خطاب خامنئي يعكس ضعف الداخل والخشية من المنتفضين

آية المصري
آية المصري

لم يكن خطاب المرشد الايراني علي خامنئي غريباً من نوعه لكنه فاجاً عدداً كبيراً من الايرانيين واستفز الكثير من اللبنانيين المعارضين لمحور الممانعة. خطاب يوجه رسالة قاسية الى الايرانيين ويؤكد أنهم أداة يتحكم بها هذا النظام الرجعي والبعيد عن كل محاور الانسانية.

نية هذا النظام لم تكن سليمة منذ البداية ولكن كان واضحاً وضوح الشمس أن لبنان ساحة نفوذ تابعة له، بحيث اعتبر خامنئي ان سياسة إيران الفاعلة في لبنان وسوريا والعراق كانت نتيجتها فشل مخطط أميركا في هذه البلدان. وهذا الكلام ليس الا وقاحة من هذا المحور الذي اعتاد على كتم الأمور وعدم الكشف عنها لكن تراجعه السياسي جعله ينطق بها علناً ليؤكد أنه الآمر والناهي في لبنان ويحتل كل مفاصل الدولة ويتحكم بها حسب أهوائه، في الوقت الذي يعلم كل الشعب المعارض لسياساته أنه أساس الخراب والبلاء في بلدنا.

الأمين: الخطاب دليل ضعف

المحلل السياسي علي الأمين رأى في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “خطاب خامنئي الأخير يؤكد المؤكد وفي حال كان البعض غير مقتنع بأن هناك سيطرة وتحكماً ايرانياً بلبنان بات بامكانه استعادة هذا الخطاب والتأكد من كل ما ورد بداخله”، معتبراً أن “هذا الخطاب يعكس الضعف الموجود اليوم في إيران”.

وأشار الأمين الى أن “إيران باتت اليوم تتحدث بكل صراحة وتخاطب الجميع، وهذا الخطاب يعكس بُعداً تصعيدياً من خلال القول بأنهم موجودون وبالتالي أي تسويات أو حلول تمر عبرهم. كما أن خامنئي يبعث رسائل تصعيدية الى الخارج خصوصاً وأن ايران اليوم منهمكة بوضعها الداخلي المتأزم وقواتها الاقليمية في تراجع مستمر، لهذا السبب خرج عن المعتاد وأكد أنهم موجودون وفاعلون ومؤثرون وكل الأطراف عاجزة عن التحرك من دونهم، وفي حال كان الشعب الايراني المنتفض سيستاء من الأوضاع فيجب أن تروا كيف أن ايران ممتدة في الخارج وحاضرة من خلال قوتها، ولأنهم أقوياء في الخارج يحاولون إضعافنا من خلال مؤامرات داخلية”.

فياض: خامنئي اعترف بالهيمنة علينا

أما الكاتبة والأكاديمية منى فياض فأوضحت أن “ما كنا نقوله في الماضي بأن إيران تحتل لبنان وتهمين علينا وبأننا أسرى لهم ولسياستهم قاله واعترف به خامنئي في خطابه الأخير”. وقالت: “ايران صدّرت الى لبنان الأسلحة، والصواريخ، وفرقة من الحرس الثوري تحت مسمى الجناح العسكري لحزب الله، واضعةً يدها على لبنان بالتسلل واستغلال في بداية الأمر القضية الفلسطنية وحاربت فلسطين وارتد السلاح الذي كان تجاه اسرائيل الى الداخل اللبناني. لقد نجح خامنئي في إسكات الشعب اللبناني لأنه جعل منه الشعب الأفقر على الكرة الأرضية، أدخلوه في انهيار غير مسبوق في التاريخ”.

أضافت فياض: “استخدموا الشعب اللبناني أكياس رمل لكي يحافظوا على سلطتهم عندما تسببوا بحرب 2006، وبالتالي عندما اشتعلت الحرب في لبنان واعتدت اسرائيل كرد على خطف جنودها قال (حسن) نصر الله (لو كنت أعلم) الشهيرة. كنا نحن أكياس الرمل التي دفعت من دمنا واقتصادنا وحياتنا”.

كما بات واضحاً النظام الوحشي الايراني يخشى المنتفضين الذين لم يستكينوا ولم يهدأوا منذ أسابيع، ويحاول بشتى وسائل القمع إسكاتهم وتضليل الرأي العام، اما خطاب خامنئي تجاه لبنان فليس سوى نموذج لمدى تمدد محور الممانعة وسيطرته علينا من خلال “حزب الله” التابع لإيران والخاضع لسياساتها.

شارك المقال