أنه لا بد من تدخل دولي بطريقة ما لحل الفراغ الرئاسي”. ولم يستبعد “أن يكون باسيل حاملاً في جعبته رسائل من حزب الله لفرنسا، ولا شك في أن لديه شيئاً لينقله الى الفرنسيين وزيارته ليست شخصية”.

أضاف: “الحزب غير معني بتسريبات باسيل الأخيرة وكل هذا عبارة عن وقت ضائع، وبالتالي لا خيار لباسيل سوى حزب الله، لذلك لا يمكن أن يتدلل أو أن يزعج حليفه، وفي المقابل هذا الأخير يخصص هامشاً معيناً لباسيل كونه شخصية مسيحية في صفوفه وكل هذه استعراضات كي يكون أول الحلفاء للحزب”.

شارك المقال