لبنان على خط زلزالي مخيف… ماذا عن فالق اليمونة؟

آية المصري
آية المصري

بعد الزلزال المدمر الذي وقع عند الحدود التركية السورية وبلغت قوته 7,8 درجات على مقياس ريختر وتأثرت به دول عدة في المنطقة، ومن بينها لبنان الذي عايش هزات إرتدادية على إثره إستمرت على مدى 24 ساعة، دبّ الرعب والهلع في نفوس اللبنانيين الذين عادوا بالذكرى الى إنفجار 4 آب وما نتج عنه من أضرار جسيمة يصعب تخطيها وتناسيها حتى هذه اللحظة. واضافة الى الأثر النفسي الذي خلّفته الهزة وارتداداتها لدى المواطنين، فقد باتوا يتخوفون من تكرارها وتأثير ذلك على المباني القديمة والمتصدعة والعشوائية منها، ومن هنا برزت الحاجة الى معرفة ما اذا كان المواطن يعيش ضمن أبنية آمنة أم أن لا هندسة سليمة تطمئنه؟ وماذا عن البنى التحتية وهل الأبنية مجهزة لمواجهة أي كارثة طبيعية؟

أمين السر السابق لنقابة المهندسين مصطفى فواز أوضح في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “الأمور بعد العام 2012 باتت تنتظم أكثر باتجاه أن تكون الأبنية لدينا قادرة على مواجهة بعض الضربات الزلزالية، خصوصاً وأن الزلازل تتراوح بين درجات، وبالتالي لدينا بعض الكودات التي تم تطبيقها منذ بضع سنوات”، مشيراً الى “التخوف من الأبنية العشوائية من جهة والقديمة من جهة أخرى خصوصاً أن الجزء الأكبر من أبنيتنا قديم، وفي الاجمال المهندسون اللبنانيون لم يبخلوا بعملهم حتى قبل صدور الكودات الزلزالية انما كدراسة تقنية علمية، أخذت تطبق أكثر في نقابة المهندسين والبلديات والتنظيم المدني”.

ولفت الى “أننا موجودون على خط زلزالي مخيف، وما حدث البارحة فرع من الزلزال الأساس الذي يضرب بلدنا، وفالق اليمونة ضربة من ضرباته تلغي البلد، والدورة التكتونية للزلزال وفالق اليمونة ألف عام وأصبحنا تقريباً في العام 700 أو800، وهذه الدورة تمتلئ وتمتلئ بانتظار الانفجار”.

وعن الهبة المقدمة من البنك الدولي في العام 2012 وقدرت بمليون دولار ووضع مخطط توجيهي لجعل مدينة بيروت مقاومة للزلازل والكوارث الطبيعية، أكد فواز أن “لا شيء يدعى مقاوم للزلزال بل إستخدام مبنى قادر على التعامل مع الضربة الزلزالية الى حد معين ويعطي فرصة للخروج من المنزل وعدم تدمير كل شيء سريعاً والحد من الهبوط، أي مبنى قادر على التعامل بشكل أو بآخر مع حركة الزلزال. وعملوا على هذه الهبة وقاموا بالعديد من الدورات في مناطق عدة لكنها لم تستكمل وهذا ما نحتاجه إلى جانب تعاون الدولة ومؤسسات المجتمع المدني والنقابات والبلديات”.

أما الباحث الجيولوجي طوني نمر فقال: “في حال تكرار هذا الزلزال في تركيا وكان بهذه الضخامة سنشعر به حتماً، لكننا لا نتمنى حدوث ذلك، وما يحدث اليوم لدينا هزات أكثر من التي كانت تحدث نتيجة تحرك الأرض، والموجات التي وصلت الينا وتأثرنا بها من إهتزاز للمباني والصخور والبلوكات الآن تعود الطبيعة الى حالتها قبل زلزال تركيا وتحتاج بعد الى بضعة أيام أو أسبوع”.

أضاف: “بعد تخطينا 24 ساعة على الزلزال لم يعد هناك تخوف من حدوث تسونامي، لا سيما وأنه يحدث بعد الزلزال مباشرة ولحظتها تكون الأرض تتحرك في حال كان الفالق تحت المياه أي يحدث في البحر، ومن ثم يبدأ التسونامي مباشرةً وينطلق في أي إتجاه بحسب وجود فالق البحر”.

يتضح من كل ذلك أن الأبنية العشوائية والقديمة المنتشرة في مختلف المناطق لن تقاوم الكوارث الطبيعية والزلازل نتيجة سوء البناء والتنظيم، ويبدو أن لبنان غير قادر على مقاومة أي أمر يطرأ وبإنتظار قدره وما سيحل به، ولكن لا داعي للهلع والخوف فإحتمال حدوث تسونامي شبه مستحيل في هذه الظروف، ولا أحد يمكنه التنبؤ بتوقيت الهزات، واللبناني يسلم أمره الى ربه.

شارك المقال