الموسيقى تتحدّى النظام الايراني وتفوز بـ “غرامي”

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

أقيم حفل الـ “Grammys” بنسخته السادسة والخمسين في لوس أنجلوس هذه السّنة مكرّما فنّانين عالميين في مختلف المجالات. والحفل سنوي ينتظره الملايين ليشجعّوا فنّانيهم المفضّلين.

واللافت في هذا الحفل كان فوز مغنّي البوب وكاتب الأغاني الايراني شروين حاجي پور بجائرة “غرامي” لأفضل أغنية عن فئة التّغيير الاجتماعي بأغنيته “براي” والّتي تعني “من أجل”، وقد أصبحت النشيد غير الرّسمي لاحتجاجات ايران الّتي أشعلتها مهسا أميني بعد مقتلها على يد شرطة الأخلاق التابعة للنّظام الإيراني.

واعتُقل المغني الايراني بعد فترة وجيزة من انتشار الأغنية بصورة كبيرة، وما لبث أن أُطلق سراحه شرط حذفها وتعهّده بعدم التّدخل في السّياسة.

وتحكي الأغنية معاناة الشعب الإيراني من جرّاء القمع المفروض عليه من النظام الايراني. فبعد مقتل أميني، تجمهر الآلاف في الشوارع محتّجين على عنف السلطة. واستوحى المغنّي كلماته من العبارات الّتي كانت تُردّد في الاحتجاجات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. وتقول الأغنية: “من أجل الحياة، والحرية والمرأة، من أجل أختي وأختك، من أجل القهر ومكافحة الفساد، والرقابة المفروضة وتدهور الاقتصاد، وحتى من أجل الأزمة البيئية والتلوث”. وقد غنّاها شروين بصوت حزين يعكس ألم الشّعب الايراني ما أثار غضب السلطة. ويرافق الأغنية فيديو لتغريدات عدة تدعو الى الثورة.

وبعد صدور النّتائج، اكتفى شروين بالتّعليق على مواقع التّواصل الاجتماعي بكلمة “ربحنا”، وظهر في مقطع فيديو على الانترنت في غرفة مظلمة يشاهد الحفل على شاشة التلفزيون محاطًا بأصدقائه الذين هتفوا وعانقوه بينما كان يمسح دموعه بعد إعلان النتيجة.

وقدّمت جائزة أغنية التّغيير الاجتماعي السّيدة الأولى الأميركية جيل بايدن وقالت: “يمكن للأغنية أن توحد العالم وتلهمه وتغيره في نهاية المطاف”. واعتبرت أن “براي” دعوة قوية وشاعرية من أجل الحرية وحقوق المرأة، ولا يزال يتردد صداها في جميع أنحاء العالم.يُذكر أنه تضامناً مع الاحتجاجات الايرانية، أعاد غناء هذه الأغنية فنّانون عالميون من بينهم كولدبلاي، جون باتيست والفنان الالكتروني الألماني يان بلومكفيست.

شارك المقال