حيدر ناصر… من خدعة “17 تشرين” الى مظلة السوري

آية المصري
آية المصري

مظلة النظام السوري وشعار “تحيا سوريا” سيظلان الملجأ الوحيد لأي نائب علوي، مهما علا شأنه أو حاول الايحاء بأنه مع الثورة ومع إنتفاضة الشعب وقوى التغيير. فالنائب العلوي منضبط ضمن إطار الولاء لسوريا ولرئيسها بشار الأسد ويصعب عليه الخروج حراً طليقاً من أطراف هذا الاطار.

ولدى السؤال عن النواب العلويين في لبنان نجد الجواب بأنهم ضعفاء شعبياً، والقسم الأكبر منهم واضح في انتمائه الى النظام السوري، لكن المستغرب عندما يدّعي مرشح علوي بأنه تغييري ويفضل الترشح على لائحة “إنتفض للسيادة للعدالة” في طرابلس، وهذا ما حصل مع النائب حيدر آصف ناصر الذي حل محل رامي فنج بعد قرار المجلس الدستوري إبطال نيابته.

فالنائب ناصر من لائحة ثورة 17 تشرين في العلن لكن يبدو أنه سينضم الى قوى الممانعة. وهنا يطرح التساؤل لماذا تم التوافق على أنه مقرب من محور الممانعة؟ وماذا عن تحركاته؟

زيارة “العربي الديموقراطي”

مصادر مطلعة أكدت في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “النائب الحالي حيدر ناصر بعيد جداً عن السياسة، وبعد البت بالطعن الدستوري والتأكد من فوزه قصد يوم الأحد الماضي جبل محسن وكانت أولى زياراته الى المجلس الاسلامي العلوي المقرب من سوريا، كما قصد الحزب العربي الديموقراطي التابع لرفعت عيد وهناك صورة تؤكد حضوره يومها في مركز الحزب وخلفه صورة النائب السابق علي عيد”، مشيرة الى أن ناصر قام بزيارة النائب فيصل كرامي وتبادلا التهاني، وبالتالي هو من يبادر تجاه قوى 8 آذار، ويبدو أنه مؤمن بشعار “أمةُ عربية واحدة ذات رسالة خالدة”.

ولفتت هذه المصادر الى أن ناصر ينظم يوم الجمعة المقبل إستقبالاً في “الرابطة الثقافية” احتفالاً بفوزه، وستكون هذه إطلالته الأولى على المجتمع الطرابلسي.

ومن الواضح أن هذا النائب ليس سوى دخيل على قوى التغيير، فقد زار الحزب “العربي الديموقراطي” التابع لسوريا وأخذت له صورة وخلفه النائب علي عيد المعروف بتأييده لنظام الأسد. كما كان لافتاً جوابه حول سلاح “حزب الله” بتأكيده أنه مع كل سلاح ضد إسرائيل، معتبراً أن هذا الموقف واضح من الأساس، وبالتالي بات من البديهي أنه مشروع إنقلاب على الثورة خصوصاً وأن هواه السياسي يوحي بأنه “ممانع” بامتياز، وبالتالي من يمشي في هذا الخط لن يصوّت لمرشح الرئاسة النائب ميشال معوّض الذي يريد نزع سلاح “حزب الله”.

وبعد قرار المجلس الدستوري حضر ناصر الجلسة الأولى لانتخاب رئيس للجمهورية وكان صوته من ضمن الأوراق الملغاة. ثم غادر في الجولة الثانية المجلس وكان ممن طيروا الجلسة، لكنه أوضح أن مغادرته كانت من غير قصد ولم يكن يعلم أن الاجراءات تتخذ بهذه السرعة داخل الجلسة، مع العلم أن أي مواطن يتابع البث المباشر للجلسات يتأكد أن تطيير النصاب يحدث بلمح البصر فكيف اذا كان نائباً يتعاطى الشأن العام ويحضر للمرة الأولى فهل انه لا يتابع واقع الجلسات؟

وما يؤكد هواه الممانع زيارة وفد من الحزب “السوري القومي الإجتماعي” له في طرابلس بحضور والديه، مقدماً له التهاني بفوزه باسم رئيس الحزب أسعد حردان والقيادة المركزية، ولافتاً الى “أهمية وجود نواب في الندوة البرلمانية يعملون بحق من أجل وحدة المجتمع والنهوض به على المستويات كافة، وفي سبيل تعزيز عناصر قوة لبنان وعلاقاته مع عمقه القومي”.

ومن خلال البحث في شجرة عائلته يتبين أن هذا النائب طبيب جراح، والده آصف ناصر كان سفير لبنان السابق في كازاخستان، ووالدته الدكتورة مها خير بيك من الجنسية السورية، أديبة وشاعرة وكاتبة، حاضرة جداً وناشطة في سوريا، وميولها قريبة من النظام السوري وليست بمعارضة، وأخوه محام، وهم ناشطون في الخدمة الاجتماعية والطبابة على عكس غيابهم عن الساحة السياسية.

بعد ثورة 17 تشرين وأثناء التحضير للانتخابات النيابية في طرابلس إنضم حيدر ناصر الى لائحة “انتفض للسيادة للعدالة”، وعلى الرغم من كثرة الخيارات حول المرشحين للمقعد العلوي لكن رئيس اللائحة النائب السابق رامي فنج إختاره وفضله على كل الباقين، مع العلم أنه بعد نتائج الانتخابات وحصول ناصر على 331 صوتاً انتفض على لائحته وقدم الطعن برئيسها فنج الحاصل على أكثر من خمسة آلاف صوت.

يتظهر من كل ذلك أن هذا النائب المتخفي في عباءة الثورة والذي صوّت له 331 شخصاً فقط، خاض معركته الانتخابية تحت شعار المجتمع المدني واليوم بعد ضمانه المقعد النيابي أراد تبيان وجهه الحقيقي. ويبدو أن التغييريين خدعوا به في فترة الانتخابات أو أنهم لم يقوموا بواجبهم على أكمل وجه ولم يدركوا أنه لا يشبههم.

شارك المقال