الصليب المشطوب يعرّي باسيل… وميقاتي يشهد

آية المصري
آية المصري

مرة جديدة وبالجرم المشهود أثبت رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل أنه متعصب ويستخدم الطائفية كأداة لتحقيق مكاسبه الخاصة، فالقاعدة الوحيدة لديه أن من ليس باسيلياً ليس مسيحياً، وهذا الكلام كان شاهداً عليه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حينما قال في لقاء جمعهما بعد أول جلسة لمجلس الوزراء إن “ليس كل من يرسم إشارة صليب هو مسيحي”. فباسيل الطائفي لا تنتسى مواقفه المتطرفة والحاقدة على موقع الرئاسة الثالثة، ويبدو أن طائفيته العمياء أساس كل أفعاله الشيطانية.

وبعد التشكيك بدستورية الرئيس ميقاتي وحكومته وإعتباره أنه ضرب بالدستور عرض الحائط، إستفزوه وجعلوه ينطق بما لا يعرفه الكثيرون، ليعود مكتب باسيل وينفي ما جاء على لسان ميقاتي، ويأسف لـ “هذا الدرك الذي وصلت اليه الأمور في استثارة الغرائز الطائفية طلباً لشعبوية وتحصيناً لشخص في إزاء الأداء المخالف للدستور والميثاق”. ومن الواضح أن باسيل غير مهتم بكل ما يحدث في البلد لأن مصالحه الخاصة أهم من الانهيارات التي نعيشها يومياً على مختلف الصعد. فهل سيشتد الخلاف بين ميرنا الشالوحي والسراي الكبير في المرحلة المقبلة؟ وهل تتخطى الأمور حرب البيانات باتجاه أوسع للخلاف؟

درغام: محكومون بالتوافق والجلوس معاً

عضو تكتل “لبنان القوي” النائب أسعد درغام وصف الظروف بـ “الصعبة جداً في هذه الآونة”، مشيراً الى “أننا بحاجة الى التلاقي وفي النهاية نحن محكومون بالتوافق والجلوس معاً”.

وأكد في حديث عبر موقع “لبنان الكبير” أن “ما يحدث اليوم من فوضى دستورية إنتقل الى الفوضى النقدية والارتفاع الجنوني في سعر الدولار في السوق السوداء، اضافة الى الفوضى القضائية واعتصام التغييريين في مجلس النواب، فهل كل هذا مرتبط ببعضه البعض؟ سؤال مشروع ويسأل، وهل كل هذا مقدمة لفوضى أمنية في البلد وإنقلاب الهيكل على الجميع؟”.

وقال: “نحن أمام مأزق حقيقي والدولة ومقوماتها لم تعد موجودة لأنها تحللت، وأصبح هناك إنهيار تام للمؤسسات الأساسية التي تقوم الدولة عليها، وهذا كله يستدعي وعياً لدى الفرقاء اللبنانيين كافة، ويستدعي من الكتل النيابية الرئيسة وتحديداً المسيحية التواضع والحوار بأسرع وقت ممكن من أجل الوصول الى رئيس لا يشكل تحدياً لأحد ويمثل ضمانة للثنائي الشيعي، وفي حال سقط الهيكل فالسقوط سيكون عظيماً وعلى رؤوس الجميع”.

البازار السياسي يزيد التوتر

في المقابل، لاحظت مصادر مقربة من الرئيس ميقاتي “صعوبة في هذه المرحلة على مستوى الحلول الداخلية، اذ يبدو أن البعض يرى في عملية التصعيد وكأنما هذا يساعده في معركة الانتخابات الرئاسية مع العلم أن الرئيس ميقاتي لا يرغب في المزيد من التوترات”، مشيرةً الى أن “البازار السياسي يزيد من حدّة التوترات، وما نشهده في البلد من عناوين يشير الى أننا ذاهبون الى مزيد من الاشتباك السياسي الداخلي وقد يكون أبعد من ذلك، وبالتالي لا يجب أن تتطور الأمور فالتصعيد لم يأتِ يوماً من جانب الرئيس ميقاتي الذي ذكر بأنه يقوم بواجباته المتعلقة بتصريف الأعمال، وكل ما يحكى عن مصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية مجافٍ للحقيقة”.

ورأت هذه المصادر أن “هناك رغبة في تعطيل البلد وإيقافه وهذا ما يدخلنا الى فوضى صعبة، ولا يرغب الرئيس ميقاتي في التصعيد وسيضع النقاط على الحروف عندما يكون هناك افتراء ومجافاة للحقيقة”، مؤكدة أن “لا رغبة لدينا في استفزاز أحد ولا نرغب في أن يستفزنا أي طرف، لكن يجب العودة الى الأسس المتبعة في هذه المرحلة وهدف الرئيس ميقاتي من انعقاد الحكومة ليس رفاهية الانعقاد، بل أخذ قرارات مهمة مماثلة لموضوع الكهرباء، ولم يكن لينجح هذا الموضوع الا بجلسة وزارية. وعندما تدعو الحاجة الى أي جلسة جديدة سينعقد المجلس ليس من أجل استفزاز أحد”.

يتظهر من كل ذلك أن المرحلة التي تمر فيها البلاد باتت خانقة جداً والسيناريو المقبل مجهول نتيجة الانقسامات والأوضاع الاقتصادية والقضائية العاصفة، ومن الواضح أن هناك تغييراً وإنقسامات داخل “التيار الوطني الحر”، وأن عدداً من النواب يريدون التمرد على رئيسهم الطائفي والعنصري نتيجة تخوفهم من الفوضى العارمة التي ربما ستعم البلد.

شارك المقال