هل يتحول “اللقاء الخماسي” إلى “سداسي” بضم إيران؟

زياد سامي عيتاني

كما كان متوقعاً، فإنّ “اللقاء الخُماسي” الذي استضافته باريس، للبحث في الملف اللبناني من جميع جوانبه، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لم يخرج بمقررات ملزمة للتنفيذ، بل تناول مجموعة أفكار، تحتاج الى المتابعة على أكثر من صعيد، وعلى أكثر من جهة.

وتفيد المصادر المتابعة أنّ الاجتماع كان مناسبة لإجراء نقاش عام للملف اللبناني بكلّ تشعباته، لا سيّما حتمية الاسراع في إنتخاب رئيس للجمهورية، والذي يجب أن يحظى بثقة المجتمع الدولي، إضافة إلى شخصية رئيس الحكومة، وصيغة تشكيلها، فضلاً عن برنامج عملها، الذي يفترض أن يشكّل المنطلق الأساس للشروع في عملية الاصلاحات الواسعة على الصعد كافة.

وتكشف المصادر نفسها، أنّ المشاركين في الاجتماع تناولوا المواضيع التي طرحت، من وجهة نظر حكوماتهم بشأن الموضوع اللبناني، بحيث لكلّ منها رؤيتها ومقاربتها المختلفة، إلّا أنّ العناوين العريضة متطابقة إلى حدٍّ كبير بينها، مما سمح بالتوافق على أساسيات الخطوات المطلوب القيام بها، لتظهيرها وترجمتها، كمنطلق لمساعدة لبنان في الخروج من مأزقه.

وعلى الرغم من أن المشاركة كانت على مستوى المستشارين، كان لافتاً مشاركة مصر وقطر للمرة الأولى في هذا الاجتماع، إضافة إلى الممثلة الأميركية بربارا ليف، مما أكسبه إندفاعة ديبلوماسية مضافة، من خلال توسعة حلقة الدول التي تواكب الجهود الفرنسية، للتأكيد على عودة الاهتمام بلبنان (وإن ليس بالقدر المطلوب)، مع إمكان تفعيله، وبالتالي رفع المستوى التمثيلي للمشاركين، في حال شعرت حكومات دولهم بتوافر معطيات ومؤشرات جدّية على حصول تقدّم ملموس وجدّي، في إمكان بلورة مشروع حلٍّ للأزمة اللبنانية العميقة.

وهذا ما يحتاج إلى حملة إتصالات ديبلوماسية واسعة مع جميع الدول ذات التأثير المباشر على الوضع اللبناني، وفي مقدمها إيران، لوضع صيغة حلٍّ للأزمة اللبنانية من جميع جوانبها السياسية والاقتصادية.

ولأنّ باريس صاحبة المبادرة، تريد تأكيد دورها كمحرّك أساس لإنقاذ لبنان من الانهيار الشامل، يتوقع أن تنشط ديبلوماسيتها عقب اللقاء، في أكثر من إتجاه، بالتوازي مع الديبلوماسية القطرية (خصوصاً وأنّ لهما مصالح مشتركة في موضوع التنقيب عن الغاز في لبنان)، لا سيّما على خط طهران، لإقناعها بضرورة أن تشارك بفاعلية في مساعدة لبنان للخروج سريعاً من النفق المظلم، الذي يضعه قاب قوسين أمام التفلّت والفوضى العارمة، الكفيلين بإستكمال إنهياره.

فهل تسفر الحركة الديبلوماسية المرتقبة، عن تحوّل “اللقاء الخماسي” إلى “لقاء سداسي”، بإنضمام إيران إليه؟ وبالتالي هل توافق الادارة الأميركية والسعودية على هذا الطرح أم أنّه يؤدي إلى نسف “اللقاء الخماسي”، ويبقى حينها لبنان معزولاً دولياً وعربياً، ومتروكاً لينهار وحيداً على أيدي الطغمة المتحكّمة به، بصورة نهائية، على مرأى عالم متفرج؟!

شارك المقال