لبنان على فالق متحرك… ما مدى جهوزيته؟

تالا الحريري

الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وقدرت قوته بين 7.6 – 7.8 درجات، كان له أثر كبير على البلدان المجاورة التي وصلت اليها ارتداداته بدرجة أقل لكنها لم تسلم منه بهزة خفيفة، وكانت سوريا الأكثر تضرراً من حيث عدد الضحايا وانهيار الأبنية والدمار الذي خلفته.

الهزة الأرضية وصلت فجراً الى لبنان بدرجة 4.9 درجات على مقياس ريختر واستمرت 40 ثانية، ما تسبب بحالة رعب لدى المواطنين الذين ركضوا إلى الطرقات خوفاً من انهيار الأبنية التي كانت تميل بهم. لم تسجل أي حالة إصابة أو وفاة جراء هذه الهزة، ولكن ما مخاطر عودة الارتدادات الى لبنان خصوصاً بعد الهزة القوية؟ وما الاجراءات التي ستتخذها الدولة؟

أوضح رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير لـ”لبنان الكبير” أنّ “لا الآلات ولا أي شيء آخر يمكنه توقع أو التنبؤ بتوقيت حصول الهزة ولا يمكن لأحد أن يوقفها. لكن ما يخفف من أضرارها هو الكوادر الموجودة مثل الدفاع المدني، الصليب الاحمر، البلديات، آليات المقاولين، تلك الطواقم التي لديها تحضيرات شبه جاهزة”.

وأشار الى “تعميم اجراءات السلامة على الناس كما أننا نعممها كل شهر. واليوم ناشدنا كل مراكز الخدمات الاجتماعية وكل ما يتعلق بها أن تفتح وتقدم المساعدات، وطلبنا من جميع المتطوعين والموظفين أن يكونوا الى جانب المواطن”.

وأكدت مديرة المركز الوطني للجيوفيزياء مارلين البراكس أن الخطر الأكبر زال عن لبنان، مشيرةً إلى أنّ “لبنان يعيش على فالق متحرك، ما نستطيع القيام به هو تقليل اضرار الهزات الأرضية قدر المستطاع لتجنب الخسائر البشرية والمادية، لكن حركة الصفائح ستبقى ناشطة في طبقات الأرض لتصل الى حال من التوازن، وبالتالي يخف عدد الهزات وقوتها”.

ولفتت البراكس إلى أنّ “الساعات الـ 48 الأولى ما بعد الزلزال هي الأصعب لأن احتمال حدوث هزات يكون أكبر ولكن قد لا نشعر بها والدليل حدوث ما يقارب 30 هزة ارتدادية منذ الفجر حتى ظهر اليوم في لبنان”.

وكان وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاأمال بسام مولوي تابع مع المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ومديرية الدفاع المدني أضرار الهزة التي ضربت لبنان، مطمئناً الى أن “لا مباني منهارة، ولا صحة للأخبار المتداولة عن سقوط مبان في الشمال أو في بيروت، وحتى الساعة تم تسجيل سقوط حائط في برج حمود وبعض الأضرار المحدودة في موقع آخر”. ودعا جميع المواطنين إلى إخلاء المباني القديمة في حال وجود تصدعات كثيرة فيها خوفاً من أي كارثة جديدة.

شارك المقال