تجييش دولي لدعم لبنان انطلاقاً من الجيش

المحرر السياسي

تتجه البوصلة اللبنانية في هذه الأيام نحو أوروبا، بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نية فرنسا قيادة جهد دولي لإنشاء آلية تمويل طارئ دولي للخدمات الأساسية في لبنان، في حال حصول انهيار واسع كي لا يترك لبنان رهن الفوضى وشعبه تحت خط الفقر. وفي ظل عدم تشكيل حكومة وعدم تحمل المسؤولين اللبنانيين أي مسؤولية من أجل إنقاذ البلد.

مواعيد قمم واجتماعات يغص بها شهر حزيران وتستهل بالمؤتمر الذي سيعقد في 17 منه في باريس وبرعايتها عبر تطبيق زوم، بمشاركة الأمم المتحدة ومجموعة الدعم الدولية للبنان، فيما سيشارك لبنان وبحسب مصادر لموقع “لبنان الكبير” بكلمتين لكل من وزيرة الدفاع في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر وأخرى لقائد الجيش العماد جوزاف عون، حيث سيتم خلالها عرض المتطلبات التي يحتاج إليها الجيش في ظل الأزمة الراهنة، والتي كان قائد الجيش عرض لها في الكتب والرسائل التي بعث بها إلى عدد من الدول الأوروبية والعربية والتي عرض لها أيضاً خلال زيارته إلى فرنسا. باريس بدورها حشدت لحضور عدد من الدول العربية، على غرار مؤتمر روما، حيث نجح المسؤولون الإيطاليون والفرنسيون عبر الاتصالات التي أجروها إلى تأمين قرابة 70 مليون يورو حتى الساعة لمساعدة الجيش، منعاً لإضعافه كونه ركيزة الأمن والاستقرار الأساسية في البلاد ومحط ثقة المجتمع الدولي في مرحلة هي الأخطر على لبنان منذ نشأته قبل 100 عام.

 

وبعد يوم واحد من هذا المؤتمر، أي في 18 حزيران، يصل إلى بيروت المفوض السامي للسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي جوزف بوريل، في مهمة استطلاعية تهدف إلى معرفة آخر التطورات السياسية في لبنان، حيث سيرفع تقريره إلى القمة الأوروبية في بروكسل في 24 حزيران الجاري والتي ستناقش الملف اللبناني من أوسع أبوابه. وبحسب مصادر فرنسية لموقع “لبنان الكبير” فإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيحضر شخصياً هذه القمة، نظراً لمتابعته اليومية لملف الأزمة اللبنانية واهتمامه بإنقاذ ما تبقى مما أنتجته الطبقة السياسية الحاكمة لا سيما التي تعرقل مسار تشكيل الحكومة.

وأشارت المصادر إلى عزم دول الاتحاد فرض سلة إجراءات عقابية على بعض المسؤولين اللبنانيين، بعد أن ضاقت دول أوروبا ذرعاً وسئمت مما يقومون به تجاه الشعب اللبناني، وأصبحت نظرتهم سلبية حيال عدم تشكيل الحكومة وإجراء الإصلاحات المطلوبة وانتهاك حقوق الإنسان.

وكشفت مصادر فرنسية لـ”لبنان الكبير” أن اجتماعاً لا تزال أجندته سرية يجري العمل على عقده في فرنسا في 20 حزيران، أي قبل القمة الأوروبية، ويحمل بنوداً طابعها سياسي وآخر إنساني، حيث ستتم دعوة شخصية لبنانية مفكرة، بحسب وصف المصادر، ووفداً يمثل قيادة الجيش اللبناني، للبحث في أطر المساعدات للشعب وللجيش على حد سواء، كما سيتم تقديم الدعم للمنظمات غير الحكومية لتأمين الاحتياجات الأساسية للمواطنين اللبنانيين.

وبعد المباحثات التي أجراها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع الرئيس الأميركي جو بايدن، وتناولت الملف اللبناني لقرابة نصف ساعة، بحسب مصادر لـ”لبنان الكبير” يتوقع أن يتم البحث أيضاً في الأزمة اللبنانية خلال لقاء بايدن مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأشارت المصادر إلى أن اجتماعاً سيعقد في الأمم المتحدة تحت عنوان الدول المتوسطة الدخل في 17 و18 حزيران برئاسة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وستكون هناك مشاركة للبنان من ضمن 34 بلداً، حيث سيتم عرض الوضع اللبناني الاقتصادي والمعيشي في ظل الأزمة الراهنة التي يتخبط بها وفي ظل وباء كورونا، وحشد الدعم اللازم من قبل المجتمع الدولي لمساعدته وتقديم يد العون له.

العالم يحشد الدعم للبنان مقابل تقاعس المسؤولين اللبنانيين في إيجاد حلول من أجل إنقاذ بلدهم، بل إن بعضهم يعمل على الدفع باتجاه انهيار الدولة ومؤسساتها.

 

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً