قاآني في بغداد لترتيب البيت الشيعي والتهدئة مع واشنطن

علي البغدادي

بعدما وصلت أزمة اعتقال القيادي في الحشد الشعبي قاسم مصلح إلى خواتيمها بالإفراج عنه يوم الأربعاء، بعد نجاح الوساطات بين الحكومة العراقية والفصائل المسلحة، حط قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني اسماعيل قاآني رحاله في بغداد لترتيب البيت الشيعي، في ظل الاستحقاقات السياسية والانتخابية المقبلة وضبط إيقاع الأحداث في الشرق الأوسط .

ويمثل تواجد الجنرال قاآني في بغداد خطوة متقدمة باتجاه إقناع الفصائل الشيعية المسلحة بوقف التصعيد ضد القواعد والمصالح الأميركية في العراق، خصوصاً مع اقتراب مفاوضات الملف النووي الإيراني من النهاية وظهور مؤشرات التهدئة في ظل التوافق الأميركي ــــ الإيراني العلني في فيينا.

ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن “زيارة قاآني جاءت بطلب من الحكومة العراقية لمناقشة الأحداث الأخيرة مع الميليشيات المدعومة من طهران خاصة بعد اعتقال القيادي في الحشد الشعبي قاسم مصلح الذي أطلق سراحه الأربعاء بقرار قضائي لعدم كفاية الأدلة بوقوفه وراء أعمال القتل والاغتيالات ضد الناشطين المدنيين”.

وأوضحت هذه المصادر أن “الوضع المحتقن والتوتر الواضح بين الفصائل المسلحة والحكومة العراقية، على مدى الأشهر الماضية كانت مدار بحث خلال اللقاء مع المسؤولين العراقيين الذي عقد في منزل هادي العامري زعيم تحالف الفتح والذي تطرق أيضاً في جانب منه إلى ملف الانتخابات التشريعية وترتيب البيت الداخلي الشيعي والحد من الخلافات بين الأحزاب المتنافسة”.

وأشارت المصادر إلى أن “زيارة قاآني إلى بغداد تتزامن مع ما تم تداوله من معلومات عن امتعاض “حزب الله” اللبناني من تصرفات بعض الفصائل العراقية المسلحة، خصوصاً التي قصفت الأراضي الفلسطينية المحتلة من الحدود السورية واللبنانية دون الرجوع إلى القيادات العليا في لبنان”، لافتة إلى أن “قاآني وبرفقة 3 قيادات لفصائل مسلحة سيتدارسون مع ممثلي “حزب الله” اللبناني ملف الانسحاب الأميركي من العراق وجدولته “.

وأكدت المصادر أن “قائد قوة القدس في الحرس الثوري سيجدد لقادة الفصائل العراقية المسلحة ضرورة الالتزام بشروط التهدئة مع الولايات المتحدة وعدم التصعيد عسكرياً وإعلامياً، لاسيما أثناء الاستعراض العسكري الذي سينضمه الحشد الشعبي خلال الأيام المقبلة.”

ومع أن قاآني حل محل الجنرال قاسم سليماني الذي قتل بغارة أميركية، فإنه لا يملك ذات التأثير والنفوذ الذي امتلكه سلفه على الفصائل العراقية أو حلفاء إيران في المنطقة.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً