المعارضة… نحو التوافق على اسم بديل؟

هيام طوق
هيام طوق

الى اليوم لا بوادر ايجابية من شأنها أن تؤدي الى انتخاب رئيس للجمهورية وسط تشبث فريق الموالاة بالورقة البيضاء، وفريق المعارضة بالنائب ميشال معوض، ما يعني أن سبحة جلسات الخميس ستطول الى أجل غير معروف.

ومنذ الجلسة الانتخابية الأولى، أصرت قوى المعارضة على لبننة الاستحقاق الرئاسي، رافضة كلياً الحديث عن تسوية خارجية أو انتظار ضوء أخضر ما، وإثبات قدرة اللبنانيين ولو لمرة واحدة على تحمل مسؤولياتهم الوطنية، وإسقاط مقولة ان رئيس جمهورية لبنان هو نتاج توافق خارجي تاريخياً، وبالتالي، تدعو الطرف الآخر الى تبني ترشيح اسم، وتجري الانتخابات بطريقة ديموقراطية، ومن يربح يهنئه الجميع.

وفي ظل الانقسام الظاهر بين قوى المعارضة، وعدم توافقها على اسم معوض، تشير بعض المعلومات الى أن الحوار عاد لينشط بين كتلها وأعضائها لتقريب وجهات النظر، وردم هوة التباين بينهم على أمل التوصل الى أرضية مشتركة أو خارطة طريق يمكن أن تنتج رئيساً خصوصاً بعد اقتناع الجميع بأنه لا يجوز الاستمرار في الستاتيكو القائم بحيث أن الفريق الآخر لم يعلن مرشحه بعد، ويصوّت بورقة بيضاء، وينسحب من الدورة الثانية، ويفقد الجلسة نصابها أي أنه يسيّر الجلسات وفق ما تقتضيه مصلحته. إذاً، الخيارات أصبحت واضحة، واللعبة مكشوفة، وبات عدد من النواب التغييريين يستشعرون خطورة المسار التعطيلي، كما أن الحوار جدي ومتقدم مع كتلة “الاعتدال الوطني”، وهذا ما أكده معوض بعد الجلسة الأخيرة ، قائلاً: “اذا كان هناك حل وطريقة بديلة فنحن مستعدون، ولكن بالشعارات لا نصل إلى رئيس اصلاحي وسيادي، وإذا طُرح أيّ رئيس سيادي إصلاحي يُشكّل إمكاناً لجمع المعارضة أو لتأمين النصاب فأنا مستعدّ شرط ألا يكون رئيساً غير قادر على التغيير”.

وتتحدث أوساط نيابية عن التواصل بين قوى المعارضة الذي لم ينقطع يوماً، “ونحن منذ البداية قلنا اننا متمسكون بترشيح النائب معوض، لكن اذا وصلنا الى حائط مسدود، وتوافقت أطياف المعارضة جميعها على اسم معين، فنسير بهذا الخيار، ولا نزال عند موقفنا، لكن لا بد من التأكيد هنا على وجوب أن تسير الأمور بهدوء، وتدرس الطروحات بروية خصوصاً أن معوض يحظى بما يقارب الخمسين صوتاً، ما يعني أن مسار البحث والتوافق على اسم يتمتع بالمواصفات السيادية والوطنية والانقاذية ليس سهلاً.

على أي حال، فإن لا شيء واضح أو جدي بعد في المسار التوافقي في صفوف المعارضة انما الخيارات لا تزال تدرس في الكواليس على الرغم امن أن بعض النواب قال ان ليس لديه علم بأي أمر يحضّر في هذا السياق، وأكد النائب بلال عبد الله أن “ليس لدي معلومات عن الموضوع، وليس هناك من طرح جدي الى اليوم، وحين يتغير أي شيء في المسار الرئاسي، يظهر للجميع”.

أما النائب وليد البعريني فأشار الى أن “التواصل بيننا لم ينقطع يوماً. ليس هناك من طرح ناضج أو حاضر أو جاهز حتى الساعة. ليس لدينا فيتو على النائب معوض لكن تصويتنا لن يوصله الى سدة الرئاسة حتى لو توافقت كل قوى المعارضة. وكذلك لو توافقت قوى الموالاة، لا يمكنها ايصال رئيس. وبالتالي، نحن محكومون بالتوافق بين كل الأطياف، ويجب فتح الطريق أمام الحل الذي يتجسد بالتوافق، واذا لم يحصل التوافق، فلا حل. لا نريد العرقلة بل نتمنى الوصول الى التوافق على اسم اليوم قبل الغد لتكون طريقه سالكة الى القصر الجمهوري. الى اليوم ليس هناك من اسم يشكل توافقاً بين كل الأطراف”.

وأوضح النائب الياس اسطفان أن “الطروحات لا تزال فردية وليس هناك من أمر جدي مع التأكيد أن مرشحنا لا يزال النائب معوض الى اليوم. نحن نقول منذ فترة ان الاسم الذي تتفق عليه المعارضة، ويكون متمتعاً بمواصفات سيادية واصلاحية وانقاذية، نحن نسير به حتى النائب معوض لن يعارض عليه، وقد عبّر عن ذلك في جلسة الانتخاب الاخيرة”.

ورأى أنه “مهما تغيرت الأسماء وتبدلت الشخصيات، فإن طريقة التعاطي مع جلسة انتخاب الرئيس لن تتبدل لناحية استخدام الورقة البيضاء والشعارات التي لن تصل الى نتيجة أو حل، ولا تخدم مصلحة البلد كما أن سيناريو تطيير النصاب لن يتغير”، مؤكداً أن “معوض مرشحنا حتى اشعار آخر”.

ولفت النائب عبد الرحمن البزري الى أن “نتيجة الجلسات مخيّبة للآمال، ونعلم أن آلية العمل في المجلس وكيفية ضبط التوازنات مرتبطة بالكتل النيابية الكبيرة، لكن هذا لا يعفي المستقلين والتغييريين والوسطيين من ايجاد صيغة أكثر فاعلية للخروج بنتيجة أفضل في انتخابات الرئيس. القوى الوسطى تقترع بأسماء أو عبارات أو شعارات مختلفة ما يعني أن ليس هناك من موقف موحد. علينا مسؤولية كقوى وسطية وتغييرية أن نتخلى عن الشعار لصالح بعض المرشحين الذين نرى فيهم مواصفات جيدة على أمل تحريك المياه الراكدة”.

وقال: “النائب معوض مرشح جدي وحصل على عدد كبير من الأصوات، لكن بعد تكرار الجلسات، يتكرر السيناريو، ويأتي عدد الأصوات متقارباً”. واعتبر أن “على القوى الأخرى أن تبدأ بالتفتيش عن خيارات وبدائل، لكن حتى هذه اللحظة لم يبحث في مرشح بديل أو يتفق على اسم بديل. نحن جاهزون للتواصل مع كل القوى السياسية في المجلس للوصول الى نتيجة ترضي الشعب في الاستحقاق الرئاسي ووقف التعطيل واللغط الدستوري، وعودة انتظام الحياة لأن لبنان أمام استحقاقات، والمواطن لم يعد قادراً على التحمل”.

وشدد البزري على “أننا لم نصل الى مرحلة البحث عن اسم والتوافق عليه، والقوى الوسطية والتغييرية منفتحة على التواصل مع الجميع. يجب الخروج من الستاتيكو القائم من خلال صيغة تكون كفيلة بتقريب أحد الطرفين الينا، وملاقاتنا الى منتصف الطريق”.

شارك المقال