هل خرج بو صعب من التيار؟

عاصم عبد الرحمن

لم يكد يجف حبر العقوبات التي كتبتها الولايات المتحدة بحق رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل حتى وجه النائب الياس بو صعب دعوة إلى السفيرة الأميركية دوروثي شيا إلى المشاركة في العشاء. ربما شكلت هذه المحطة الشعرة التي قصمت ظهر بعير العلاقة بين الياس وجبران. فمتى يخرج نائب رئيس مجلس النواب رسمياً من التيار؟

كما كان متوقعاً، ما إن انتهت ولاية الرئيس السابق ميشال عون حتى طفت الخلافات السياسية والاختلافات في وجهات النظر والمواقف من مختلف القضايا بين الياس بو صعب وجبران باسيل، ولم يعد يشارك في اجتماعات “التيار الوطني الحر”، لا بل ذهب أبعد من ذلك إلى رفضه التصويت بالورقة البيضاء في جلسات انتخاب رئيس الجمهورية كما عمّم رئيس التيار بناءً لرغبة “حزب الله”.

لعب نائب رئيس مجلس النواب دوراً محورياً في إدارة مفاوضات ترسيم الحدود البحرية مع العدو الاسرائيلي من جانب رئاسة الجمهورية، وهو دور كان يدرك باسيل أن غريمه السياسي سيلعبه، ما جعله يخوض حملة ترشيح النائب جورج عطا الله لنيابة رئاسة مجلس النواب كي لا يتولاه بو صعب ويستمر في لعب الأدوار السياسية من موقع سياسي أكبر.

حاول باسيل إدارة حملة انتخابية مضادة ضد الياس بو صعب وابراهيم كنعان لأنه كان على دراية بأن الرجلين لن يقفا خلفه في استحقاق سياسي خصوصاً وأن مرحلته كانت مقبلة على خروج داعمه الوحيد ميشال عون من القصر الجمهوري.

وعلى الرغم من أن جذور بو صعب السياسية هي في أساسها ضاربة في عمق الحزب “السوري القومي الاجتماعي” إلا أنه حاز ثقة مؤسس “التيار الوطني الحر” ميشال عون ولم يحد عن خطه يوماً.

تقول مصادر سياسية في “التيار الوطني الحر” لـ “لبنان الكبير”: “ان النائب جبران باسيل عندما يجري بوانتاجاً لعدد الأصوات في تكتل لبنان القوي ما عاد يحتسب أصوات النواب الياس بو صعب وابراهيم كنعان ومحمد يحيى لأنهم باتوا خارج الطاعة الباسيلية”.

يصوّت اليوم النائب الياس بو صعب للوزير السابق زياد بارود لرئاسة الجمهورية لسببين أساسيين:

1 – رفض الاستمرار في سياسة التعطيل وإطالة أمد الشغور الرئاسي بالتصويت بالورقة البيضاء.

2 – إغاظة رئيس تكتل “لبنان القوي” وإظهار صورته المستقلة في كل القرارات عن جبران باسيل.

لم يرفض بو صعب دعوة نبيه بري الحوارية على العكس من باسيل، ودعا بري إلى جعله تشاورياً كي تلبى الدعوة إليه، فمن الواضح جداً أن ممارسة العمل السياسي التمايزي الذي يؤديه بو صعب في وجه رئيس تكتله المفترض، لا شك تعبير مطلق عن رفض أداء باسيل وممارساته السياسية التي باتت تفقده الحلفاء وتؤدي إلى توسع رقعة الخلافات مع الخصوم لا بل يزيد المسافات في ما بينهم إلى مزيد من الشرخ السياسي والوطني.

إذاً يبدو واضحاً أن بو صعب يغرّد بشكل لا لبس فيه خارج السرب الباسيلي سياسياً ووطنياً وتنظيمياً، لا يستمع إلى إملاءات باسيل في فرض الخيارات السياسية، ويبقى السؤال أخيراً: متى يعلن بو صعب خروجه النهائي من “التيار الوطني الحر”؟

شارك المقال