“حزب الله” يفضّل علاقات “جيدة” بين ايران والسعودية

آية المصري
آية المصري

بعد لقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والأجواء الإيجابية التي طغت على هذا اللقاء، يحكى عن عودة لبنان الى حضنه العربي الذي لطالما إفتقده خصوصاً بعد سياسة “حزب الله” المدمرة للعلاقات مع دول الخليج ولا سيما المملكة العربية السعودية.

والجديد ما أعلنه وزير الخارجية الايراني أمير حسين عبداللهيان عن اجرائه “حديثاً ودياً” مع نظرائه في دول الجوار، على هامش قمة “بغداد 2” التي عقدت في الأردن، مؤكداً أن بلاده مستعدة للتوصل إلى اتفاق مع القوى الغربية في شأن ملفها النووي “إذا راعت خطوطنا الحمر”. وأشار الى أن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، أبدى خلال لقاء جمعهما، إستعداد بلاده لاستمرار الحوار مع إيران، المقطوع منذ فترة.

وبحسب أوساط معنية فان إيران جاهزة لاستئناف العلاقات مع السعودية وسترحب بذلك، وفي المقابل نرى أن محور الممانعة بدأ يروّج لاجتماع رباعي يضم الولايات المتحدة، فرنسا، السعودية وقطر في باريس، للبحث في الملف الرئاسي اللبناني وأسماء المرشحين المحتملين للرئاسة. واعتبرت الأوساط أن “هذا الاجتماع ليس سوى معرفة لمحصلة الجهود القطرية وهل بإمكانها كسر هذا الجمود السياسي في لبنان أم أنها بحاجة الى المزيد من المحادثات، ومن الواضح أنها بحاجة الى الكثير من التشاور بعد ولم تصل الى انجاز أي اتفاق على رئاسة الجمهورية اللبنانية”.

مع كل هذه التطورات، هل يعود التواصل بين ايران والسعودية بعد تصريح عبد اللهيان؟ وهل لهذه العودة إنعكاسات معينة على لبنان؟ وهل “حزب الله” مهتم فعلاً بإعادة العلاقات مع البلدان العربية وتحديداً السعودية في هذه المرحلة؟

مصادر مطلعة على سياسة “حزب الله” أكدت عبر موقع “لبنان الكبير” أن “الحوار بين ايران والمملكة العربية السعودية وتنظيم الخلاف والتعاون بينهما ينعكس ايجاباً على المستوى الاقليمي وعلى لبنان تحديداً”، مشيرة الى أن “الحزب يفضل العلاقة جيدة بين القطبين الايراني والسعودي لتنعكس إيجاباً علينا، والحزب يتعاطى بواقعية شديدة بعد 17 تشرين، بمعنى أن خيار رئيس الحكومة السابق حسان دياب فشل لأنه لم يكن لديه زخم عربي ودولي، وبالتالي ذهب الحزب الى تكليف رئيس غيره وهذا ضمناً يدل على التعاطي الواقعي مع مركز رئاسة الحكومة ومع الراعي العربي لهذا المركز والمتمثل بالمملكة العربية السعودية”.

وبالنسبة الى تأكيد الكتاب التابعين للمحور أن الحزب مع اتفاق الطائف، لفتت هذه المصادر الى أن “الحزب لم يكن ضده يوماً، والثنائي الشيعي لا يملك رؤية لنظام أو صيغة جديدة أو طموحاً لتغيير اتفاق الطائف وهذا يدل على واقعية سياسية وفهم لأهمية هذا الاتفاق كتسوية بين اللبنانيين، والمطلوب اليوم تسوية كبيرة داخلية وخارجية تحت ظل الطائف بحيث تكون أكبر من اتفاق الدوحة وأقل من اتفاق الطائف”.

ورأت مصادر معارضة لسياسة “حزب الله” أن “الحزب في هذه اللحظة السياسية يريد أن تعود العلاقة بين لبنان والمملكة العربية السعودية لكن ضمن شروطه، بحيث لا يريد الذهاب الى التصعيد مع المملكة، ولذلك نرى صحافيين ومحللين سياسيين تابعين لمحور الممانعة يكتبون في الآونة الأخيرة عن أن الحزب مع اتفاق الطائف واستعادة العلاقات العربية ومناقشة الاستراتيجية الدفاعية، وبالتالي كل هذا الكلام لاعادة الروح الى العلاقة مع السعودية وهل ستجيب أم لا؟ هذا أمر آخر”، متسائلة: “هل المملكة ستوافق على هذا الطلب وتستجيب له؟ لا أحد يستطيع البت بهذا الموضوع سوى الطرف السعودي”.

اما الكاتبة والأكاديمية منى فياض فاعتبرت أنه “في حال وافقت السعودية على إستكمال المباحثات مع إيران فسينعكس ذلك إيجاباً على لبنان مما يؤدي الى الإتيان برئيس للجمهورية لا يكون ضمن أي طرف معين وعلى سبيل المثال قائد الجيش جوزيف عون”.

وأعربت عن عدم تفاؤلها بكل ما يحدث “خصوصاً وأن ايران قادرة على منع انتخاب رئيس ما يشكل ضغطاً أكبر ويضر بمصلحة الحزب ضمنياً”، مشيرة الى أن “ايران طلبت التحدث مع السعودية والمباحثات في ما بينهما لم تتوقف منذ فترة طويلة، والواضح أن الدول العربية ستتشدد في وجه ايران”.

محور الممانعة بات على ما يبدو مقتنعاً ضمنياً بأن لا مفر من عودة لبنان الى حضنه العربي وخصوصاً المملكة العربية السعودية، وإيران من جهتها تسعى بكل ما لديها من نفوذ الى عودة علاقتها مع السعودية لا سيما وأنها تمر في فترة صعبة وإنقلابات داخلية وشعبية، فهل ستنجح في إقناع السعودية بضرورة إستكمال المشاورات بينهما؟

شارك المقال