صحيفة فرنسية: هل يحسم الاتفاق النووي قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية؟

حسناء بو حرفوش

تساءل موقع صحيفة “لو جورنال دي ديمانش” (lejdd) الفرنسية حول إمكانية الانتهاء من المفاوضات النووية والتوصل إلى اتفاق قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية المرتقبة في 18 حزيران. ولفت إلى أن الاتفاق يرتبط في جوهره بمدى استعداد إيران للعودة إلى المربع الأول والالتزام الكامل بالامتثال للقيود المفروضة عليها.

ويطرح المقال الموقع بقلم فرانسوا كليمنصو، علامات استفهام حول مدى استعداد الأطراف للتوصل إلى اتفاق قبل شهر آب وهو الموعد الذي يفترض أن يتولى بحلوله الرئيس الإيراني الجديد منصبه. وبحسب المقال، “قد تبدو الملاحظة التي أدلى بها أحد المشاركين في مفاوضات فيينا حول الطاقة النووية في معرض تأكيده أن الوقت لا يلعب لصالح أحد، متشائمة ولكنها توصل الرسالة بوضوح. ففي غضون أحد عشر يوماً، من المرتقب أن يمضي الإيرانيون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيسهم الجديد، وبالنظر إلى المرشحين المختارين مسبقاً لخلافة الرئيس الحالي، الإصلاحي حسن روحاني، تعد كل المؤشرات بتولي مرشح محافظ سيتولى مقاليد البلاد من بعده لمدة أربع سنوات.

وههنا يطرح السؤال الآتي: هل يعني ذلك أن الحكومة الإصلاحية ما زالت قادرة قبيل نهاية السباق على توقيع اتفاقية تضع حداً لانتهاكات إيران بالتزامن مع السماح برفع العقوبات الأميركية التي فرضها دونالد ترامب عندما قام بتمزيق الاتفاقية منذ ثلاث سنوات مضت؟ بعد خمس جولات من المفاوضات التي انطلقت في نيسان الماضي، بدا مندوب الاتحاد الأوروبي المشارك في المفاوضات، الإسباني إنريكي مورا، مقتنعاً هذا الأسبوع بأن النتيجة تقريباً في متناول اليد. لكن موقف زملائه الفرنسيين والألمان والبريطانيين، لم يكن سيان ناهيك عن انزعاجهم من مثل هذا اليقين. وفي هذا السياق، أعرب مصدر مطلع يوم السبت عن “شعور بالوضوح اللازم لاتخاذ قرار نهائي”، وكله إدراك بأن “فرصة سانحة على وشك أن تفقد” بانتهاء الفترة الرئاسية. وعلى الرغم من كل شيء، يعرف المفاوضون جيداً حقيقة السلطة في إيران. وبمجرد انتخاب الرئيس الجديد في طهران، لن يتولى منصبه حتى بداية آب المقبل، ويبقى قرار التوقيع على اتفاقية محتملة من عدمه، منوطاً بضوء أخضر من المرشد الأعلى علي خامنئي.

البرنامج الباليستي في الواجهة

ويدور السؤال الحقيقي حول جوهر الاتفاقية، فهل يبدي الإيرانيون استعداداً للعودة إلى المربع الأول وحظر جميع أنشطة الانتشار النووي والسماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالوصول الكامل إلى مواقعهم؟ ومن جانبهم، هل يبدي الأميركيون استعداداً لرفع كل العقوبات عن إيران أو حصرها بالبعض فقط وبأي وتيرة؟ وماذا عن “التزام” إيران بشكل “مواز ومتزامن” بالتفاوض لاحقًا على برنامجها الباليستي، نزولاً عند إرادة الغرب؟ في ظل هذه الشروط والتساؤلات، سيجتمع المفاوضون اعتبارًا من يوم الخميس المقبل في العاصمة النمسوية إذا شعروا بالثقة من قدرتهم على النجاح، في الجولة السادسة من المحادثات. هذا وخصوصاً أن الأمر مرتبط بمستقبل أمن الشرق الأوسط ومصداقية الأطراف تجاه تعهدهم بضمانه”.

مرحلة حاسمة

هذا واعتبرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن المفاوضات دخلت مرحلة “حاسمة”، محذرة من العواقب الوخيمة على عملها والتي تترتب على الفشل في التوصل إلى ااتفاق. ونشرت وكالة “بلومبرغ” أنباء عن “تقليص عمل مفتشي الوكالة في إيران بصورة أكبر في حال لم يصل الأطراف إلى اتفاق بحلول أجل اتفاقية المراقبة المؤقتة المعمول بها حالياً والتي تنتهي بـ 24 حزيران، مشيرة إلى عدم تعاون إيران مع تحقيقات الوكالة الدولية للطاقة الذرية المتعلقة بالعثور على جزيئات يورانيوم صناعي التي تعود لعقود في مواقع عدة غير معلنة.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً