خدّر العناصر وهرب بـ”توك توك”… المجذوب في البرازيل

راما الجراح

بعد المطالبات بالافراج عنه، ومراعاة وضعه الصحي، واعتصام عائلته في أماكن عدة آخرها أمام قصر العدل، أصبح خالد المجذوب حُراً طليقاً، فاراً من وجه العدالة من غرفة العناية الفائقة في مستشفى تعنايل يوم الخميس ٢٤ تشرين الثاني، من دون أن يلحظه أحد حتى العنصران الموجودان على باب غرفته، وتوجه إلى الباحة الخارجية مرتدياً ملابسه بصورة طبيعية. وأفادت معلومات لموقع “لبنان الكبير” أنه “تم تخدير العنصرين الموجودين على باب غرفة خالد، وخرج بعدها، وهناك شهود على عملية هروبه قالوا انه فرّ بواسطة (توك توك) من المستشفى، وبحسب مصدر خاص لموقع “لبنان الكبير” وصل المجذوب إلى البرازيل بعد منتصف ليل الجمعة مع زوجته منى”.

كنا قد نشرنا قصة خالد، وتابعنا تطوراتها عبر موقع “لبنان الكبير”، وهو رجل أعمال لبناني، عمره ٥٢ عاماً، ومقيم منذ ٣٥ سنة في البرازيل، وخلال زيارته الى لبنان في العام الماضي، وبعدما خرج من عشاء مع زوجته وسيدة سورية الجنسية في مطعم “الشمس” – عنجر، اعترضتهم سيارتان رباعيتا الدفع، وقام مسلحون بإطلاق النار مباشرة على السيدة وسيارة خالد، ونقلت إلى المستشفى مع زوجة خالد التي أصيبت بحالة هلع. وأوقف الأخير بتهمة التخطيط لقتل هذه السيدة، فيما ذكرت المعلومات أيضاً أن المغدورة كانت مقصودة بقرار تصفية من جهة معينة.

وقال مصدر مطلع على قضية المجذوب عبر “لبنان الكبير”: “فوجئنا بخبر هروب خالد من المستشفى، ولم يكن أحد على عِلم بشيء حتى بدأت المداهمات في منطقة غزة، مسقط رأسه، والمعلومات التي نعرفها أنه منذ الساعة الرابعة والنصف تقريباً كان خالد خارج لبنان وقد هرب في اليوم الذي أُدخل فيه إلى العناية الفائقة، وليس كما أُشيع في الاعلام عن هروبه في الحادية عشرة ليلاً من مستشفى تعنايل”.

أضاف: “هناك علامات استفهام كبيرة حول كيفية خروج خالد وهروبه من المستشفى، ولا شك في أنه لا يمكن لأحد أن يساعده من دون مقابل مالي (محرز)، ومن جهة أخرى صحته لم تعد تساعده على تحمل كل هذه المدة من دون محاكمة أو أي إشارة تدل على أن الملف يتحرك كل فترة. وأؤكد أن إخوته وأقاربه لا عِلم لهم بما كان يخطط له، بل على العكس الجميع تمنى لو لم يقم بهذه الحركة لأنها تضره بدل أن تنفعه، ولكن هذا الشخص في مكان معين لا يلام بسبب الضغط الذي يمارس عليه كمريض سرطان وأصيب بفيروس في الكبد من داخل السجن ما شكّل خطورة على حياته وكل فترة ينقل إلى المستشفى بسبب ذلك”.

“صدر قرار مفاجئ يوم عيد الاستقلال بإخراج خالد من المستشفى وإعادته إلى السجن، الأمر الذي أغضبه كثيراً وخصوصاً أن صحته لا تزال غير مستقرة، وفي الوقت نفسه هناك إعتكاف للقضاة ولا أحد يسأل عنه على الرغم من الاعتصامات والمطالبات التي قام بها أهله وأحبابه للإسراع في البت بقضيته” بحسب المصدر الذي اعتبر أن “كل هذه الأمور جعلت خالد يتخذ قرار الهروب ويقوم بتنسيق العملية (عالسكت)! وحتى اليوم وبعد هروبه لا يزال أهله يطالبون بالبت بقضيته، إما البراءة أو المحاسبة، ولا يمكنه أن يبقى خارج لبنان فوالداه كبيران في السن وهما يعيشان فيه، وكذلك أهله وعائلته”.

وأشار مصدر قضائي الى أن “ملف خالد تم النظر فيه استثنائياً على الرغم من الاعتكاف القضائي وذلك نظراً الى حساسية وضعه الصحي، وقد ختمت القاضية أماني سلامة تحقيقها وأحالته على النيابة العامة، إلا أن أحد المدعى عليهم في الدعوى، وهو علي ي. قدم دعوى مخاصمة الدولة عن أعمال القضاة بوجه سلامة، وطلب رفع يدها عن الملف”. وحسب المصادر القضائية هذا يعني أن التأخير ليس من القضاء إنما خلقته الجهة المدعى عليها كي لا يصدر قرار ظني.

أُوقف خالد منذ ١٥ شهراً، وأمضى الأشهر الستة الأخيرة في المستشفى بسبب التشمع الكبدي، ثم فر منه تاركاً وراءه إرباكاً لدى الأجهزة الأمنية، فهل فعلاً هناك صفقة حصلت مع أحدهم مقابل مبلغ مالي كبير لإخراج خالد بهذه الطريقة؟ وهل خرج من مطار رفيق الحريري الدولي أَم عبر الحدود اللبنانية – السورية؟ الأسئلة كثيرة والأيام كفيلة بالإجابة..

شارك المقال