فخامة الرئيس، هل تعلم؟

مارون مارون

بدون مقدّمات ولا مُطوّلات، وبدون شرح لواقع بات يتأرجح بين الجحيم واللظى، الجحيم الذي يحتل الطبقة الثالثة، فيما اللظى يمثّل الطبقة ما قبل الأخيرة، وكلاهما من طبقات جهنم السبع التي شارفنا على ولوجها، وبذلك نكون أول شعوب العالم التي تسلّقت هذه الطبقات بهذه السرعة القياسية، كل ذلك بفضل مجموعة حاكمة ومتحكّمة، تُدعى سلطة، وفي الحقيقة لا تُمارس إلا التسلّط والسطو والفجور والكيد، وهذه بضعة تساؤلات تكاد تكون غيضاً من فيض معاناة شعب لم يعرف طعم الذّل إلا على أيدي حكّام فاقت ممارساتهم كل المحتلين الذي تعاقبوا على اغتصاب هذا الوطن المسكين، وعليه نسأل فخامة رئيس الجمهورية المُنهارة إن كان يعلم أن المستشفيات باتت بلا مواد مخدّرة، وأن الصيدليات بلا أدوية، والمصارف بلا نقود، والمحطات بلا وقود؟

هل يعلم فخامة رئيس الجمهورية المنهارة أن الجامعات بلا طلاب، والمدارس بلا تلاميذ والأساتذة بلا تعليم؟

هل يعلم فخامة رئيس الجمهورية المنهارة أن بيروت خلال الليل تغرق في العتم والسواد، وفي النهار تغرق تحت تلال النفايات؟

هل يعلم فخامة رئيس الجمهورية المنهارة أن خلف جدران المعامل مساحات خالية من العمّال والموظفين والحركة والإنتاج؟

هل يعلم فخامة رئيس الجمهورية المنهارة أن وزارة الطاقة بلا كهرباء، ووزارة المال بلا مال، وأن مؤسسات الدولة يتم إسقاطها الواحدة تلو الأخرى، وأنها بلا قرطاسية وبلا أجهزة كومبيوتر صالحة؟

هل يعلم فخامة رئيس الجمهورية المنهارة أن سدود “ولي العهد” جافة وبلا مياه؟

هل يعلم فخامة رئيس الجمهورية المنهارة أن داخل كل بيت برّادات فارغة وثلّاجات خاوية؟

هل يعلم فخامة رئيس الجمهورية المنهارة أنه بات داخل كل عائلة، مشروع هجرة قيد التحضير؟

هل يعلم فخامة رئيس الجمهورية المنهارة أن داخل كل إنسان تنمو روح متمرّدة وغضب جارف تجاه المجموعة الحاكمة؟

هل يعلم فخامة رئيس الجمهورية المنهارة أنه بدأ عهده بسعر ١٥٠٠ ليرة للدولار، وقد لامس ١٥٠٠٠ ليرة وما يزيد؟

هل يعلم فخامة رئيس الجمهورية المنهارة أن لبنان في عهده بات ينافس السودان وفنزويلا لتَصدّر لائحة أعلى نسبة تَضخّم في العالم؟

هل يعلم فخامة رئيس الجمهورية المنهارة أن الغاية من الأنظمة والقوانين هي تحسين ظروف عيش المواطنين وتحصيل الحقوق لا السطو عليها؟

هل يعلم فخامة رئيس الجمهورية المنهارة أن لسان حال الشعب اللبناني هو الكفر بعهده وبولايته وباليوم الذي دخل فيه قصر بعبدا؟

هل يعلم فخامة رئيس الجمهورية المنهارة أن كل وعوده كانت مزيّفة وغير صادقة، باستثناء وعده بجهنم؟

هل يعلم فخامة رئيس الجمهورية المنهارة أن مرفأ بيروت بات ركاماً وأطلالاً، وأن العاصمة متّشحة بالسّواد لغياب أحبة وأعزاء غابوا لأنهم آمنوا بلبنان الوطن والدولة؟

هل يعلم فخامة رئيس الجمهورية المنهارة أن في العيون دموعاً وبكاء، وفي القلوب جروحاً وآهات، وفي الصدور غصّات وغصّات؟

لكل مَن يسأل، نعم، الرئيس يعلم، إنما الصلاحيات غير وفيرة، وتقتصر فقط على تلقي برقيات تهنئة من النظامين الإيراني والسوري، والرد عليهما بالمثل عند الحاجة، كما وتشمل الصلاحيات الامتناع عن توقيع التشكيلات القضائية، والصلاحية الأهم من كل ما سَبق، تكمن في الجلوس على كرسي متحرك لارتشاف القهوة، إضافة إلى التنزّه في الحديقة، والوقوف في أرجاء القصر والقول: “أنا الجنرال ميشال عون”، أما البقية تفاصيل بسيطة لا قيمة لها ولا علاج إلا في الطبقة السابعة… والسلام

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً