دعوة بري غير مؤكدة… وفرنجية يقترب من 65 صوتاً

آية المصري
آية المصري

لم يتغير الستاتيكو الرئاسي، فالموجة القضائية الأخيرة جعلت الجميع ينسى أننا نعيش الفراغ الداهم، خصوصاً وأننا لسنا أمام التوافق المطلوب، ولا تزال الكتل النيابية تتخبط ببعضها البعض. فمن جهة نواب التغيير لا يزالون على موقفهم من عصام خليفة، مع العلم أنه بدأ التحضير لإنتخاب صلاح حنين، وبالنسبة الى “الكتائب” و”القوات اللبنانية” وبعض المستقلين لم يتنازلوا عن مرشحهم ميشال معوّض الذي بات معروفاً أن حظوظه الرئاسية شبه مستحيلة.

أما بالنسبة الى الثنائي الشيعي فالورقة البيضاء حليفته، حتى الاعلان عن مرشحه الظل رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، بينما موقف “التيار الوطني الحر” من فرنجية لم يتبدّل، والحزب “التقدمي الاشتراكي” تؤكد حركاته ولقاءاته أنه سيمضي عن معوّض حينما تكون الفرصة سانحة.

وصحيح أن رئيس مجلس النواب نبيه بري أعلن موقفه من الجلسات الرئاسية، ورأى أنه حينما يتم التوافق سيدعو الى انعقادها ولكن تسربت في الاَونة الأخيرة معلومات عن دعوة قريبة سيوجهها بري، فهل بدأت موجة الجمود تنخفض؟ وماذا عن حقيقة هذه الدعوة؟ وهل سيصوّت الثنائي الشيعي لصالح فرنجية ويؤمن له الميثاقية المسيحية المطلوبة؟

أكد نائب “حزب الله” حسين جشي في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “الرئيس بري أعلن رسمياً أنه عندما يكون هناك جو توافقي سيدعو الى الجلسة وحتى هذه اللحظة ليس هناك أي جديد في الأفق، ونحن لا نملك أي معطى جديد، وموقف حزب الله لا يزال على حاله على قاعدة أنه في حال طرح أي مرشح من دون التوافق فلن تكون لديه الحظوظ”، مشيراً الى أن “لا شيء معلن في ما يتعلق بسليمان فرنجية، ونحن مقتنعون بأن لا أحد من الكتل بإمكانه وحده الاتيان برئيس، ونحن بحاجة الى تفاهم واسع وأي طرف يطرح إسماً أو ينتخبه أو يسوّق له من دون توافق يكون مضيعة للوقت وإستفزازاً للآخرين”.

ولفتت مصادر حركة “أمل” الى “أننا قرأنا خبر دعوة الرئيس بري الى جلسة قريبة من وسائل الاعلام وليسن لدينا أي معلومة حول جديّة هذه الدعوة خصوصاً وأن الرئيس بري بإنتظار التوافق”.

أما عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك فأكد “أننا ثابتون على موقفنا تجاه مرشحنا ميشال معوّض، وفي حال دعا الرئيس بري الى جلسة إنتخاب رئيس فسنكون موجودين فيها. أما بالنسبة الى التكتيكات المتبعة لكيفية التعاطي مع الجلسة فنتركها لاجتماع التكتل الذي نقرر فيه كيف نتعاطى معه في لحظته أو قبل يوم أو بحسب ما تتطلب الظروف والمعطيات”.

وقال النائب وضاح الصادق: “لا أعلم أن الرئيس بري سيعقد جلسة لأن الخميس المقبل يقال ان هناك جلسة لمجلس الوزراء، وبالتالي في العلاقة بين الرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي أظن أن الأخير لن يدعو الى جلسة طالما هناك جلسة لانتخاب رئيس، واليوم ليس هناك أي تغيير على الساحة ولا نزال مكانك راوح، ولا توافق على إسم مع العلم أن إسم الوزير السابق سليمان فرنجية بات قريباً جداً في ظل ما رأيناه في المرحلة الأخيرة”.

وأوضح أن “المشكلة الكبيرة لا تزال متعلقة بالميثاقية والرئيس بري مصر على أن لا يتم انتخاب رئيس للجمهورية من الغالبية المطلقة المسلمة، وقالها في احدى جلسات الهيئة العامة وفي حال بقيت واحدة من الكتلتين المسيحيتين الكبريين الجمهورية القوية ولبنان القوي على موقفها ورفضها لفرنجية فمن الصعب وصوله، لكنه اليوم أصبح قريباً من الرقم 65 خصوصاً بعد تصريحات كتلة الاعتدال الوطني وبعض النواب السنة المستقلين من جهة، والتقارب الذي يحدث مع كتلة اللقاء الديموقراطي من جهة أخرى، والمؤكد أنهم سيؤمنون النصاب لأن هناك نواباً لن يقاطعوا أكثر من مرتين الجلسات”.

وشدد الصادق على “أننا لا نزال على موقفنا الداعم لميشال معوّض، وبعض نواب التغيير لا يزالون على دعمهم لعصام خليفة، والنائب ميشال دويهي متمسك بصلاح حنين الاسم الذي جميعنا نتفق عليه منذ البداية، وبالتالي لم يتغير شيء حتى هذه اللحظة الى حين ظهور اسم قادر على تأمين نصاب الثلثين”.

يبدو أن التوافق لن يحصل في المرحلة الحالية، ومن المتوقع أن تبقى الكتل النيابية على موقفها وسط غموض وجمود رئاسي واضح، فالدوامة الرئاسية لن تنتهي الا في حال تمكن “حزب الله” من إقناع “التيار الوطني الحر” بمرشحه فرنجية.

شارك المقال