التغييريون بدأوا مشروعهم… ولم ينجحوا في قلب الطاولة!

آية المصري
آية المصري

17 تشرين 2019 كانت ليلة عجائبية عاشها الشعب اللبناني خصوصاً من اعتبر أن حركة الاحتجاج حقيقية ونابعة من القلب وليست لأهداف شعبوية وسياسية. تلك الليلة جعلت الجميع يعتقد أن التغيير الحقيقي بدأ وأن الشعب لن يساوم ولن يخرج من الشارع قبل حصوله على حقوقه، لأننا شعب تأثر بالثورات العالمية التي أحدثت بالفعل تغييراً جذرياً في الدول التي حصلت فيها، لكن الشعب المحب للرقص والسهر فضّل أن يثور على طريقته الخاصة التي رأى أنها تساهم في إيصال الرأي بصورة أقوى الى المنظومة الحاكمة، التي سخرت من هذه الانتفاضة على الطرقات لا سيما وأن الغضب الساطع لم يترجم.

بعد الفشل الحقيقي لقبضة هذه الانتفاضة جاءت الانتخابات النيابية التي كان ينتظرها هذا الشعب الموجوع والغاضب، فأتى بـ13 نائباً يدّعون التغيير لكنهم بعيدون كل البعد عنه، منقسمون داخلياً وقراراتهم متناقضة وشعبوية بامتياز، يحبون الظهور الاعلامي وسرد القصص اليومية ويهتمون بـSHOW OFF.

ومع انهيار قيمة العملة الوطنية مقابل الدولار الأميركي الذي تجاوز عتبة الـ82 ألف ليرة للمرة الأولى، وفي ظل الأزمات والانهيارات المتواصلة في القطاعات كافة، كان لا بد من معرفة ماذا فعل “التغييريون” في البلاد؟ وماذا ينتظر الشعب كي ينتفض بالصورة المطلوبة؟

رأى النائب وضاح الصادق عبر موقع “لبنان الكبير” أن “الثورة تغيير اما المنظومة الحاكمة أو النظام في أشهر عدة واذا لم تنجح يكون مصيرها الفشل، وثورة 17 تشرين لم تتمكن من إحداث التغيير الحقيقي لأسباب عدة أولها طبيعة البلد القائم، والخطاب الطائفي الذي لطالما يحدث بصورة سريعة، بالاضافة الى وجود حزب مسلح في لبنان والاعتداءات التي طالت معظم من قصد الشارع”، مشيراً الى أن “المنظومة مارست الاعتداء على الناس والبعض فقد عينيه، كما مارست الترهيب ومن ثم أتى إنفجار 4 آب وشهدنا هجرة كبيرة نحو الخارج، وبالتالي نجحت هذه المنظومة في زرع اليأس عند الشعب وجعله يفكر بصورة متواصلة في همومه اليومية من الكهرباء الى المياه وغيرها…”.

وقال: “الله لم يخلق الـ13 نائباً تغييرياً وكسر القالب، هناك تغييريون من داخل أحزاب السلطة مدركون أن هذه الاوضاع المهيمنة لا يمكن الاستمرار فيها، والشعب اقتنع بـ13 نائباً تغييرياً وانتخبهم، لكن في ظل كل ما يحدث في لبنان بات من الصعب اليوم تحرك الشارع لأسباب عدة أهمها وضع الشعب وصعوبة الحياة اليومية لديه، بالاضافة الى الوضع الأمني في البلد الذي يهدد النزول على الأرض ناهيك عن الشعور باليأس والاستسلام للأمر الواقع”. وأكد أن “معركتنا كتغييريين نخوضها من داخل المجلس النيابي وفي كل اللجان المشتركة”.

أضاف: “نحن مقتنعون بأن التغيير بحاجة الى الكثير من الوقت خصوصاً وأن البلد يعيش أزمات خانقة ومتواصلة منذ العام 2011 وبالتالي لن تصلح الأوضاع في شهرين أو ثلاثة، وبالتالي علينا البدء بمعركة رئيس الجمهورية لأنها أهم من النزول الى الشارع ومنها يبدأ الحل الحقيقي”.

أما النائب ياسين ياسين فرفض تحميل الشعب أكثر من همه اليومي، خصوصاً أن جزءاً منه نزل الى الشارع في 17 تشرين رافضاً المنظومة “ولكننا نعلم أن هذه المنظومة متجذرة منذ 40 عاماً واستخدمت الحرب الأهلية للوصول الى السلطة”، مشيراً الى أن “القوانين الموجودة من الانتخابي الى القوانين القضائية ليست ملائمة لاصلاح البلاد وعلى الرغم من كل ما حدث إستطاع الشعب الواعي انتاج 10% من مجلس النواب كتغييريين”.

وأكد ياسين “أننا كنواب تغييريين فعلنا الكثير من الانجازات لكننا لم نحصل على الوكالة الكافية كي ننجح في قلب الطاولة، كما أننا نعمل في شتى المجالات والمنظومة خائفة منا، على الرغم من أننا إتخذنا قرار التغيير على (الناعم) ومساره طويل نتيجة تجذر تلك المنظومة وإستخدامها أسلوب الزبائنية الذي أنهى دور الدولة الحقيقي وجعل الأحزاب تسيطر على كل المفاصل وأوصلنا الى الانهيار. نحن بدأنا بمشروع التغيير وهو عبارة عن عمل تراكمي وبحاجة الى الكثير من الوقت”.

وشدد الناشط محمد عويدات على أن “شعاراتنا منذ 17 تشرين كنا ولا نزال عليها وعلى مبادئنا، وعندما تحركنا طُلبنا الى التحقيقات ودفعنا ثمن تلك التحركات”، متسائلاً: “ماذا ينتظر الشعب كي يتحرك في ظل كل ما نعيشه؟ هل لا يزال ينتظر الأحزاب ويطبل لها؟”.

وأوضح “أننا سنقوم بالكثير من التحركات في المرحلة المقبلة، وكل ما يتعلق باقفال الطرقات كان منذ اللحظة الأولى ورقة ضغط في الشارع، وباتت الأحزاب تلجأ اليها في الآونة الاخيرة مستخدمة شعارات 17 تشرين، ومن الممكن أن نعود الى اقفال الطرقات في حال لم تحقق مطالبنا”.

نواب التغيير مقتنعون بأنهم بدأوا بمرحلة التغيير الحقيقي من داخل مجلس النواب، ومتأكدون من أن مساره سيكون طويلاً نظراً الى الفساد المتراكم والمنظومة المتجذرة، بحيث بات كلامهم عن انجازاتهم مماثلاً لانجازات عهد ميشال عون، لكنهم تناسوا أنهم جزء لا يتجزأ من معطلّي الجلسات فمنذ الجلسة الأولى لانتخاب رئيس للجمهورية انقسموا وانفصلوا عن بعضهم البعض.

شارك المقال