جبران وسورياستان

الراجح
الراجح

يقول الأديب الفلسطيني إميل حبيبي: “السخرية سلاح يهز عروش الظالمين”.

وماذا غير السخرية مما جرى في سورياستان الأسد من انتخابات تأخذنا نتائجها إلى السخرية، لكنها بالحقيقة تراجيديا شعب قُتل وهُجّر وسُرِقت أملاكه وأحلامه، وبانتخابات تساوى فيها تقريباً عدد أصوات الاموات بأصوات “الأحياء”، ومع هذا أرسل جبران باسيل برقية تهنئة لبشار الأسد عقب الإعلان عن فوز الأخير بولاية رابعة وبنسبة 95,1% بالمئة من الأصوات أحياء وأمواتاً.

واعتبر باسيل أن “اعادة انتخاب الأسد رئيساً لسوريا مؤشر على ثقة الشعب السوري به” كَون أبناء الحسكة ومعظم مناطق الشمال السوري وأبناء درعا واللاجئين في تركيا ولبنان وألمانيا والأردن ليسوا من الشعب السوري. وأمل باسيل بأن يقود الأسد ما وصفه ڊ”مسيرة إعادة إعمار سوريا” ربما كما أعاد باسيل وتياره والرئاسة إعادة إعمار المرفأ وما رافقه من دمار لأكثر من نصف العاصمة بيروت… والأهم أن باسيل أراده أن يثبت استقرار سوريا وإعادتها إلى مكانها ومكانتها في العالم العربي وشرق المتوسط خاصة، كي تتساوى سوريا مع ما حققه “العهد القوي” من استقرار ومكانة عظيمة للبنان في العالم العربي خصوصاً من دون نسيان شرق المتوسط والعالم أجمع… وللدلالة على أهمية رسالة باسيل ولتأكيدها أقدم له ولحليفه الأسد قراءة في كتاب “نزلاء العتمة” للروائي الأردني أحمد محافظة

يبدأ الروائي الأردني…

عندما يحوّل الطغاة الحياة إلى موت…

تدور أحداث الرواية على مستويين أحدهما علوي والآخر سفلي، أي بالتوازي بين الحياة والموت حيث تتحول المقبرة إلى مكان يضج بالحياة وصخبها.

الحقيقة هي مسرح الأحداث. الأبطال هربوا من الحياة إلى الموت ليكملوا احلامهم المجهضة وينالوا حرية حُرموا منها في حياة يسودها الطغاة والقتلة والفاسدون.

بطل القصة معتقل سياسي في ظل نظام أمني عربي وقد يكون في مكان آخر، لا أهمية لذلك فالطغيان مدان أنّى كان، فالإدانة للفعل بالمطلق…

ويتوالى السرد فيأخذنا إلى حيث المعتقل، حيث يفقد السجين هويته ليتحول إلى رقم مجرد من إنسانيته. ويصبح الألم هو الزمن الذي يعرفه والوجوه المقنعة هي عالمه. فيصبح الموت هو البديل، ويا لفظاعة هذا البديل… يا لحياة يكون الموت أفضل منها!

المستوى الآخر أي العالم السفلي، عالم المقابر، حيث يتحول فيه بعض الناس إلى وكلاء الله على الأرض فيفرضون رؤيتهم وفهمهم على الآخرين فيفسدون الحياة والموت أيضاً.

أخيراً في رواية “نزلاء العتمة” يظهر الموت موازياً للحياة، وفي الأنظمة القمعية يتحوّل إلى بديل ربما أكثر حرية. وهذا وجع لا ينتهي وفاجعة كبرى…

جبران باسيل اقرأ رواية نزلاء العتمة.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً