مجزرة جنين… والرد الفلسطيني؟

زاهر أبو حمدة

9 شهداء في أقل من ساعتين في مخيم جنين، و30 شهيداً منذ بداية العام. هذا يعني أن كل 30 ساعة يرتقي شهيد فلسطيني، وربما هذه النسبة ترتفع مع التغول الاسرائيلي المستمر. ويتضح أن حكومة بنيامين نتنياهو، تحذو حذو حكومة يائير لابيد، أن الحل هو القوة والمزيد من القوة. ولكن أمام هذه “الفاشية” كيف يرد الفلسطينيون؟

اتخذت القيادة الفلسطينية ثلاثة مسارات للرد: الأول يتعلق بالعلاقة بالاحتلال، فقررت اعتبار التنسيق الأمني مع حكومة الاحتلال الاسرائيلي، “لم يعد قائماً اعتباراً من الآن”. جاء ذلك في بيان صدر عن اجتماع طارئ عقدته القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وهذا يعني أن العلاقة الأمنية توقفت كلياً بانتظار الانسحاب من جميع الاتفاقات في مرحلة لاحقة. والمسار الثاني، يتعلق بالديبلوماسية الفلسطينية ووضع العالم أمام مسؤولياته وذلك بـ”التوجه الفوري الى مجلس الأمن الدولي لتنفيذ قرار الحماية الدولية للشعب الفلسطيني تحت الفصل السابع ووقف الاجراءات أحادية الجانب”. إضافة إلى التوجه بصورة عاجلة الى المحكمة الجنائية الدولية، لاضافة ملف المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في جنين الى الملفات التي قدمت سابقاً، والدعوة الفورية الى قدوم لجنة التحقيق الدولية المستمرة في مجلس حقوق الإنسان، للتحقيق وإحالة مخرجاتها بشأن مسؤولية الاحتلال عن هذه المجزرة على المحكمة الجنائية الدولية ومجلس الأمن. كما قررت القيادة استكمال الانضمام إلى بقية المنظمات الأممية والدولية، والتحرك على المستويات العربية والإسلامية والدولية من اجل دعم الموقف الفلسطيني. وهذه النقطة كانت سبب العقوبات الإسرائيلية ضد السلطة الفلسطينية، فالاستمرار فيها يؤكد أنها ستكون خطوة كبيرة في وجه الاحتلال، ولذلك يخشى من تعريته السياسية والانسانية أمام المحافل الدولية.

أما المسار الثالث، فيتعلق بالوحدة الوطنية الفلسطينية، وعليه دعا أبو مازن “جميع القُوى الفلسطينية الى اجتماعٍ طارئ، للاتفاق على رؤية وطنية شاملة ووحدة الصف لمواجهة العدوان الإسرائيلي والتصدي له”. ويتوقع أن تستجيب القوى الفلسطينية لهذه الدعوة، والمضي قدماً في المبادرة الجزائرية الأخيرة.

وهناك مسار رابع، غير معلن مرتبط بالمسار الأول، وهو الميدان. فتوقف التنسيق الأمني يعني الرد العسكري الميداني ضد الاحتلال، لا سيما وأن المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة وجه تحية الى المؤسسات الأمنية الفلسطينية، وكأنها إشارة للتصعيد، علماً أن بعض شهداء جنين ينتمون الى الأجهزة الأمنية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. وبالتالي، سيكون الميدان مساراً للرد من جميع الفصائل الفلسطينية. ولعل دخول غزة على الخط بإطلاق بعض الصواريخ ضمن نهج “وحدة الساحات”، يشير إلى أن الأشهر المقبلة لا سيما مع شهر رمضان، ستتصاعد فيها الاشتباكات والمواجهات.

شارك المقال