هبة الفيول الايراني “أكذوبة” محور الممانعة

آية المصري
آية المصري

بعد وقاحة محور الممانعة وبروباغندا هبة الفيول الايراني، وما استتبعها من أخذ ورّد وإتهامه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بأنه لا يريد هذه الهبة “المجانية” و”غير المشروطة”، إتضحت الصورة وانكشفت الأكذوبة، وبدلاً من سؤالهم ماذا كان سيحصل لو قبل لبنان بهذه الكميات المجانية من الفيول أويل الكافية للتغذية بالتيار الكهربائي أكثر من خمس ساعات يومياً لمدّة عام كامل، كان الأجدى بهم الاعتراف بأنهم إستغبوا الشعب اللبناني واختلقوا هذه الهبة من أجل شدّ عصب مناصريهم، وألاعيبهم الممجوجة ليست سوى لخلق الشائعات وتصديقها.

وعقب زيارة وفد فني لبناني الى طهران منذ أسابيع للاطلاع على مواصفات الفيول الذي يحتاجه لبنان والكميات التي ستكون متاحة له، أطل أول من أمس المتحدث باسم الحكومة الايرانية علي بهادري جهرمي نافياً “منح لبنان نفطاً بالمجان”، ومعلناً أن “جميع الاجراءات ستتخذ في هذا المجال وفقاً للأعراف الدولية وبما يتوافق مع المصالح الوطنية”.

“سنأتي بالفيول الايراني ونوزعه على جميع المناطق من دون أي تردد”، خطابات ووعود فارغة سبق أن إستمع إليها الشعب اللبناني خصوصاً أنه لا يمكن تناسي عرض عضلات “حزب الله” في موضوع هبة المازوت الايراني العام الماضي، ليتبين بعد ذلك أنها ليست هبة وأن سعره لا يختلف عن السعر في الأسواق الا بفارق بسيط ولم يستفد منه سوى المحطات التابعة للحزب وعدد معيّن من محازبيه. وبالتالي كل هذه الأخبار ليست سوى دعايات فارغة يفاخرون بها إعلامياً من أجل تسيلط الضوء على إنجازاتهم المشابهة للانجازات الوهمية لحليفهم السابق ميشال عون.

من هنا يطرح السؤال: ماذا سيحصل بعد نفي إيران منح لبنان النفط المجاني؟ ولماذا ليس هناك موقف لبنان رسمي من الموضوع حتى الآن؟

الهبة طارت

مصادر مقربة من “حزب الله” أكدت في حديث لموقع “لبنان الكبير” أنه “نتيجة الظرف الداخلي الذي تعيشه إيران فحكومتها ليست معنية أمام شعبها بالقول انها ستقدم هبات الى الدول خصوصاً في ظل المشكلات الاجتماعية التي يعيشها. وقبل هذه الأجواء في ايران كانت هذه الهبة بالفعل مجانية، وفي حال كان يتوجب دفع الأموال فان حزب الله هو الطرف الذي سيدفع مبلغاً قدره 350 مليون دولار على ستة أشهر في حال حصل هذا الاتفاق”، معتبرة أن “المشكلة لدى الطرفين الايراني من جهة واللبناني المتمثل في الرئيس ميقاتي من جهة أخرى، والأسبوع الماضي قال انه استشار مكتب محاماة دولياً أكد له أن أي معاملة بين لبنان ودولة معاقبة مثل إيران سيجعله عرضةً للعقوبات الأميركية، مشيراُ الى أنه غير قادر على تحمل مسؤولية هذه العقوبات وحده”.

ولفتت هذه المصادر الى أن “ميقاتي أكد في جلسة خاصة الأسبوع الماضي أن قرار الموافقة على الفيول الايراني بحاجة الى سلطة تمثل الأطراف كافة التي تأخذ قراراً بتنوع مصدر تعاطيها معها. وكل ما يحكى عن إنتظار الرد الأميركي غير مفيد خصوصاً وأن أميركا لديها طريقة معينة لسير العمل وكل دولة معاقبة تقوم باتفاقات معينة مع أخرى غير معاقبة تعرض الأخيرة لعقوبات. وبالتالي إيران لا مشكلة لديها في أن تبيعنا هذه الكمية من الفيول”.

ميقاتي لن يدفع أموالاً لايران

في المقابل، أوضحت مصادر مقربة من الرئيس ميقاتي أن “هذا الموضوع توقف عند الجانب اللبناني نتيجة حرص رئيس الحكومة على عدم فرض عقوبات أميركية على لبنان نحن بغنى عنها”، مشيرة الى أن “الرئيس ميقاتي راسل الجانب الأميركي من أجل التأكد من أن الفيول الايراني لا يؤدي الى عقوبات تجاه لبنان ولا نزال بإنتظار الرد الاميركي”.

أضافت المصادر: “بعد حديث ممثل الحكومة الايرانية علي بهادري جهرمي ونفيه منح لبنان أي نفط بالمجان، فمن سابع المستحيلات أن يوافق الرئيس ميقاتي على شراء الفيول الايراني خصوصاً في ظل عجزنا عن دفع المبالغ المطلوبة للفيول العراقي. وبالتالي لبنان غير قادر على دفع أية أموال إضافية والأمر سيكون منتهياً في حال كان الفيول غير مصنف في إطار الهبة المجانية”.

يتضح من كل هذا أن إيران امتنعت منذ اللحظة الأولى عن تقديم هبة الفيول الايراني المجاني للبنان خصوصاً وأن الحزب كان بامكانه دفع مبلغ معين في حال تم الاتفاق، ومن الواضح أن هذه الهبة طارت، فالجواب الأميركي على موضوع العقوبات يدركه الجميع مسبقاً، وبالتالي ما يحدث ليس سوى بروباغندا إعلامية لا قيمة لها سوّق لها الحزب من أجل إثارة الجدل والتساؤلات.

شارك المقال