“التيار” و”القوات” في الرئاسة… والمشوار الطويل

هيام طوق
هيام طوق

دخل الفراغ في رئاسة الجمهورية شهره الرابع، ولا تزال نتائج التحركات والنقاشات بين الأطراف اللبنانية تساوي صفراً حتى أن كثيرين باتوا على قناعة بأننا اليوم في المربع الأول في الملف الرئاسي وكأننا في اليوم الأول من الشغور، وبات من شبه الأكيد أن التعويل على المساعي أو المبادرات الداخلية لانتخاب رئيس للجمهورية بعيد عن الواقع في ظل الاصطفافات والخلافات بين الكتل التي ليس في إمكان أي منها ايصال اسم الى سدة الرئاسة من دون تفاهم وتوافق.

وفي ظل الأفق الداخلي المسدود، ينتظر كثيرون مبادرات خارجية لايجاد مخرج للمأزق الرئاسي، ويعتبر البعض أن اللقاء الخماسي الذي سيعقد في 6 شباط في العاصمة الفرنسية مهم جداً بالنسبة الى لبنان وستنتج عنه مقررات قابلة للتطبيق وتساهم في إخراج الرئيس من عنق زجاجة التعطيل، في حين يرى البعض الآخر أنه لا يجوز التعويل عليه كثيراً خصوصاً أن طرفاً له تأثيره المباشر على الساحة الداخلية غير مشارك فيه أي ايران.

على أي حال، وفيما التأزم سيد الموقف، لا بد من الاطلاع على خارطة الطريق الرئاسي التي ستتبعها أكبر كتلتين مسيحيتين بعدما اتضح أن مرشح “القوات اللبنانية” النائب ميشال معوض لن يحصل على 65 صوتاً، في وقت أعلن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل عن ترشحه للرئاسة بعد فشل المحاولات، مع العلم أن عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب راجي السّعد قال بعد زيارة رئيس اللقاء النائب تيمور جنبلاط على رأس وفد، بكركي: “لا إتفاق على إسم معيّن للرئاسة ولكن هناك تراتبية في الأسماء وإسم قائد الجيش العماد جوزيف عون في الصّدارة، وهذا الأمر نتيجة الاجتماعات التي جرت بين الكتل”.

أشار النائب فادي كرم الى أن “القوات وضعت خطة من الأساس للسير بالنائب ميشال معوض لأنه الأوفر حظاً بين كل المرشحين، وحين يتوافر مرشح آخر تكون حظوظه أكبر من معوض ليست لدينا مشكلة في ذلك، لكن الى الآن هذا الأمر غير متوافر، ونحن لا نريد الاستعجال في الذهاب الى حلول تعتبر وسطية في وقت أن فريق حزب الله والممانعة يصر على المرشح سليمان فرنجية، ويمانع المعركة الديموقراطية الحقيقية في مجلس النواب”، مشدداً على “أننا لا نصر على اسم معين انما على أي مرشح يتلاءم مع مواصفاتنا على أن تتفق عليه قوى المعارضة، وأي لحظة يكون هناك مرشح لديه حظوظ أكثر من معوض، نسير به”.

وأوضح “أننا قلنا من الأساس حين تتوافر الظروف التي تسمح بأن يكون قائد الجيش رئيساً للجمهورية نحن نرحب بذلك”، لافتاً الى أن “هناك قنوات مفتوحة دائماً مع جنبلاط والحزب الاشتراكي”.

وقال: “أي مرشح مشترك بين القوات والتيار غير مطروح حالياً، لكن التموضع السياسي الاستراتيجي للتيار هو الذي يفرض إن كان هناك امكان لوجود مرشح يمكن أن نتفق عليه معه. التيار الى اليوم غير صريح في انتقاله من محور الممانعة الى المحور السيادي. كي يثبت باسيل أنه خرج من محور الممانعة أمامه مشوار طويل جداً”.

ورأى النائب إدغار طرابلسي وجوب “أن يكون هناك انقاذ وطني للبلد الذي سقط وانهارت كل مؤسساته. الأمور تخطت مسألة رئاسة الجمهورية، ولبنان بات بحاجة الى الانقاذ بضمانة دولية ومحلية”، مشيراً الى أن “التواصل الرسمي مع القوات غير قائم لأنهم يرفضون ذلك. الكل يعلم جوهر التيار الوطني الحر وان كان سيادياً أو غير سيادي”.

وبالنسبة الى الخطوات اللاحقة، أكد طرابلسي أن “كل خطوة يعلن عنها في حينها، وأنا لا أتحدث باسم التيار الذي يصدر بيانات بخطواته”، لافتاً الى أن “هناك تأييداً تاريخياً لقائد الجيش في لبنان، لكن هنا نسأل: هل قائد الجيش مرشح؟”.

شارك المقال