“حرب النجوم” مستمرة… باسيل يحاول تجميع شعبيته بمهاجمة ميقاتي

آية المصري
آية المصري

حروب البيانات لا تكاد تنتهي على الساحة السياسية، وبدلاً من إيجاد الحلول بأسرع ما يمكن للخروج من وطأة الإنهيارات والأزمات المتتالية يهتم “التيار الوطني الحر” وحاشية بعبدا السابقة بإثارة الجدل ولفت الانتباه من خلال هذه الحروب عبر وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.

حروب تهيمن عليها الكيدية والكراهية، إضمحلال سياسي يصعب وصفه يعيشه النائب جبران باسيل وعمه ميشال عون في الرابية، فالابتعاد عن هواء القصر الجمهوري والكرسي أتعبهما والشعور بالعجز وغياب السلطة من أيديهما أرهقهما. فليس بيدهما حيلة سوى التعطيل المستمر لمجلس الوزراء بحجة الصلاحيات غير الواقعية التي يعشقانها، اذ لم يتقبلا بعد فكرة الهزيمة ويحاولان لفت النظر إليهما من خلال كلامهما غير المسؤول.

بعد توقف البيانات بين ميرنا الشالوحي والسراي الكبير، عاود “الوطني الحر” هجومه على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي واتهمه بعملية تزوير في اصدار مراسيم لاميثاقية ولادستورية ولاقانونية، معتبراً أن هذا الأسلوب الاحتيالي لم يألفه لبنان في تاريخه. كما ادّعت مصادر في التيار أن ميقاتي يسطو على توقيع وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم، واصفة هذا العمل بأنه “غير أخلاقي ويفتح الباب أمام فوضى عارمة”. وفي المقابل، رد ميقاتي على كل هذه الادعاءات، واصفاً بيان التيار بأنه إستكمال للافتراءات.

وفي ظل “حرب النجوم” هذه بات هناك تخوف من انعقاد جلسة جديدة لمجلس الوزراء، فهل سيفعلها ميقاتي مجدداً مع بداية العام الجديد؟ وكيف تقرأ التصرفات الأخيرة لـ “التيار الوطني الحر”؟

أبو فاضل: باسيل مش فارقة معه

المحامي والمحلل السياسي جوزيف أبو فاضل رأى أن “ما يحدث عبارة عن عملية شعبوية يدفع حقها الشعب اللبناني، والنائب جبران باسيل (مش فرقانة معه) الله أنعم عليه وأصبح مرتاحاً وبامكانه الذهاب حيثما يريد على الرغم من العقوبات عليه والتي وصفته بأنه فاسد بشهادة الادارة الأميركية، لكنه لا يزال يسرح ويمرح كما يريد ويعطل البلاد”.

وقال في حديث لموقع “لبنان الكبير”: “الرئيس ميقاتي يريد تسيير شؤون الشعب والبلد خوفاً من الفراغات القادمة، ولا يمكننا تناسي علاقته بالجانب الفرنسي وتحديداً الرئيس إيمانويل ماكرون، في حين يحاول النائب جبران باسيل تجميع شعبيته عبر مهاجمته ميقاتي الذي في الأساس كان يريده أن يشكل حكومة على ذوقه والوزراء على مزاجه وأن يكون مالكاً للثلث المعطل كي يتحكم بالتعيينات والتشكيلات في الدولة”. واعتبر أن “وصف التيار لتصرفات ميقاتي باللاأخلاقية، هو بيان لسان (المعترين) والدراويش الموجودين في الشارع المسيحي والذين لا يزالون يصدقون حكي باسيل”.

وأشار الى أن “الرئيس ميقاتي هو من أمّن لباسيل اللقاء الأخير مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية فكيف يمكن أن يصفه باللاأخلاقية؟ اذ لولاه لما تأمّن هذا اللقاء. باسيل دائماً يضع الجليد عبر تصريحاته، وبصورة متواصلة التيار الوطني الحر من خلال رئيسه السابق ميشال عون والحالي جبران باسيل يحاول خلق مشكلات للإيحاء بأنهم الضحايا والشهداء في هذه القضايا والمغدور بهم، وهم الشفافون والذين يطالبون بالقانون والدستور في حين أنهم طيلة السنوات الست من عهدهم استباحوا كل شيء ولم يتركوا مكاناً للقوانين والدستور”.

ولفت أبو فاضل الى أن “هذا الأمر حصل أيضاً مع رئيس الحكومة السابق تمام سلام حينما فعل باسيل المستحيل ليخرب جلسة مجلس الوزراء، وشعبويتهم أنزلتهم الى الشارع واصطدموا يومها مع الجيش اللبناني وكان من بينهم حكمت ديب، وبعدها هدد عون قائد الجيش جان قهوجي قائلاً: (اياك تنزل الجيش ضدنا)”.

ميقاتي لم يخالف الدستور

وأكدت مصادر مقربة من الرئيس ميقاتي أن “وجهة نظر التيار الوطني الحر تنطلق من خلفية موضوع انتخاب رئيس للجمهورية وشد عصب معين وتبني صيغة ميثاقية يعتبرونها مربحة في هذه المرحلة، اضافة الى حسابات سياسية نعتبرها ضيقة، ولو كان الهاجس الأساس الشعب وتصريف الأعمال بالشكل المقبول لكنا تعاونا معهم بصورة أكبر”، مشددة على أن “الرئيس ميقاتي لم يخالف الدستور أو القانون وبالتالي لم يسط على أي وزير وهذه ليست منهجيته أو مبادئه وطريقة عمله وواجبه تصريف الأعمال ضمن الصيغة الضيقة وبحسب ما أشار اليه الدستور”.

وفي ما يتعلق بالدعوة الى انعقاد مجلس الوزراء مجدداً، أوضحت المصادر أن “الدعوة الى جلسة مع بداية العام الجديد أمر وارد جداً وعندما يجد الرئيس ميقاتي هناك حاجة ملّحة لتسيير شؤون الشعب ولانعقاد المجلس سيدعو لها كما عقد الجلسة الأولى”، مشيرة الى أن “الاتصالات لا تزال مستمرة مع جميع الأفرقاء، وفي النهاية هناك وزراء يتواصلون مع رئيس حكومتهم ميقاتي بصورة مستمرة لتصريف أعمال وزاراتهم وعملياً بصورة مباشرة أو غير مباشرة هناك تواصل مع الجميع”.

“الوطني الحر” يملك متسعاً من الوقت كي يقوم بكل ما يحلو له، فالوقت ضائع بالنسبة اليه ومصلحة لبنان وشعبه ليست ضمن أولوياته. وصحيح أن بياناته الهجومية على ميقاتي أو غيره لم تنتهِ بعد ولكن لا يمكنه انكار الواقع، فوزراؤه لا يزالون على تواصل مع رئيس حكومتهم، ومن المتوقع أن يدعو ميقاتي الى جلسة حكومية جديدة في القريب العاجل.

شارك المقال