داعمو فرنجية مرتاحون… ومبادرة كويتية من بنشعي

رواند بو ضرغم

يسعى الثنائي المسيحي ليحكم الحصار على حظوظ رئاسة زعيم تيار “المردة” سليمان فرنجية، وكلما علت أسهم وصوله الى قصر بعبدا، ارتفع منسوب الجنون السياسي والتطرف والالغاء.

بعد أن جرّد رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل شريكه المسيحي من حصته المنصوص عنها في تفاهم معراب، ونعت رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بالصهيوني والاسرائيلي والداعشي، يمد باسيل يده اليوم اليه ليقطع الطريق الرئاسي أمام فرنجية، وهو يقتنص رغبة رؤساء الطوائف المسيحية في جمع النواب المسيحيين تحت قبة الصرح البطريركي في بكركي، ليفك عزلته السياسية، ومحاولة الاتفاق مع جعجع، وليفتح الطريق الى بعبدا أمام مرشح يتحكم به، بعد أن يؤمن له الميثاقية وغطاء بكركي.

فهل تقع معراب في شباك باسيل مجدداً؟

مصادر “القوات” تقول لموقع “لبنان الكبير” إن التكتل متريث للنظر في جدول أعمال اللقاء ليبنى على الشيء مقتضاه. وتضيف أنه لو كانت نية باسيل حقاً حفظ الموقع الماروني الأول، لما وافق على حضور جلسة تشريع الضرورة وأمّن نصابها. واذا أراد باسيل التوافق مع جعجع رئاسياً، فـ”القوات” ستكون مرحّبة بانضمام أصوات تكتل “لبنان القوي” الى عداد مرشحها ميشال معوض.

التصعيد السياسي لم يقف عند حد الكتلتين الكبريين، إنما التحق به رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل معلناً أنه سيعطّل الانتخابات اذا أراد الفريق الآخر الاتيان برئيس يغطي سلاح “حزب الله” لست سنوات مقبلة.

وعلى وقع المزايدات الداخلية واللقاء الخماسي الباريسي، يتريث رئيس مجلس النواب نبيه بري في حسم المسار الانتخابي وتحديد موعد للجلسة المقبلة، بانتظار انتهاء الحراك الدولي من جهة والاستفتاءات الداخلية من جهة أخرى.

الا أن داعمي فرنجية ينتظرون بارتياح وايجابية، وخصوصاً أن اللقاء الخماسي لن يخوض في لعبة الأسماء في الرئاسة اللبنانية، والموقف الدولي ليس معادياً لفرنجية، فالسفيرة الأميركية لدى لبنان دوروثي شيا لا توفر فرصة الا وتنقل موقف بلدها بعدم وضع فيتو على اسمه، وهي لن تقاطعه في حال وصوله الى سدة الرئاسة، بل ستتعاون معه. وكذلك الموقف الفرنسي مطمئن في الأروقة السياسية الناشطة باتجاه فرنجية، في حين أن المملكة العربية السعودية تنتظر انتخاب الرئيس لتقوّم أداءه، فتحدد بعدها موقفها من عهده.

أما الخرق العربي الايجابي الجدي، فتمثل في زيارة القائم بأعمال سفارة الكويت عبدالله سليمان الشاهين الى بنشعي. وقالت مصادر ديبلوماسية رفيعة لموقع “لبنان الكبير” إن اللقاء كان بمثابة استصراح لفرنجية، بحيث طرحت عليه مجموعة أسئلة مفصلية واستراتيجية للعرب وتحديداً دول الخليج. فكانت الأسئلة متمحورة حول رؤيته لاستعادة علاقات لبنان مع الدول العربية، ونظرته الى العروبة ومكانتها لديه. الا أن هذه المصادر أكدت ارتياحها لرؤية فرنجية وإجاباته عن الهواجس العربية، مؤكداً استعداده لطرح الاستراتيجية الدفاعية، والعمل على أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية. والأهم من كل ذلك، أن الديبلوماسية العربية تثق بأن فرنجية إن وعد وفى، وهو لم يرضَ بأن يُمتحن بعروبته، فهو ابن البيت العربي العروبي في النهج والممارسة، والحريص على الهوية العربية منذ الملك فيصل حتى اليوم، وهو سليمان فرنجية ابن البيت الذي دفع دماً ثمن انتمائه العربي. أما من يدعون اليوم أنهم عروبيون، فكانوا يجاهرون بأنهم فينيقيون، وهم اليوم يحاضرون باهتماماتهم العربية وحرصهم على العلاقات مع العرب.

فهل تنجح الكويت في مبادرتها الثانية تجاه لبنان في استعادة ثقة الدول العربية بلبنان وترميم علاقاتها معه وإنهاء عزلته، ولكن هذه المرة من باب رئاسة الجمهورية ومن باب قصر بنشعي؟

شارك المقال