هل اكتمل “Pointage” بري… وأقنع جنبلاط بفرنجية؟

آية المصري
آية المصري

وسط الجمود والغموض الرئاسي الواضح، تجري مشاورات ولقاءات سريّة وعلنية في الآونة الأخيرة، وأهمها التحركات “التنقيبية” عن الرئيس المقبل التي يقوم بها رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط الذي إجتمع مع غالبية القوى والكتل السياسية، وآخر لقاءاته كانت مع رئيس مجلس النواب نبيه بري وقبلها مع البطريرك الماروني بشارة الراعي في محاولة لإيجاد قواسم مشتركة مع الجميع من أجل خرق جدار المراوحة مع الأفرقاء كافة.

سلّة من الأسماء حملها جنبلاط وهي بمثابة إقتراحات وفق المعلومات وليست أسماء نهائية لا مجال للرجوع عنها، والواضح أن حظوظ قائد الجيش جوزيف عون عادت لترتفع مجدداً بعد الحملة التي شنها عليه رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل محاولاً كسره، فجنبلاط يريد اما قائد الجيش أو جهاد أزعور أو صلاح حنين، لكن هذا لا يعني أنه لا يملك أسماء أخرى قد يخرج بها في الوقت المناسب خصوصاً وأن “الثنائي الشيعي” لا يحبذ وصول عون ويسعى الى ايصال مرشحه الظل رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، تحديداً بعدما ألمح النائب علي حسن خليل الى امكان انتخاب رئيس بـ65 صوتاً. فهل سيقنع الثنائي جنبلاط من أجل المضي بفرنجية أم أن جنبلاط سيعمل من أجل تأمين الـ86 صوتاً والإتيان بقائد الجيش؟ وهل الرئيس بري انتهى من “pointage” الأصوات التي يمكن تأمينها لفرنجية؟

النائب قاشم هاشم رأى في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “كل ما يتم تداوله اليوم في إطار التحليل، والجمود الذي يسيطر على الاستحقاق الرئاسي طبيعي في ظل موازين القوى وعدم قدرة أي فريق على ايصال مرشحه من دون التوافق، وقراءة رئيس مجلس النواب نبيه بري السبّاقة للبدء بمرحلة الاستحقاق الرئاسي ودعوته الى مبادرتين حواريتين من أجل الوصول الى التوافق والتفاهم حول هذا الاستحقاق”، مشيراً الى أن “الأمور بعدما وصلت الى 11 جلسة كما هي ولم تتقدم خطوة الى الأمام، بدأ اليوم النقاش بآليات أخرى من خلال التواصل بين الكتل النيابية والقوى السياسية على أكثر من مستوى وصعيد بغية المساهمة في تبديل الصورة التي سار عليها موضوع الرئاسة، لعل ذلك يفتح الباب أمام نقاش سريع بغض النظر عن الآلية المعتمدة من أجل التفاهم على مخرج للاستحقاق الرئاسي، وبعض التفاصيل لا تزال في اطار البلورة ولم يتم الدخول في تفصيل محدد حتى اللحظة والأمور خاضعة لما قد ينتج عن الاتصالات في هذه المرحلة”.

وشدد على أن “أي شخصية محددة لم تطرح بعد، انما ضرورة الوصول الى الرئاسة في أسرع وقت لأن الوضع لا يحتمل المزيد من هدر الوقت، وهذا ما أكده الرئيس بري مراراً وتكراراً، لذلك لا بد من مقاربة جديدة ووفق هذه الرؤية يتم الحديث اليوم بغض النظر عن الأسماء”، لافتاً الى أن “سليمان فرنجية الأقرب الى مبادئنا وسياستنا، لكننا واقعيون وموضوعيون في مسألة موازين القوى وفي كيفية مقاربة الأمور من خلال التوافق، الذي عندما يكون على فرنجية سنكون من المرحبين، وعندما نستطيع أن نصل الى أي تفاهم حول شخصية بمواصفات وطنية جامعة بالتأكيد سيكون ذلك من ضمن التفاهم على الاخراج النهائي لهذا الاستحقاق”.

أما بخصوص دعوة الرئيس بري الى جلسة في القريب العاجل، فأوضح هاشم أن “موضوع الجلسات ملك الرئيس بري حصراً فهو القادر على قراءة المعطيات التي يملكها، والأهم الخروج من الروتين الذي إعتدنا عليه وبالتالي أي جلسة مقبلة قد تكون في أي وقت، ومن الممكن أن تكون قريبة جداً أو في المدى المتوسط أو البعيد ولكن الأهم السعي للوصول بأسرع وقت الى مقاربة واضحة في هذا الاستحقاق”.

اما النائب بلال عبد الله فأكد أن “التقدمي الاشتراكي لم يتخلّ عن مرشحه الأساس النائب ميشال معوّض، وعندما نذهب في خيار آخر سنذهب مع ميشال معوض نحوه”، قائلاً: “نحاول إحداث فجوة في هذه الصورة، رأينا التصاريح والكلام الذي يرسل من كل الجهات وعملياً عندما نريد الدعوة الى تسوية رئاسية نأخذ في الاعتبار أن لا أحد من الفرقاء لديه الأكثرية في مجلس النواب وبالتالي سنذهب الى خيار وسطي، وكانت لدينا جرة اقترحناها على حزب الله وعلى الرئيس بري ومع البطريرك الراعي ولكن هذا لا يعني أننا لا نملك سوى هذه الجرة من الأسماء، لكننا نوجه رسالة الى الجميع وتحديداً الفريق الذي لم يحسم قراره بعد، فهل يريدون المجيء الى هذه التسوية؟”.

ورداً على سؤال عن عدم موافقة “الثنائي الشيعي” على قائد الجيش، أجاب عبد الله: “ليقل الثنائي ما يريد من الخيارات ولهذا السبب لم نطرح إسم قائد الجيش فقط”.

وعن امكان التوافق على فرنجية، أوضح “أننا نتحدث في خيار وسطي توافقي ولا نتحدث في خيار سليمان فرنجية أو ميشال معوض مع احترامي للاثنين، مش هيدا المطروح”.

وعما اذا كان “اللقاء الديموقراطي” سيعطي أصواته لصالح فرنجية، شدد عبد الله على “أننا لم نصل الى موضوع إعطائه أصواتنا، لكننا نحاول بكل جهد من أجل تخفيف حدّة الاحتقان في البلد أن نجتمع على تسوية داخلية لأن الخارج منشغل عنا كلياً، وفي حال كان البعض ينتظر الخارج وخياراته فهو يعمل بأجندة مصالحه. نحن نرى الانهيار الحاصل في البلد وعلى المستوى المعيشي الصعب بالاضافة الى انهيار في النظام الصحي والتربوي، فماذا ننتظر بعد التفلت الأمني كي نأخذ المبادرة؟”.

من الواضح أن الحزب “التقدمي الاشتراكي” و”الثنائي الشيعي” متفقان على عدم طرح أي مرشح تحدٍ في هذه الفترة نظراً الى الانهيار الحاصل في البلد، وخصوصاً بعد 11 جلسة لانتخاب رئيس من دون نتيجة، ويبدو أن “التقدمي” مستعد للتخلي عن معوّض عندما يتم التوافق على رئيس جدي لا يشكل أي ضغط على جميع الفرقاء، فهل من إسم جديد سيطرح أم أن الأمور بإنتظار مبادرة خارجية تأتي بفرنجية رئيساً بلا شرعية مسيحية؟

شارك المقال